بنغازي لن تركع لكم وليبيا جميعها تقول بالروح بالدم نفديك يا بنغازي

بنغازي لن تركع لكم وليبيا جميعها تقول بالروح بالدم نفديك يا بنغازي

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

بنغازي مدينة ليبية وهي تحمل ارث ثقافي كبير ومع كل حبة تراب بها توجد قصة التوارث بها. لقد كان يخشاها الجميع ممن حكموا ليبيا ويحاولون إسكاتها بالقوة دائما.. ارتبط اسمها بالثورات في ليبيا وأخرها ثورة 17 فبراير والتي انطلقت سنة 2011م. لقد برهنت هذه المدينة أنها لن تركع لهم ولن يرهبها احد وخاصة بعد ما طردت القذافي وجيشه في غضون ثلاث أيام فقط. أصبحت حرة وتحرر معها الشرق الليبي بأكمله. لقد قارعت الطليأن لمدة 20 سنة وبقيادة شيخ المجاهدين والعبار والفضيل بن عمر واخزون. ساهمت في تحرير ليبيا من الايطاليين ومع الإنجليز طردوا الطليان من ليبيا وكانت بنغازي أول من يطرد الايطاليِيِن وتركوا ورائهم كل شيء. الملك هادانهم وجعل برقة إقليم يحكم نفسه إلي أن الغي الحكم الفدرالي 1963م. جاء المعتوه القذافي وحاول أن يبسط يديه عليها ويجمع أهل الشرق حوله وحتي انه تجوز منهم ولكن بنغازي كانت له بالمرصاد. عاقبها عقاب جماعي ولكن لم يفلح. ثورة الطلاب من جامعة بنغازي أربكت الدجال وأعوانه وأشعلت مثيلها في طرابلس. حاصرها وأهملها وحرم هذه المدينة من كل شيء ولكن لم يفلح وكانت أول مدينة تطرده هو ولجانه الثورية وأشعلت شعلة الثورة واستمرت إلي أن تم النصر على القذافي وأعوانه واعلن تحرير ليبيا 23 أكتوبر 2011م. صمدت بنغازي وتحمل ناسها كل الجوع والأخطار والماسي خلال الحرب مع عصابات القذافي. خرجت منها كل المعونات ولكل المدن الليبية وخاصة مصراته ومدن الجبل. خرجت الأسلحة والمال لكل مدن الجبل ومصراته وترهونه وطرابلس والزاوية وزوارة وغريان. تقبلت الجرحى من مصراته ومن مدن اخري وتقبل ناسها كل الليبيين ومن جميع أنحاء ليبيا.. هكذا هي بنغازي فهي كانت مثال لنجاح ثورة 17 فبراير. العالم كله يعرف ثورة ليبيا ببنغازي واصبح اسمها يعرفها الجميع نتيجة لوجود المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي ولكن اكثرمن هذا وجود شعلة الثورة بها وأرواح شهدائها ترفرف عليها وتحميها بقدرة العلي القدير.

ومند التحرير أصبحت مستهدفة من قبل بعض الفصائل ومحاولة تركعيها والسيطرة عليها وإرهاب أهلها. التفجيرات والاغتيالات والقتل صار طريقهم لإرهاب بنغازي وأهلها. صاروا يتأمرون عليها وبالاستعانة ببعض الدول الأجنبية. يريدونها مدينة مارقة وقتلوا السفير الأمريكي حتي تتدخل أمريكا وتقتل روح الثورة بها ولكن المؤمرة مفهومة ومن قاموا بهذه الجريمة يريدون جر هذه المدينة إلي مستنقع وسخ حتي يحققوا أهدافهم في السيطرة على ليبيا. يعرفون جيدا أنهم أذا سيطروا وارهبوا وأركعوا بنغازي، فأنهم سي سيطرون علي ليبيا ولكن لن يستطيعوا ولم يسبق لأحد أن سيطر عليها وخاصة ممن يستعملون القوة والخبث السياسي.

الأحداث المتتالية وخاصة في الأيام الأخيرة تدل علي أن بنغازي نبض الثورة وما زالت تنبض ولن تقف حتي تتخلص من هؤلاء الحثالة من فاقدي الضمير . يريدون أن تدفع بنغازي الدية لهم وتجعلهم أمراء عليها ولكن لن تجعلهم أمراء ألا أذا اشتغلوا من اجل ليبيا أولا . بنغازي لن ترضي بالتقسيم ولن تجامل الفدراليين ولن تسمح بإهدار المال . ناسها تشتغل من اجل ليبيا ومن اجل أبعاد شبح التقسيم وإفساد مشروع التيار الإسلامي السياسي وهو تقسيم ليبيا إلي أمارات يحكمها جماعة قندهار والقرون الوسطي منهم. هذا لن يتحقق لهم وفي المعطيات والمؤشرات المنبثقة من بنغازي. لقد هبت بنغازي هبت رجل واحد يوم الجمعة الماضي وقالت كلمتها”لا لتطرف، لا للقتل، لا للتمديد لمؤتمر العار والف لا للتقسيم”. خرجت بعض المدن الليبية تناصر بنغازي ولكن كانوا قليلون ونسوا أن بنغازي هي من قدمت لهم يد العون أيام الثورة وساعدتهم في التخلص من الطاغية. لقد تناسوا مجد هذه المدينة في هذه الثورة وهم يعرفون أن سقوط بنغازي في يد القذافي كان نهاية الثورة. بعناية الله وثوراها اَلبواسل والناتو، دحرت قوة القذافي وأشعلت شعلة الثورة من جديد يوم 19 مارس 2011م. ايقن الجميع أن القذافي هالك لا محالة ولكن الجميع نسي تلك الأيام ولم يقفوا مع بنغازي خلال محنتها ونضالها ووقوفها ضد القتلة وضد المجرمين ممن يحاولون تركعيها وإرهاب أهلها. أهلها لم ترهبهم بنادق أنصار الشريعة ولا سيوف القاعدة ولا تهديدات الأخوان ولا حتي أصرار الفدرالي بأن الحل يكمن في الانفصال عن باقي ليبيا.

يجب على كل مدن ليبيا أن تهب مع بنغازي وتشعل ثورة جديدة للقضاء على كل من يحاول عرقلة قيام الدولة المدنية. كما يجب أن يقوم السياسيون ومن هم علي رأس حزب العدالة والبناء والأخوان المسلمين وتحالف القوي الوطنية بالإعلان وأمام الناس تخليهم عن الخوض في أي عملية سياسية داخل ليبيا إلي حين انتخاب حكومة جديدة وتفعيل دستور ليبيا الجديد. كما يجب علي من يتسترون وراء الدين ويريدون أن تكون بنغازي أمارة تحت تصرفهم ، بأن يتفهموا بأنه من المستحيل تركيع بنغازي وهي من قضي علي القذافي والايطاليين ولم تركع لأحد. نقولها وبكل فخر بان بنغازي هي مهد الثورة وهي من سيعيد أمجاد هذه الثورة وعلي كل مدن ليبيا أن تضامن مع بنغازي ومساندتها في إشعال فتيل الثورة من جديد وأبعاد كل من يعرقل قيام الدولة المدنية بليبيا. بنغازي هي ليبيا وليبيا هي بنغازي وكلنا بنغازي. تحيا بنغازي وأهلها وكلنا معكم

ليبيا حرة وستبقي حرة بعون الله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً