الفريق المكلف بإعداد مسح «أثر الهجرة على الصحة العامة» يوصي بإنشاء مركز لأمراض المناطق الحارة

أجري التاريخ الطبي لعدد 51 طفل دون الـ 5 أعوام في المراكز؛ حيث عانى 1/3 الأطفال من الإسهالات الحادة؛ فيما عانى الـ 1/5 من الإخماجات التنفسية في الأسبوعين الذين سبقا المسح.

عين ليبيا

أوصى الفريق الوطني المكلف بإعداد مسح “أثر الهجرة على الصحة العامة في مراكز إيواء المهاجرين” بإنشاء مركز لأمراض المناطق الحارة لتقديم خدمات تناسب “الطيف الواسع” من الاحتياجات الصحية للمهاجرين والمجتمع المحلي.

كما جاء في التوصيات أيضاً ضرورة أن تكون هناك معالجة مسؤولة لظاهرة الهجرة والمهاجرين تتضمن مراجعة السياسات والإجراءات المتعلقة بالعمل والإقتصاد والإجراءات الإدارية الأخرى.

إلى جانب وضع وتطبيق معايير مناسبة لمراكز الإيواء وتوفير موارد مالية من مصادر محلية وخارجية مناسبة لتنفيذها.

وأكد الفريق من خلال التوصيات على أهمية بناء توافق وطني حول المتطلبات القانونية والدولية والإنسانية والدينية؛ وأن الحلول الحقيقية طويلة الأمد تحتاج إلى تنمية مجتمعية واقتصادية شاملة وإحلال استقرار سياسي.

هذا وقد بلغ عدد النزلاء الذين تمت مقابلتهم من فريق المسح 427 نزيل؛ كان أكبر عدد في مركز إيواء غريان، تاجوراء، زوارة (90،71،61) على التوالي؛ وكان معظم النزلاء بحسب تصريحاتهم من دارفور بالسودان ثم أريثريا ثم الصومال (86،54،52) على التوالي.

كما تمت زيارة 16 مركز 15 مركز منها يتبع السلطات الرسمية؛ حيث تأوي هذه المراكز 81.25% أطفال؛ ثلاثة من هذه المراكز تجاوز عدد الأطفال فيها 50 طفلاً بينما تأوي 62.50 % من هذه المراكز نساء ووصل عدد النساء في أحد المراكز 520 إمرأة.

أيضاً يتراوح المدى العمري للنزلاء بين 13-63 عاماً؛ قضى ما يقارب ثلثيهم أكثر من عام في المراكز.

وبحسب نتائج المسح فقد أصيب 2/5 النزلاء بإسهالات حادة خلال الـ6 أشهر السابقة للمسح؛ وتعرض 7% منهم للتسمم الغذائي فيما عانى الـ 1/3 من أمراض جلدية كالجرب والقمل؛ وأصيب 14% و 7% على التوالي بإخماجات تنفسية وإخماجات مهبلية فيما ذكر 3% منهم أنهم تعرضوا للدغة عقرب أو ثعبان خلال نفس المدة.

أيضاً أبلغ 17% من النزلاء عن إصابتهم بأمراض مزمنة؛ فيما أورد 1/3 النزلاء تعرضهم لعنف جسدي في الفترة الواقعة بين خروجهم من منازلهم في بداية الرحلة إلى وصولهم إلى المراكز .

كما أظهر المسح أن 1/3 النزلاء مصابين بالاكتئاب والـ 1/2 يعاني من القلق وأكثر من 1/2 النزلاء غير راضيين عن الخدمات الطبية المتاحة لهم.

كما تتواجد 32 إمرأة حامل في المراكز؛ 46.9% منهن لم يقمن بإجراء كشف متابعة للحمل عزت 1/3 النساء ذلك إلى عدم وجود مضاعفات وعزى الـ 1/3 الاخر منهن ذلك إلى عدم توفر الخدمة.

وقد أجري التاريخ الطبي لعدد 51 طفل دون الـ 5 أعوام في المراكز؛ حيث عانى 1/3 الأطفال من الإسهالات الحادة؛ فيما عانى الـ 1/5 من الإخماجات التنفسية في الأسبوعين الذين سبقا المسح.

وأظهر المسح أيضاً وجود أعراض كرب بين الأطفال كصعوبة النوم 41.2% وسهولة كثرة البكاء 29.4%.

هذا ويرى 80% من العاملين (أجريت المقابلة أثناء المسح مع 60 شخص من العاملين) أن مخاطر الاصابة بالعدوى مرتفعة أو مرتفعة جداً في عدة أمراض كالدرن والعوز المناعي المكتسب والبرداء.

فيما أقر أكثر من 2/3 العاملين بالموافقة على أنه يجب معاملة كل النزلاء كما لو أنهم مصابين بمرض معدي؛ ووافق أكثر من 3/4 العاملين على أنه يجب اتخاذ إجراءات قياسية عامة للوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية بغض النظر عن حالتهم الصحية؛ حيث يوافق 60% على عزل النزلاء المصابين بأمراض معدية مختلفة في نفس الغرفة.

وأخفق 2/5 العاملين في تقدير أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه أيدي العاملين في انتقال العدوى بينما يرى 5% و 4% فقط من العاملين أن العناق والمصافحة يمكن أن تنقل عوز المناعة المكتسب؛ فيما رأى كل العاملين أن الفحص المخبري لعوز المناعة المكتسب إجباري لكل النزلاء.

97.7% من العاملين وافقوا على وجود حاجة لتعلم المزيد عن الإخماجات؛ كما أظهر 1/2 العاملون أعراضاً تدل على وجود إكتئاب؛ بينما يعاني أكثر من الـ 2/3 من القلق في حين أن 12% مصاب بكرب ما بعد الصدمة.

على صعيد الصحة المهنية فإن أكثر من نصف العاملين 51.7% يعانون من الإجهاد العاطفي والوظيفي و 53.6% منهم يعانون من فقدان الشخصية؛ في حين 56.6% يعانون من فقدان الشعور بالإنجاز الشخصي.

أظهر مؤشر الإنهاك الوظيفي أن الحد الأعلى كان 28 ،24،25 على صعيد أبعاد “فرط العبء” و”غياب التدرج الوظيفي” و”الإهمال” على التوالي على صعيد بعد “فرط العبء” أعلى معدل كان 28/17.7.

أظهر المسح على صعيد مؤشر (الجهد مقابل الحافز) أن هناك اضطراب في المؤشر “ضعف العائد” المتحصل مقابل الجهد المبذول لدى أكثر من 2/5 العاملين؛ فيما أفاد 54.55% أن لديهم عائد مناسب مقابل الجهد.

هذا وقد تم الإعلان عن نتائج المسح بحضور وكيل وزارة الصحة “عيسى العمياني” ووزير الدولة لشؤون النازحين ” يوسف جلالة” ووكيل وزارة الخارجية “لطفي المغربي”؛ وممثل عن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية “عبد السلام عليوان”؛ إلى جانب ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا “حسين جعفر” ورئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة “عثمان بلبيسي”.

حيث أعلنت النتائج عبر عرضين مرئيين قدماهما المدير الوطني للفريق المكلف بإعداد المسح السيد “عادل التاجوري”؛ وممثل عن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية “عبد السلام عليوان”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً