ألمانيا تلحق بفرنسا وتستدعي سفير أميركا بشأن التجسس

ميركل لاوباما: هل تسمع مكالماتي؟
ميركل لاوباما: هل تسمع مكالماتي؟

برلين/لندن – تصاعد الغضب العالمي على برنامج التجسس الاميركي الذي كشف عنه ادوارد سنودن الى مستوى جديد مع مطالبة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الرئيس الاميركي باراك اوباما بتفسيرات واضحة بشأن تقارير تفيد بمراقبة وكالة الامن القومي الاميركي لهاتفها المحمول.

ونقلت تقارير عن مصادر مطلعة في المانيا ان ميركل غاضبة من نتائج تحقيق المخابرات الالمانية الذي اثبت صدقية التنصت، وفقاً لما اوردته صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر الاربعاء.

ونقلت “الغارديان” عن صحيفة “دير شبيغل” الالمانية، ان بحثاً المانياً مستفيضاً اثبت ان هاتف ميركل المحمول كان مستهدفاً في برامج التنصت الاميركية مما اعطى دفعها لطلب التوضيح من البيت الابيض.

وجاء الغضب الالماني، بعد ايام من دعوة الرئيس الفرنسي هولاند البيت الابيض برد على تقارير تفيد بان وكالة الامن القومي تتجسس على مكالمات خاصة ورسائل نصية لملايين من الشعب الفرنسي.

وبينما كان القادة الاوروبيين حريصون على “التهوين” من افصاحات سنودن عن المخالفات الاميركية في الاشهر الاخيرة ها هم يقودون حالياً حملة ضد برامج التجسس الاميركية مما يصعّد من حالة “عدم الثقة” في العلاقات على ضفاف المحيط الاطلسي.

وقال ستيفن سيبرت المتحدث باسم ميركل، ان المستشارة الالمانية نددت بشدة واعربت عن سخطها ازاء بطء اجابة الاميركيين على استفسارات برلين حيال برنامج التجسس والذي ظهر للمرة الاولى منذ نشر “الغارديان” لتصريحات سندون حوله في يونيو/حزيران.

وأخطرت ميركل اوباما بأنها “ترفض هذه الممارسات غير المقبولة تماماً، في حال تم اثبات الادلة حول التجسس” وقال سيبرت “سيكون هذا خرقاً خطيراً للثقة بين الطرفين.. مثل هذه الممارسات يجب ان تتوقف فوراً”.

واضاف سيبرت “ابلغت ميركل اوباما انها تتوقع من الجانب الاميركي الرد وتوفير كافة المعلومات على ممارسات التنصت هذه والاجابة على الاسئلة الالمانية المرسلة منذ شهور الى الادارة الاميركية”.

وقال بيان صادر عن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان “الولايات المتحدة لم تستهدف هاتف ميركل المحمول.. لقد اكد الرئيس اوباما لميركل ان واشنطن لا ترصد او تراقب اتصالات المستشارة الالمانية”.

بيد ان رد برلين على هذا التصريح جاء على وجه السرعة “الدفوع المقدمة من الجانب الاميركي تتعلق بالحاضر والمستقبل، ولم تنكر ان اتصالات ميركل جرى رصدها في الماضي”.

ووجهت “الغارديان” سؤالاً فيما اذا كانت واشنطن تنصتت على هاتف ميركل في الماضي، رد عليه مسؤول كبير في البيت الابيض برفضه ان ينكر حدوث ذلك.

وقالت كاتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي “الولايات المتحدة لن ترصد اتصالات المستشارة الالمانية اكثر من ذلك، وانا لست في وضع يسمح لي بالتعليق على كل نشاط مزعوم للمخابرات”.

وقال البيت الابيض في رده “اتفق اوباما وميركل على مواصلة تكثيف التعاون بين اجهزة الاستخبارات بهدف حماية امن البلدين والشركاء وحماية خصوصية المواطنين”.

وجاء تفجير القضية الجديدة عشية قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل التي تفتتح بعد ظهر الخميس حيث سبق ان نشرت “اللوموند” الفرنسية تقارير موسعة عن برامج الرقابة الاميركية ويصر الرئيس الفرنسي هولاند اثارة القضية في القمة بعدما اجرى اتصالا مع الرئيس الاميركي اوباما للاحتجاج على التجسس الاميركي وطلب شرح وافي من الادارة حول ذلك.

ويصر الالمان ايضاً رفقة الفرنسيين على ضرورة وضع القارة العجوز لاسس قانونية جديدة لبرامج التجسس الاميركية.

واخطرت ميركل اوباما بأن “الحكومة الالمانية باعتبارها حليفا وثيقا للولايات المتحدة تتوقع أساسا تعاقديا جديدا مستقبلاُ يوضح نشاط المخابرات وحدودة واسس التعاون بين الجانبين”.

وفي العام 2009 ذكرت تقارير ان ميركل زودت هاتفها النقال برقاقة تشفير لوقف عمليات التنصت ووفرت هذه الرقاقة لحوالي 5250 من الوزراء والمستشارين وكبار الموظفين في الحكومة، حيث يعرف عن المستشارة الالمانية ولعها باستخدام الهاتف النقال.

وفي العام 2008 وعندما سئل الرئيس الفرنسي انذاك نيكولا ساركوزي كيف يتواصل مع ميركل خلال قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل عام 2008 قال “نجري اتصالا عبر الهاتف الخلوي ونتبادل الرسائل النصية”.

وقالت كاترين ايكهارت زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر “اذا صدقت الادعاءات فنحن نتعامل مع فضيحة لا تصدق وخرق غير مسبوق للثقة بين البلدين ليس له اي مبرر”.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي سخر الالمان من تغير لهجة ميركل حيال فضائح التجسس الاميركية وغرّد جينس كوينغ مراسل صحيفة ستيرن الاسبوعية “للمرة الاولى تظهر ميركل بعضاً من العاطفة حيال قضية التجسس الاميركي”.

وتلقي المفوضية الاوروبية بثقلها وراء مقترحات جديدة للبرلمان الاوروبي لوضع قواعد تحكم نقل البيانات من اوروبا الى اميركا ويتوقع وضع اللمسات الاخيرة له في حلول الربيع المقبل.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً