المغرب يبني محطة شمسية باستثمار 1.8 مليار دولار

الصحراء المغربية تتحول الى 'مزارع' لإنتاج الطاقة
الصحراء المغربية تتحول الى ‘مزارع’ لإنتاج الطاقة

خطت المغرب خطوة كبيرة في إطار مشاريعها الطموحة لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بإرساء مشروع عملاق لبناء محطة للطاقة الشمسية المركزة على شركة ديوو الكورية الجنوبية. ويسعى المغرب لانتاج ما يصل الـ 42 بالمئة من استهلاك الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2020.

قالت شركة دايوو للهندسة والبناء الكورية الجنوبية إنها فازت بصفقة لبناء محطة لتوليد الطاقة في المغرب بقيمة بلغت نحو 1.8 مليار دولار.

وأوضحت الشركة أنها وقعت في المغرب على عقد لمشروع توليد الطاقة بواسطة القطاع الخاص بنظام تسليم المفتاح. ووفقا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية الرسمية، يعتبر هذا العقد أكبر صفقة حجما من بين الصفقات التي فازت بها شركة دايوو حتى الآن.

ويجري المشروع لبناء محطة للطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم بسعة تبلغ 1.32 ميغاوات والمرافق الإضافية في المنطقة الساحلية على بعد 15 كيلومتر جنوب مدينة أسفي المغربية. وحصلت دايوو على الصفقة بشكل منفرد من قبل شركة آسفي للطاقة. ومن المقرر أن تقوم بعمليات الإنشاء خلال مدة 46 شهرا.

ودخلت شركة دايوو للهندسة والبناء إلى المغرب في عام 1998 لبناء مصنعين لشركتي دايوو للإلكترونيات ودايوو للسيارات، وفازت بثلاث صفقات لمشروعات ضخمة في عام 2010. وبلغت قيمة الصفقات الإجمالية لشركة دايوو نحو 3.5 مليار دولار. وتسعى دايوو للفوز بصفقات في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وتتوقع أن تحصل على صفقات خلال هذا العام.

“ثورة” شمسية مغربية

ويأتي بناء المحطة في إطار خطة لإنتاج 2 غيغاوات من الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية بحلول عام 2020 وخطة أوسع لتأمين 42 بالمئة من حاجة المغرب للكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول ذلك التاريخ.

وكان المغرب قد أطلق في مايو الماضي أعمال بناء محطة نور للطاقة الشمسية في منطقة ورزازات، والتي ستبلغ طاقتها عند اكتمالها 160 ميغاوات لتكون بذلك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم. وأعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس إشارة انطلاق العمل ببناء المحطة التي تبلغ تكلفتها 820 مليون دولار ويستغرق انشاؤها 28 شهرا.

وتعد المحطة جزءا من برنامج طموح ينفذه المغرب ويسعى من خلاله لتغطية 42 بالمئة من حاجته للطاقة عن طريق مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020. ويضم 5 محطات للطاقة الشمسية في ورزازات وعين بني مطهر وفم الواد وبوجدور وسبخة الطاح، إضافة إلى مشاريع انتاج الطاقة من الرياح.

وفاز بعقد تنفيذ المشروع كونسوتيوم عالمي يضم عددا من الشركات العالمية بقيادة مجموعة أكوا باور السعودية، التي وضعت خطط تصميم وبناء المحطة، وستتولى تشغيلها وصيانتها. ويقول مسؤولون مغربيون إن هناك خططا لتوسعة المحطة لتبلغ طاقتها 500 ميغاوات في عام 2015 وستمتد على مساحة 3 آلاف هكتار، حيث يسعى المغرب لإنتاج 2000 ميغاوات من الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية بحلول عام 2020. ويساهم البنك الأوروبي للاستثمار في تمويل العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب.
ويضع الاتحاد الأوروبي المغرب في قلب خططه لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لخفض انباعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وهو يخطط لاستثمارات كبيرة في المغرب بموجب خططه الملزمة لزيادة نصيب مصادر الطاقة المتجددة من الطاقة التي تستهلكها دول الاتحاد الأوروبي.

ويقول مراقبون إن اعتماد أوروبا على المغرب ستتزايد في السنوات المقبلة بسبب توفر مصادر الطاقة المتجددة في المغرب بدرجة تفوق تلك المتاحة في أوروبا خاصة في مجال الطاقة الشمسية.

وإلى جانب الطاقة الشمسية، تعول المملكة المغربية على طاقة الرياح لإنتاج 2000 ميغاوات من برنامجها الطموح، حيث تنتشر عدة محطات لطاقة الرياح في أرجاء المغرب، لكن منطقة الساحل الجنوبي الغربي ببيئتها الصحراوية ورياحها القوية، تظل مشروع البناء الأضخم الذي تعول عليه المملكة.

تشهد مشاريع طاقة الرياح في المغرب، رغم قلة شهرتها مقارنة مع مشاريع الطاقة الشمسية، ازدهارا كبيرا خاصة في منطقة طرفاية (جنوب غرب)، حيث سيبدأ أكبر حقل للطاقة الريحية في أفريقيا مع سعة 300 ميغاواط، في إنتاج الطاقة اعتبارا من العام المقبل.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً