قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن يوم “مجزرة الفض” التي وقعت ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب والمؤيدين للرئيس الشرعي د. محمد مرسي، قالت إنه يعد اليوم الأكثر دموية في تاريخ مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير قبل عامين، مشيرة إلى أن تداعيات هذه المجزرة الدامية ستستنزف مسيرة البلاد نحو الديمقراطية بعد اندلاع العنف والاشتباكات في المحافظات، بعد فض اعتصامَي رابعة العدوية والنهضة السلميين.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن الولايات المتحدة تدين بشدة العنف الذي وقع في مصر، مضيفة أن الحكومة المؤقتة مسئولة عن تحقيق وعودها بالانتقال السريع إلى إدارة مدنية منتخبة، لافتة إلى إعلان الانقلابيين حالة الطوارئ وحظر التجول في البلاد لمدة شهر.
وقالت إن الانقلابيين يتبعون “النهج الاستبدادي”، مشيرة إلى حملة الاعتقالات والقمع ضد أعضاء الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، وهي نفسها التي اعتمدتها حكومة مبارك منذ عقود ضد الإسلاميين، عندما حظر الجماعة وقمعها بشدة، لافتة إلى الأعداد الضخمة للقتلى الذين من بينهم صحفيان اثنان على الأقل، أحدهما مصور شبكة سكاي نيوز البريطانية فضلاً عن آلاف الجرحى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر بحزب “الحرية والعدالة” أن عدد الضحايا يفوق الـ2000، نافيًا صحة الأرقام التي تعلنها حكومة الانقلاب الدموي.
وتوقعت الصحيفة أن يدخل الصراع في مصر مرحلة جديدة بعد “مجزرة الفض”، مشيرة إلى تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، الذي أدان العنف وقال: “العنف وجه ضربة خطيرة لجهود المصالحة”، مضيفًا: “القمع العنيف يتعارض بشكل مباشر مع تعهدات الحكومة المؤقتة بتحقيق المصالحة”.
وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته بـ “الانتقادات الحادة” من قبل إدارة أوباما تجاه الجنرالات الحاكمين لمصر بعد الانقلاب العسكري الدموي، مضيفة أن إعلانهم حالة الطوارئ في البلاد تعكس تخوفات لدى واشنطن من استمرار الحكم العسكري لفترة طويلة في البلاد.
ونقلت عن المتحدث الإعلامي للبيت الأبيض جوش أرنست قوله: “الإدارة الأمريكية تعارض بقوة العنف وفرض حالة الطوارئ التي استمرت طوال حكم مبارك”، مضيفًا: “العنف الذي شاهدناه هو خطوة في الاتجاه الخاطئ”.
وقال مسئول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة: إن البنتاجون سيعيد تقييم عملية التدريب المشتركة مع الجيش المصري التي كان من المقرر لها أن تجري في مصر سبتمبر القادم وتدعى بـ “النجم الساطع”.
اترك تعليقاً