من يمدنا بطرف الحبل؟

من يمدنا بطرف الحبل؟

تدخل تظاهرات الفلسطينين، التي بدأت بمناسبة يوم الأرض، داخل قطاع غزة أسبوعها الرابع. القتلى كثر، والجرحى بالمئات، والمتظاهرون ينشدون بإصرار، سأعود إلى بلادي، سأعود إلى الأرض الخضراء، سأعود، تتطابق وجهات نظر بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي ترامب لأنهما يشتركان في منهجية واحدة، تبيح للقوة أن تمارس سياسة التوحش، لكن اصوات اسرائيلية اخرى تنحو نحو تسويق صورة دولة اسرائيل المدنية الديمقراطية والمسالمة، وهي في هذا تعارض سياسات العنف المباشر. وأن كانت الجهود مجتمعة تصب في خانة واحدة.

تناولت الصحف ووسائل الإعلام الدولية خبر رفض الممثلة الأمريكية اليهودية ، نتالي بورتمان، تسلم جائزة “سفر التكوين” بسبب، وفق اراء المتابعين، الأحداث الأخيرة في غزة . بورتمان ذات 36 عاماً خريجة جامعة هارفارد في تخصص علم النفس، وهي منتجة ومخرجة وممثلة أفلام، تحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية معاً، وتحافظ على جذورها اليهودية. سبق للممثلة أن عبرت عن بغضها لسياسة نتنياهو في أكثر من مناسبة.
جائزة “Genesis Prize” السنوية والتي تعني بالعربية “سفر التكوين” تقدم سنويا لشخصيات يهودية أثرت في العالم، بشرط التزامها بالقيم اليهودية، لتمثل قدوة للأجيال من اليهود. الجائزة مخصصة من صندوق جينيسيس الخيري الموجه بشكل مباشر لدعم الدولة اليهودية. بدأت فعاليات الجائزة في 2012 بهدف تكريم الشخصيات اليهودية الملهمة حول العالم، وهي على نمط جائزة نوبل التي تمنح سنوياً للمبدعين في المجالات العلمية المختلفة.
مؤسس الحدث هو المليونير الروسي اليهودي ميخائيل فريدمان، أحد أبرز رجال المال ونائب رئيس المؤتمر اليهودي الروسي ومؤسس صندوق جينيسس الخيري. فريدمان يؤكد دائماً على أهمية دعم اسهامات اليهود في التاريخ العالمي، وما حققوه في شتى المجالات من اسهامات لخدمة القضايا اليهودية والتعريف بها والدعاية لها.
تبلغ قيمة جائزة فريدمان السنوية مليون دولار، بالإضافة إلى مليون دولار آخر تبرع بها الإسرائيلي “موريس كاهن”، أى أن مجموع ما ستحصل عليه الممثلة بورتمان هو مليونا دولار أمريكي، خصصتها الممثلة بدورها، وفق تصريحها، لخدمة قضايا المرأة اليهودية.
إزاء رفض بورتمان حضور حفل تسليم الجائزة، صرحت وزيرة الثقافة “ميري ريغاف” أنها تشعر بالأسف، لكنها معجبة بحس بورتمان الإنساني، وتحترم حقها في الإختلاف علناً مع السياسات المتبعة، لكن أكثر ما تخشاه هو أن يتسبب قرار بورتمان في تسييس المبادرات الخيرية.

تبدو الجهود الفردية اليهودية في مختلف أصقاع الأرض، مترابطة ومحكمة ، دون سابق تخطيط، لتصب جميعها في خانة واحدة. الجائزة نظمها وتبرع بها فرد، المستهدفون هم أفراد منتشرون في بقاع الأرض ويحملون جنسيات مختلفة. قبول بإختلاف وجهات النظر مع تصريحات منمقة تخدم ذات الأهداف. المتبرع بالجائزة و الفائز بها أيضاً يوجهها لخدمة قضايا يؤمن بها، تصب في نفس المسار.

دون وعي مني، اسقطت ما يحدث في بلدي من نهب للمال العام، وكيف تتعارض الجهود الفردية في مسارتها بما يؤدى بها للتقاطع ضد بعضها البعض، لتتحول إلى عداوة مستحكمة. كم من مليارات استفاد بها اشخاص من خزينة الدولة وذهب ريعها لمصلحة البنوك الدولية، دون أن نسمع عن شخصية ساعدت أو ساهمت في خدمة قضية عاجلة، وما أكثر قضيانا الملحة. تظهرنتيجة العدوات على السطح، وتُغذى لتكون نمودجاً يستمر عبر الأجيال. فيما تتوارى خجولة، الجهود الفردية التي تخدم الصالح العام، دون أن تجد من يأخد بيدها ويشجعها ويستثمرها لخدمة المصلحة العامة.
يبلغ عدد المغتربين والمغربين الليبيين مئات الالاف، ولا نجد لهم حتى هيئة خجولة تتواصل معهم وهم في الغالب لا يحتاجون الدولة اكثر من احتياج الدولة لهم، مجرد السماح بتداول العملة الصعبة داخل البلاد من حيث فتح الحسابات المصرفية وحرية الحوالات مع بنوك العالم تتيح مساحة للتواصل وتؤدي لدخول الملايين من العملات الى البلاد بدلا من حالة الجمود الراهنة …وتبقى الأماني على أمل من بستجيب. وكم من القرارات تخط على الورق تغير على الواقع الكثير …بلادنا تحتاجنا جميعاً فهل من مستجيب؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 2

  • عبدالحق عبدالجبار

    اولاً تحية للكاتبة أمنة القلفاط المحترمة … وكذلك تحية للمثلة التي هي انسانه قبل ان تكون يهودية و يهودية قبل ان تكون أمريكية او إسرائيلية نتالي بورتمان…الاختلاف واضح …. هناك فرق كبير اولاً السؤال هل معظم المسلمين … مسلمين حقاً ؟هل هم مؤمنين ؟ هل هم محبين لدولتهم ؟ و هنا اتحدث اولاً عن الحكام او طالبي الحكم …. قم ننتقل الي العامة … علينا بالليبيين منهم اولاً ثم ننتقل الي الباقي …. بالنسبة لليبيين وكأنه الاسلام ليس كفاية لهم فتحصنوا بالاخوانية و السلفية وووووووو…. وكأنه الليبية ليست كفاية لهم فتحصنوا بالتخلف والقبلية والجهوية…. وكل هذا التحصن اما ان قلت تربية وجهل وأما للاستعمال الفردي في الحصول علي الكراسي و المال الحرام وبيع البلاد وهناك من ذهب الي ابعد من ذلك واستمد قوته من القوة الإسرائيلية والغربية وذلك ببيع البلاد لهم وتوقيع العقود والاتفاقيات التي تصب في صالحهم … هناك من ذهب الي مساعدة الشركات الأجنبية في اختلاس اموال ظرائب الدولة وما ادراك من ظرائب الدولة التي يستنفع منها المواطن من البنية التحتية الي معاشه… فأين المقارنة هنا … هل المقارنة بين انسان وانسان ( التربية ) او ان حب وطن ان كان هذا الوطن حقيقي او مزيف او في الإيمان الديني حق ام باطل … او في إيمانهم بان اليهودي علي اليهودي حرام او الاسرائيلي علي الاسرائيلي حرام ..وفي ايماننا بان المسلم علي المسلم حرام او الليبي علي الليبي حرام … اما فتح الحسابات فتلك قصة طووووووويلة …. ولَك فائق الاحترام

  • نعمان رباع

    لافرق بين الخيانة والخطا لان النتيجة واحدة من اقوال الشهيد وصفي التل

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً