مخاطر السماح للأطفال باستخدام التكنولوجيا

الأطفال والتكنولوجيا

م. أحمد المجدوب

في البداية اود التوضيح بان ما سيرد فيما بعد قد لا ينطبق على العديد من الافراد لعدم وجود ادوات التكنولوجيا لديهم، وقد تنطبق جزئيات منه او قد ينطبق جل الموضوع، مع ملاحظة ان الامر لا يتعلق بالاطفال فقط بل يشمل الشباب ايضا، فلذلك اتمنى من كل من يطلع ان يحاول الاستفادة واخذ الحيطة، ومن لديه معلومات تساهم فى التوعية وزيادة التوضيج فله الشكر.

لعبت وتلعب التكنولوجيا دورا كبيرا في تغيير الطريقة التي يتعلم بها ألاطفال والحصول على الترفيه، وكيفية تفاعلهم مع الأصدقاء وقد أثرت على مستوى الإبداع لديهم، وكيف يتصرفون في المجتمع، ويستخدم أطفال اليوم بالعديد من دول العالم المزيد من التكنولوجيا.  العديد من الشركات التكنولوجية تقوم باختراع أدوات تكنولوجية للأطفال، وبالتالى فان للتكنولوجيا آثار إيجابية وسلبية على ألاطفال فبقدر ما غيرت التكنولوجيا الطريقة التي يتعلم بها ألاطفال، فقد أثر ذلك أيضا على قدرتهم على التعلم والحصول على ترفيه حقيقي مع أصدقائهم.

ليس من السيئ إعطاء ألاطفال أدوات تكنولوجية حديثة، ولكن دور الاباء يتمحور حول إرشادهم حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا وأيضا وضع قيود على وقت استخدام أدوات تكنولوجية محددة.

مع التقدم التكنولوجي أصبح من المعتاد رؤية الأطفال الصغار والأطفال في سن المدرسة الابتدائية لديهم القدرة على استعمال أجهزة الحاسوب المحمولة وأجهزة الآي بود والآي باد والآي فون والهواتف الذكية من الانواع الاخرى والإنترنت، ومنهم من يلعب ألعابا تعليمية او ترفيهية أو يشاهد رسوما متحركة، ومنهم من يبحر في الانترنت للبحث عن المعلومة او المساعدة في حل الواجبات المدرسية.

بالرغم من التحمس والاهتمام تجاه تقدم ألاطفال من الناحية التكنولوجية، فقد يتم تجاهل المخاطر الخفية للأطفال باستخدام التكنولوجيا، فمع إنشاء الإنترنت أصبح الأطفال الآن عرضة للعديد من الاشياء المحضورة بالاطلاع عليها  عبر حواسيبهم او هواتفهم الذكية، ويمكن اعتبار الإنترنت لأولياء الأمور اليوم اختراعا خطيرا وخطيرا للغاية بالنسبة لأطفالهم.

فيما بعد مجموعة من النقاط التى لها اهمية فيما يتعلق بالتكنولوجيا للاطفال:

  1. ضعف المهارات الاجتماعية فكلما انغمس ألاطفال في عالم الإنترنت قلت مهاراتهم الاجتماعية لقلة التفاعل في الوقت الحقيقي وجها لوجه. فالمهارات الاجتماعية السيئة حيث يقضي العديد من الأطفال معظم وقتهم في لعب ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفزيون واستخدام الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والمزيد من الوقت الذي يقضونه باستخدام هذه التكنولوجيات، والمزيد من الوقت الذي يقضونه بمفردهم، لذا فهم لا يحصلون على الكثير من الوقت للاختلاط مع أقرانهم، فإذا كان الطفل لديه مهارات اجتماعية ضعيفة فسيجد صعوبة في التعامل مع الناس عندما يكبر وهذا يمكن أن يضر بحياته ومهنه على المدى الطويل.
  2. لا صبر ولا وقت للانتظار بسبب توقع الطفل بأن كل المحيط به معد لتوفير الإشباع الفوري في العالم الرقمي، أو أنهم سيقضون الكثير من الوقت بخيبة أمل وغضب، ما لم يكون تعريفهم بانه في العالم الحقيقي يحتاج الناس إلى الوقت، فالأشياء تستغرق وقتا، وبالتالى فهم بحاجة إلى تعلم الصبر والفهم لذلك.
  3. طول الجلوس وعدم الحركة من الاسباب الرئيسية للسمنة لدى الاطفال، وبالتالى يحصل الطفل على الدهون ويكون غير صحي أو يعاني من الوزن الزائد او عيوب النطق او الصداع المزمن وزيادة احتمال الإصابة بسرطان الدماغ.
  4. إمكانية إدمان الانترنت والالعاب الالكترونية والتى يصعب التخلص من ذلك الادمان، ومن المهم أن كل شيء ينبغي القيام به باعتدال.
  5. عند التجول خلال الانترنت قد يتصفح الأطفال أثناء تصفح الويب المحتوى غير المناسب من خلال النوافذ المنبثقة أو المواقع العشوائية، اذ بإمكان الطفل أن يرى او يسمع عن غير قصد شيئا غير مناسب اخلاقيا او اجتماعيا او دينيا، مثل محتوى غير لائق يركز على العنف او دعاية للكراهية او مغالطات دينية، والاخطر من ذلك والمضرة للأطفال تنطوي على شكل من أشكال الاستغلال الجنسي سواء من خلال التعرض لمحتوى غير لائق أو سوء معاملة من قبل المفترسين.
  6. امكانية التحادث والتفاعل بالنص او بالصوت او بالصورة او كلها مع الشخصيات السيئة السمعة، وخاصة المجرمين والمتحيلين والنصابين بالاضافة الى اعطائهم معلومات شخصية وارسال صورهم، اذ انه على شبكة الإنترنت يمكن للأطفال بسهولة البدء في التواصل مع الغرباء دون وعي آبائهم وفي نهاية المطاف يمكن أن يكون هناك العديد من الآثار الضارة للأطفال الذين يقعون ضحية لهذا النوع من جرائم الإنترنت، ويمكن أن يصبح الأطفال الذين يتعرضون لذلك ضحايا للعنف والأمراض والتحرش الجنسي بالأطفال، وعلاوة على ذلك يمكن لهذا النوع من التعرض أن يدمر نمو الطفل وهويته.

توجد العديد من المواقع بالانترنت مكرسة للوعي بمخاطر الإنترنت على الأطفال وأولياء الأمور، كما تقدم تلك المواقع بعض النصائح للآباء والأمهات للحد من ضعف الطفل عند استخدام الإنترنت، وهذه بعض الأفكار التي يمكن ان تكون مفيدة:

  • التحدث مع ألاطفال والشرح لهم بالمخاطر التي يمكن أن تأتي من استخدام الإنترنت.
  • استخدام أدوات البرامج التي يمكن أن تحد من وصول الأطفال إلى المواقع الضارة.
  • التعرف على مواقع الإنترنت والخدمات التي يستخدمها الطفل.
  • وﺿﻊ اﻟﻘﻮاعد واﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜن للطفل عملة وما ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ الانترنت.
  • عدم السماح لهم مطلقا بالتواصل مع أي شخص لا يعرفه على الويب.
  • من المهم معرفة ان ضعف العلاقة بين الأطفال وأولياء أمورهم واحد هذه الاسباب أن معظم الآباء لديهم وقت أقل مع أطفالهم لأنهم مضطرون للعمل، وبالتالى فقد استبدل الأطفال والديهم بالتكنولوجيا، وهذا يدعو لاهمية وجوب على اولياء الامور قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم بعد العمل، وإنشاء رابطة قوية مع اطفالهم بحيث يشعرون بحرية طرح أي شيء، فمثلا عندما يطلعون عن شيئا ما على الإنترنت فسوف يستشيرون بشأن صلاحيته.
  • الإعلانات المقنعة على الإنترنت تعرض الاطفال للمخاطر، فالأطفال الذين يستخدمون الإنترنت غالبا ما يتعرضون لإعلانات مقنعة قد تغريهم للانخراط في بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، لذا يجب على الآباء ملاحظة سلوك أطفالهم سواء عبر الإنترنت أو خارج الإنترنت.
  • اهمية قيام الآباء بأخذ أطفالهم للعب مع الآخرين على الأقل عدة مرات في الأسبوع  وتشجيعهم على تكوين صداقات أثناء وجودهم في المدرسة وإخبارهم بدعوة أصدقاءهم إلى المنزل حتى يتسنى معرفة من يقضون وقتهم معهم والتعرف على المزيد حول الأطفال المدمنين على ألعاب الحاسوب.
  • تعليم الاطفال بعدم تحميل اى نوع من البرامج إلا بمعرفة اولوياء الامور وكذلك الامر بالنسبة لرسائل البريد الالكترونى غير المعروف مصدرها او تلك التى تقدم اغراءات بحوائز او ألعاب مجانية او البرامج الضارة وخاصة برامج التجسس والفيروسات وحيل الخداع وما الى ذلك.

ختاما في نهاية المطاف من الواضح أن الأطفال يمكن أن يصبحوا بسهولة ضحايا لبعض أشكال إساءة استخدام الإنترنت، ومع ذلك فإنه من المهم أن يتم تواصل تثقيف الأطفال حول مخاطر الإنترنت، وعلاوة على ذلك من المهم أن يتم رفع الوعي بانواع من جرائم الإنترنت ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالاطفال.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً