تراكم وتزايد أسباب فشل وتأخر التكنولوجيا، فهل ستختفي مستقبلاً؟!

م. أحمد المجدوب

الأسباب قديمة ومستمرة لليوم والأمل أن لا تكون مستقبلاً، وبالتالي تم إستقاء نقاط منها من تقارير ودراسات متعددة منشورة بالانترنت، وخاصة تقارير الجهات الرسمية كاليونيسكو وابحاث من اساتذة بالجامعات والمراكز البحثية ومقالات منشورة، ومن يريد المزيد والتفاصيل فما عليه إلا البحث باحد محركات البحث على الانترنت.

فيما يتعلق بالتكنولوجيا ينقسم العالم حاليا الى ثلاثة فئات:

الفئة الاولى: الدول التى تمتلك التكنولوجيا وهى الدول المسيطرة والتى تقود بقية الدول الاخرى.

الفئة الثانية: الدول التى تمتلك تكنولوجيا بسيطة تحاول ان تطورها وبالتالى هى دول قد ترقى لتكون من ضمن دول الفئة الاولى.

الفئة الثالثة: دول لا تمتلك التكنولوجيا ومغيبة ذاتيا وتنقصها العزيمة لامتلاك اى نوع من التكنولوجيا فهي دول متخلفة، تقاد ولا تقود، وليس لها إلا التبعية والسكوت.

نشر الاسباب ليكون من يطلع قد احتاط لها ومن له امكانيات التغلب او الحد منها فهو مطالب ادبيا وعلميا بذلك، ومن هم بامكانهم التواصل مع من بيدهم القرار فالامل ان تتم المبادرة منهم، ومن هم لا هذا ولا ذاك فيطلع وذلك اضعف الايمان.

الكم كبير وبالتالى ففى السطور التالية مجموعة محدودة من تلك الاسباب:

1. مشاكل الإدارة والندرة في الخبرات العملية والعلمية والتكنولوجية، وخاصة في ظل ان جل الخبرة هى خبرة سنة متكررة لسنوات بعدها، يضاف الى ذلك البيروقراطية والمشكلات الإدارية والتنظيمية، مع بقاء كثير من مراكز البحوث بالدول النامية تحت قيادات قديمة مترهلة لسنوات طويلة، وغير مدركة لأبعاد التقدم العالمي في ميادين البحث العلمي لا سيما في العلوم التكنولوجية والفيزيائية، وإهمال التدريب المستمر للباحثين، بل وصل حال بعض مؤسسات البحث العلمي إلى تهميش الكوادر الشبابية البحثية المتطورة مع كل حديث والتي لا تتفق مع سياسية الادارة.

2. توجهات القطاع العام والخاص فى وضع رؤوس الأموال فى مشروعات أغلبها ذات صبغة إقتصادية او تجارية صرفة او سريعة الربحية.

3. وجود صراعات وضغوط متصاعدة وبخاصة تلك المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب، مما يساهم فى زيادة الإنفاق العسكري والتسليح، ويقل إلانفاق او ينعدم على البحوث والتنمية، مما يحد من الأمل في الإحياء للعلوم والتكنولوجيا.

4. خطط تطوير التعليم الفعالة تظل حبرا على ورق شكلا وموضوعا، والاستراتيجيات والتوصيات الخاصة بتطوير العلوم والتكنولوجيا فهى تظل حبيسة الأدراج والخطابات الإنشائية في افتتاحيات المؤتمرات العلمية.

5. غياب او النقص الكبير في تطوير المحتوى التكنولوجى التعليمي المدرسي والجامعي نفسه لكي يتماشى مع العصر، وغياب ربط التعليم بالصناعة والبحث والإبتكار، مع ملاحظة تكثيف إنشاء الجامعات وتكاثرها بالدول النامية، اغلبها كان يهدف بالدرجة الأولى فى أن تتحول في أقصر مدة ممكنة إلى مراكز بحث وإشعاع، والواقع عكس ذلك فهو جهد محصور على التعليم وكأنها معاهد أو مدارس تنتج الكتبة وموظفي الدواوين الحكومية والبطالة.

6. تعاني المراكز البحثية من الانفصال شبه الكامل بينها وبين المجالات التطبيقية خارج أسوارها أو معاملها، وكذا انفصام الصلة بين الجامعات وحقل الإنتاج، وابتعاد الجامعات عن إجراء البحوث للمساهمة في حل المشكلات الوطنية، إضافة إلى عدم مشاركة المؤسسات الكبرى والشركات والأثرياء من الأفراد في نفقات البحث العلمي.

7. غياب المؤسسات التى تحتضن الإبداع وتقوم بمتابعته وتسويقه وتطويره ما يؤدي إلى احدى النتيجتين: الاولى هجرة هذه العقول إلى دول بها مؤسسات تحترم الإبداع وترعاه، والثانية تنطفئ إبداعاتها وقدراتها تدريجيا، حتى تنضم إلى العقول النمطية السائدة وتشارك فى تخلفها وتراجعها بشكل أكبر.

8. النسب الضئيلة التى يتم تخصيصها لتمويل قطاعات البحث العلمى، مع ملاحظة ان التمويل ينفق جله على الأجور والمرتبات والمكافآت والبدلات وغير ذلك، وان وجدت بحوث فهى بحوث فردية لأساتذة يحاولون الإنتاج العلمي بغية الترقي أو النشر، وهي بحوث أضعف من أن تحل مشكلات المجتمع أو تعمل على تقدمه.

9. عزوف العديد من الطلّاب عن دراسة العلوم الأساسية والتطبيقية، فضلا عن أن تدريس العلوم في المدارس والجامعات لا يتم بطريقة ممتعة وقائمة على التساؤل والبحث والتقصي والاكتشاف، وتوفر المتطلبات الاساسية من معامل واجهزة وادوات ووسائل ايضاح حديثة.

10. الاعلام بمجالاته المختلفة وخاصة المرئي ينقسم إلى ثلاثة أقسام، من قنوات أغاني وأفلام وقنوات دينية وقنوات منوعات، مع وجود عدد محدود جدا من القنوات الوثائقية المترجمة.

11. استمرارية التخلف والأمية والبطالة والمشاكل المجتمعية.

اخيرا الامل معقود على جيل المستقبل الذى يتوجب الامر العمل على وضع الاولويات “للتنمية البشرية ومدى إعداد القوى البشرية القادرة على تملك أدوات التفكير العلمي ومعالجة قضايا الحياة العملية بمنهجية وفكر منظم، ويقع داخل هذا الإطار مدى قدرة المجتمع على تنمية قدرات الأطفال ومن ثم صغار السن والشباب بحيث يصبحون محبين للعلم، وقادرين على الإبداع والابتكار، ويصبح لديهم القدرة على التعامل مع تطبيقات العلم، سواء من حيث نقل التكنولوجيا واستيعابها وتطبيقها، أو القدرة على توطينها وتطويعها للبيئة المحلية، أو القدرة على إبداع تكنولوجيات مستحدثة، واستنبات تكنولوجيا جديدة تحقق التكامل بين أحدث تكنولوجيات العالم من جهة، ومن المتطلبات المحلية والعالمية من جهة ثانية، وبين الإمكانات المتاحة لكل دولة من جهة ثالثة”.

وقبل كل ذلك اهمية التعرف على ما للشيخوخة المتصلة بالعلوم والتكنولوجيا سواء بالفكر والتخطيط والتنفيذ والمُتابعة والتأسيس اى كل مجال وخاصة تجدر نظام الأقدمية فى كل شيئ.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً