تشجيع الأطفال والشباب على التزود بالمعارف الحرة للعلوم والتكنولوجيا والخيال العلمي

م. أحمد المجدوب

من يعرف القراءة يدرك أنها هي واحدة من أكثر الأنشطة متعة وإشباعا في حياة المرء، وإن معلمي العلوم يعرفون مدى الرضى الذي يشعر به المرء من التعلم عن هذه الظاهرة أو تلك في الطبيعة.

من يطلع يعرف ان هناك في كتابات في السنوات السابقة كانت اساطير تحدثت عن قصص وهمية وخيال، إلا أنها في العصر الحديث بدأت تلك الكتابات تتحول إلى شكل علمي وحقيقي مبني على الفرضيات العلمية.

يطلب الامر من كل الجهات العامة والاهلية والهاصة ذات العلاقة بالثقافة اطلاق سلسلة من المبادرات الهامة والتى من بينها:

  1. إنشاء مكتبة تشتمل على الكتب الورقية والالكترونية والفيديو ووسائل الميديا الاخرى.
  2. توفير برامج مدرسية للقراءة والاطلاع.
  3. نوادي الكتب والحاسوب والعلوم والتكنولوجيا.
  4. معارض للكتب الورقية والالكترونية ووسائل الايضاح الحديثة.
  5. مهرجانات ومؤتمرات ونودوات ومعارض ومسابقات للعلوم والتكنولوجيا.
  6. توفير الفيديوهات التوضيحية المناسبة للاطفال على الانترنت وبدون مقابل وفى الامكان الاخرى المذكورة سابقا.

فالمبادرات تعتبر تعبير واضح عن الاعتراف بأهمية القراءة والاطلاع السمعى البصرى في التنمية البشرية، واعداد جيل المستقبل، والمساهمة في دفع جيل الشباب الى حب العلوم والتكنولوجيا، فالتنمية الحقيقية والمستدامة تكون ممكنة من خلال العلوم والتكنولوجيا وتطويرها للوصول الى مجتمع المعرفة والاقتصاد.

من المعروف ان القراءة والعلوم والتكنولوجيا تسير مع بعضها لمضاعفة الفوائد المرجوة منها، فلكل منها قيمة كبيرة على نطاق واسع فهى تزيد من مفردات الشخص اللغوية، ففي الواقع أظهرت دراسة حديثة بالغرب أن الأشخاص الذين يقرأون كل يوم لديهم أكثر من مرتين إلى ثلاثة أضعاف المفردات من أولئك الذين يقرؤون احيانا، ومن المثير للاهتمام ما أظهرته تلك الدراسة أن الخيال يثري مفردات الشخص بشكل ملحوظ أكثر من غير الخيال، وأظهرت دراسة حديثة أخرى لديهم أن الأطفال الذين يقرؤون خلال الصيف يعوضون نوقص في معرفة القراءة والكتابة قد يكونون قد تكبدوها خلال العام الدراسي، وعلاوة على ذلك فإنهم يأخذون السبق خلال السنة التالية، ووجدت الدراسة أيضا أن هذه المزايا تزداد عندما يسمح للأطفال باختيار الكتب الخاصة بهم للقراءة، مع الاخذ بالاعتبار ان العديد من المعلمين ينصحون بتشجيع الأطفال على توسيع آفاقهم في القراءة ومطلعاتهم، فكثرة القراءة والاطلاع يدرك المرء انه لا يعرف إلا القليل جدا، وبالتالي يجب عليه السعي إلى المزيد.

قد يكون التطرق الى الخيال العلمى وما يتميز به وذلك من خلال السطزر التالية:

الخيال العلمي هو احد المواضيع الاكثر اهتماما ورغبة وجاذبية للاطفال والكبار على السواء، وعادة ما يكون الخيال العلمي المستقبلي حول طرق بديلة للحياة يمكن تحقيقها عن طريق التغير التكنولوجي، وغالبا ما يرتبط بتصور الخيال العلمي عوالم بديلة بقواعد وهياكل متناسقة بشكل مؤكد، متفرقة بشكل ما من العالم العادي أو المألوف لهذا الزمن والمكان، ومع ذلك فإن الخيال العلمي ينعكس على التكنولوجيا التي تدرس كيف يمكن أن تحول ظروف الوجود وتغير ما يعنيه أن يكون الإنسان، وهذا النوع الذي يدرس الكائنات الجديدة الغريبة التي قد يصبحها الانسان بأي الأشكال الميكانيكية التي قد يخترعها، وما هي الشبكات والأنظمة التي قد تغذي أو تستغل طاقات الحياة، فهو نوع من ألادبيات للأنواع البشرية التي تواجه التغيير، سواء أكانت تصل عن طريق الاكتشافات العلمية أو الابتكارات التكنولوجية أو الأحداث الطبيعية أو التحولات المجتمعية.
الخيال العلمي هو أدب الأفكار والفلسفة حيث يجيب على أسئلة مثل “ماذا لو؟” أو “إذا استمر هذا ما سيحدث”، وبالتالي فهو أكثر اهتماما باستكشاف الأفكار والابداعات.

يقول الدكتور خليل أبو قورة، في كتابه “الخيال العلمي وتنمية الإبداع”: “إن الخيال كان عبر تاريخ الأدب والفن والعلم، بمثابة المنجم الدائم الذي يستخرج منه الأدباء والعلماء موادهم الخام التي تتحول بين أيديهم وفي عقولهم ووجدانهم إلى أعمال خالدة على مر الزمان”، ومضيفا بالقول: “مهما تعددت تعاريف الباحثين والدارسين لمفهوم الخيال، فإنه يعد بصفة عامة القوة الأساسية الفعالة وراء كل إبداع واختراع في أي مجال، ولولا الخيال لما وصل الإنسان إلى ما هو عليه الآن. وكلما قويت ملكة الخيال لدى الفرد، أصبح أكثر قدرة على مواجهة مشاكله والتغلب عليها”.

وتشمل فوائد القراءة وخاصة الخيال العلمى ومجالاته المقرؤة او المسموعة او المرئية فهناك العديد من النقاط ذات العلاقة والتى ادرجت تحت كلمة القراءة وهى بمفهوم استعمال التكنولوجيا الحديثة للوصول الى المحتوى المعرفى التكنولوجى والتى منها:

  • زيادة الحصيلة من المحتوى المعرفى للشخص.
  • الحد من التوتر.
  • تحسين الإبداع.
  • زيادة التعاطف مع الآخرين.
  • فتح العقل إلى الأفكار المختلفة.
  • توسيع آفاق المرء عن طريق اكتشاف عوالم أخرى.
  • تخيل القصص يساعد على تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن فهم الآخرين بشكل أفضل ورؤية العالم من منظور جديد.
  • القراءة أكثر فاعلية للتخلص من الإجهاد وقراءة القصص هي من بين أفضل الطرق للحصول على الراحة، وتحقق نفس الفوائد الصحية من الاسترخاء العميق والهدوء الداخلي.
  • يتحصل القراء المنتظمون بشكل أفضل إلى مستويات منخفضة من الإجهاد، وارتفاع في تقدير الذات وانخفاض في معدلات الاكتئاب مقارنة بغير القراء.
  • من يقراء أكثر يظهر خصائص أقل لامرض مثل فقدان الذاكرة والزهايمر.
  • قراءة الأدبيات الخيالية يمكن أن تؤدي إلى إجراءات أفضل لمعالجة المعلومات بشكل عام، بما في ذلك تلك الخاصة بالإبداع.
  • القراءة تحسن من الحياة وتساعد على الشعور بالرضا، ومن يقراء الكتب بانتظام هو في المتوسط أكثر ارتياحا للحياة، وأكثر سعادة وأكثر عرضة للشعور بأن الأشياء التي يقوم بها في الحياة جديرة بالاهتمام.

ختاما من المهم ان يكون الخيال العلمى بانواعه موجه لضرب الامثلة وتعبير لامور غير واقعية وانما للاسترشاد والتوعية والمراد الاساسى لذلك تحقيق أغراض مباحة كالتربية على بعض القيم والأخلاق والآداب، أو تعليم بعض العلوم التجريبية التكنولوجية، أو توسيع الفكر والتشجيع على الابداع او علاج بعض القضايا الاجتماعية والسياسية أو لغرض التسلية واللهو المباح أو نحو ذلك.

وملاحظة هامة تتعلق بان الخيال العلمي يلعب دورا مهما في المجتمع، فهو يساعد على تعميم التطورات العلمية والتكنولوجية مثل ما هي الحوسبة الكمية؟ وما هو العلاج الجيني؟ وكيف يعمل الاستنساخ؟ وما الى ذلك، وبالتالى فهو يساعد المجتمع على التخلص من مختلف الخرافات والمفاهيم الخاطئة، اذ إنه يساعد الناس على الاستعداد للتغيير وخاصة ما ستجلبه العلوم والتكنولوجيا من افاق وتطبيقات ومنتجات كثير منها لم يكن معروف ولدى البعض خيال علمى.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً