يهدد الصراع في ليبيا بين الكتائب المسلحة التي تتقاتل لبسط السيطرة على آبار النفط إلى مهدد حقيقي للثروة النفطية في ليبيا، وتراجع أداء قطاع النفط الليبي الذي يشكل نحو 60% من مكونات الناتج المحلي، و95% من الإيرادات، كما يشكل النفط والغاز 98% من الصادرات الليبية.
وبحسب محللين، فإن الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الليبي، لا تقتصر على تراجع إنتاج النفط وتصديره، وإنما تسبب الهبوط المتواصل في أسعار الخام عالمياً في زيادة القلق من تعرض البلاد لعجز مالي، يدفعها إلى دائرة استنزاف احتياطيها من النقد الأجنبي.
وتحركت كتائب مُسلحة من مصراتة التابعة لعمليات فجر ليبيا، أمس، بأمر من رئاسة المؤتمر الوطني العام نحو قرية بن جواد للسيطرة على الهلال النفطي البالغ إنتاجه 700 ألف برميل يومياً، والذي يضم موانئ السدرة، ورأس لانوف، والزويتينة.
ويتغذى ميناء السدرة من أربعة حقول نفطية وهي الواحة، والسماح، وجالو، والظهرة، وتديره شركة الواحة للنفط المملوكة للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية بالمشاركة مع 3 شركات أميركية هي “كونوكو فيليبس”، و”ماراثون”، و”اميراداهيس”.
وكانت القوة الثالثة التابعة لعمليات فجر ليبيا سيطرت على حقل الشرارة النفطي البالغ إنتاجه 340 ألف برميل يومياً؛ والذي يبعد نحو 800 كم جنوب طرابلس العاصمة، وذلك بعد انسحاب قوات الأمن التابعة لكتائب الزنتان من حراسة الحقل، ولكنه متوقف على الإنتاج لأن كتائب الزنتان الموالية لخليفة حفتر أغلقت الأنبوب الواصل إلى ميناء الزاوية النفطي.
وتقع معظم الحقول النفطية في جنوب ليبيا تحت سيطرة كتائب الزنتان، وهي الشرارة ولحمادة والفيل، بالإضافة إلى حقلي غاز الوفاء وغدامس.
وقال مسؤول بقطاع النفط، أمس الأحد، إن العمل توقف في ميناء السدرة لتصدير النفط بشرق ليبيا بسبب اشتباكات في المنطقة المحيطة به.
وأضاف المصدر أن العمل لا يزال مستمرا في ميناء رأس لانوف في الشرق أيضاً، وتابع أن شركة الواحة للنفط التي تدير ميناء السدرة توقفت عن العمل.
وقال مسؤول بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية بطرابلس لـ “العربي الجديد” إن إنتاج ليبيا من النفط بلغ 800 ألف برميل يومياً حتى الخميس الماضي.
وأشار إلى أن حقل الشرارة النفطي والفيل لا يزالان مقفلين، نتيجة إغلاق الأنبوب الواصل من الحقلين إلى ميناء الزاوية النفطي في مدينة الرنتان، رداً على سيطرة قوات فجر ليبيا على حقل الشرارة النفطي.
وقال عمران الزوي الناطق باسم شركة الخليج العربي للنفط لـ “العربي الجديد” إن إنتاج ميناء الحريقة بلغ 150 ألف برميل يومياً من إنتاجه البالغ 200 ألف برميل.
(العربي الجديد)
اترك تعليقاً