كيف تقي نفسك من مرض أنفلونزا الخنازير (H1N1)؟

 أنفلونزا الخنازير (H1N1)
أنفلونزا الخنازير (H1N1)

 

فيما مضى وعبر التاريخ كان للحيوانات دور كبير في حياة الإنسان، فقد اتخذها الإنسان ـ (القديم) على وجه الخصوص ـ إما للحماية أو للمجد الشخصيّ أو للتنقل والترحال أو للغذاء أو للتربية المنزلية من باب التسلي. أما في الوقت الحالي فقد أدارت العملة لنا الوجه الآخر؛ حيث أصبحت الحيوانات خزان العدوى ووسيلة الانتقال لأكثر من 200 مرض معدٍ، تُعرف بـ(الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان)، والتي يمكن تعريفها بأنها: “هي الأمراض التي تصيب الحيوان، ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق مختلفة، ويمكن أيضًا أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان”.

تكمن خطورة هذه الأمراض في أنها تؤثّر على الحالة الصحية للأفراد، وتؤثّر على الثروة الحيوانية، وعلى مصادر الغذاء للإنسان. وقد زادت حدّة وخطورة هذه الأمراض خلال السنوات القليلة الماضية؛ بسبب زيادة الطلب على الغذاء (خاصةً حيواني المصدر)؛ نظرًا للزيادة الرهيبة في معدلات النموّ السكانيّ دون زيادة مقابِلة في الثروة الحيوانية، مع اتساع رقعة الجهل، وما ترتّب عليه من زيادة حركة نقل الحيوانات بين الدول والقارات، والذي أدّى بدوره إلى وجود تغيّر في أساليب الرعي وتربية الحيوانات في بيئات مختلفة معظمها قريبة من المجتمعات الإنسانية، ممّا أدّى لانتقال الأمراض وانتشارها فيما بينهما.

قد تحدث هذه الأمراض في الإنسان على شكل حالات فردية فيكون ضررها محدودًا، وقد تصيب تجمعات وشعوبًا بأسرها فيكون ضررها خطيرًا واسع النطاق.

من أمثلة هذه الأمراض شبح العصر الحالي وداء القرن الواحد والعشرين (انفلونزا الخنازير)، الذي هدّد حياة الناس الآمنة.

فما هي حقيقة هذا المرض؟ وكيف نقي أنفسنا شره؟

ما هو مرض أنفلونزا الخنازير؟

هو مرض يصيب الجهاز التنفسي لدى الخنازير ويؤثر عليها، والنوع الشائع منه هو الذي يطلق عليه (H1N1) الذي ينتقل للبشر.

أكّد العلماء أنّ أنفلونزا الخنازير الموجودة حاليًا مختلفة تمامًا عن أي أنفلونزا أخرى كانت قد خرجت على الناس فيما مضى؛ لظهور سلالة جديدة ساعدت هذا (الفيروس) على التحوّر، تجعلها تنتقل من شخص لشخص حتى وإن لم يكن هناك اتصال مباشر بالخنازير.

ويولي المسئولون اهتمامًا بالغًا في مختلف أنحاء العالم لهذا الفيروس الجديد، أو لأنفلونزا الخنازير بشكل عام.

دواعي القلق من أنفلونزا الخنازير:

إن الأعراض تتطور سريعًا مثل سرعة انتقال العدوى.
أنه يؤدى إلى ظهور اضطرابات مميتة في الجهاز التنفسي بعد أقل من أسبوع.
ظهور معدلات الوفاة المرتفعة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز التنفسي بشكل غير معتاد في البلدان الأكثر إصابة بهذا المرض.
المهدّدون بالإصابة بأنفلونزا الخنازير

هم الأشخاص الذين يقومون بتربية الخنازير، والأطباء البيطريون، والتواجد في الزحام، والتواجد في الأماكن المتفشي فيها المرض، والنساء الحوامل، والأطفال تحت سن الخامسة، وكبار السن (الشيوخ)، ومرضى (الجهاز التنفسي، والقلب، والكلى، والسكر، ونقص المناعة، والربو).

أعراض الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير:

تشير بعض الدراسات الطبية إلى أن أعراض الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض الإصابة بالأنفلونزا العادية، وتتمثل في:

ارتفاع درجات الحرارة.
الإصابة بالنعاس والكسل.
انعدام الشهية.
الكحة.
سيلان الأنف.
احتقان الحلق.
الغثيان والقيء.
الإسهال.
الرعشة.
الإرهاق.
في حالة تطور المرض يؤدي إلى فشل رئوي يصيب الجهاز التنفسي، ومن ثَم تحدث الوفاة، وتتطور الأعراض بعد مرور فترة قصيرة من (3-5) أيام من تاريخ التعرض للفيروس، والتي تستمر لأسبوع كامل.

من الممكن نقل العدوى لأشخاص آخرين خلال ثمانية أيام بدءًا من اليوم الذي يسبق ظهور الأعراض، وتستمر الاحتمالية حتى اختفاء الأعراض، وتمام الشفاء. ويفيد بعض الأطباء أن الفيروس ينتقل في الهواء عبر رذاذ عطس وسعال المصاب، وكذلك عبر المصافحة، خاصة عندما يمسح المصاب أنفه بيده ويصافح شخصًا آخر سليمًا.

أسباب عدوى الإصابة بأنفلونزا الخنازير

فيروسات الأنفلونزا تصيب الخلايا التي تبطـّن الأنف والحلق والرئة، ويكون الشخص عرضة للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير إذا كان ملامساً لها عن قرب، ويدخل الفيروس جسده باستنشاق الشخص للهواء الحامل، أو الملوث بفيروس الأنفلونزا، أو عن طريق انتقال الفيروس الحي على الأسطح الملوثة التي لمسها الشخص المصاب بالمرض، ثم وضع هذه الأيدي الملوثة بالفيروس على العين أو الفم أو الأنف.

مضاعفات أنفلونزا الخنازير:

التهاب رئوي حاد.
تدهور حالة بعض الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل مرضى (الجهاز التنفسي، والقلب، والكلى، والسكر، ونقص المناعة، والربو، والأزمات الصدرية).
فشل في الجهاز التنفسي.

علاج أنفلونزا الخنازير: 

معظم حالات الأنفلونزا، بما فيها أنفلونزا الخنازير، لا تحتاج إلى علاج أكثر من زوال الأعراض.

إذا كان الشخص يشكو من مرض مزمن بالجهاز التنفسي، فقد يصف الطبيب له أدوية إضافية لتقليل حدة الالتهابات، وفتح ممرات الهواء، والتخلص من إفرازات الرئة.

الأدوية المضادة للفيروسات (Antiviral drugs)، ذلك العقار الذي يقلل من حدة الأعراض، ويقلل من طول فترة استمرارها.

هل يتمّ اللجوء إلى تناول عقار (Tamiflu) كخطوة وقائية من الإصابة بالفيروس؟

لا، بل يتم البدء في تناوله بعد مرور 48 ساعة من بداية ظهور الأعراض؛ لأن الإفراط في استخدامه يجعل الميكروب مقاومًا للدواء، لكنه يوصى لهذه الفئة بتناول الدواء، وكذا الأشخاص الذين من المحتمل أو المشكوك في إصابتهم بالأعراض، وخاصة لمن تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالمضاعفات، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو كبار السن فوق 65 عامًا، والأطفال الأقل من 5سنوات، والمرأة الحامل الذين ثبت إصابتهم، أو مشكوك فى إصابتهم بمرض أنفلونزا الخنازير، وأطفال المدارس ممن يعانون من حالات مزمنة، واتصلوا اتصالاً مباشرًا (وجهًا لوجه) بأشخاص ثبت أو مشكوك في إصابتهم بالمرض، من السفر أو من العيش في الأماكن التي ظهرت فيها عدوى أنفلونزا الخنازير، والعاملون في مجال الرعاية الصحية للمرضى (إذا كانت هناك احتمالية التعرض لمخاطر الإصابة).

كيف تحمي نفسك من الإصابة بأنفلونزا الخنازير؟

هناك في ذهنك أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة لها، ويراودك شعور بالقلق كما يراود الجميع حول فيرس (H1N1) الذي بات يهدد حياة الكثير من الناس، وتحركت على ضوء ذلك العديد من الهيئات والمنظمات الدولية تحذر الشعوب من خطورته وتفشيه وسرعة انتقاله، بعد أن أصبح وباء عالميًا جامحًا، وبعد أن انتشر في أكثر من مائة وسبعين دولة طبقـًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية.

وقامت كثير من الدول بحملات التوعية والإرشاد حول هذا الفيروس، واتخذت إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشاره بين أوساط التلاميذ والطلاب والأهالي، بل وبين المرضى في المستشفيات.

نمط الحياة.. والعلاج المنزلي: 

إذا أصيب الشخص بأي نوع من أنواع الأنفلونزا، يجب عليه اتباع إجراءات تخفف من حدة هذه الأعراض، ألا وهي:

أولاً: شرْب كمية وفيرة من السوائل:

مثل الماء، والعصائر، والحساء الدافىء لمنع الجفاف؛ بحيث يصبح لون البول صافيًا، أو أصفر فاتح اللون.

ثانيًا: الخلود للراحة:

فالنوم يساعد جهاز المناعة على محاربة العدوى، ومجابهتا مهما كانت قوتها.

ثالثًا: مسكّنات الألم:

يتناولها المصاب بتعقّل لتفادي الآثار الجانبية لها، والتذكر الدائم بأن هذه المسكنات تجعل الشخص أكثر راحة،  لكنها لا تعالج الأعراض، ولا تسرع من عملية الشفاء. بل لا بد من التحدث إلى الطبيب قبل إعطاء الأطفال الأسبرين وخافضات الحرارة.

الإجراءات الوقائية والسلوكيات اللازمة التي يجب اتباعها يوميًا: 

استخدم منديل ورقي عند السعال أو العطس، وطرح المنديل بعد استعماله في القمامة فورًا.

إذا ظهرت عليك أي من أعراض الأنفلونزا فلا تغادر المنزل إلى العمل أو المدرسة أو إلى أية أماكن مزدحمة، وحافظ على مسافة لا تقل عن متر عند تعاملك مع الآخرين، ثم سارع بزيارة الطبيب على الفور. فالشخص المصاب بعدوى أنفلونزا الخنازير ينقل العدوى للآخرين بداية من اليوم الأول من تاريخ ظهور الأعراض، وتنتهي بعد مرور سبعة أيام.

احذر من لمس عينيك أو الأنف أو الفم دون غسل اليدين، ومن العناق أو التقبيل أو المصافحة عند تحية الآخرين، وإذا شعرت بأن شخصًا ما مريضًا حاول الابتعاد عنه بلباقة، واستعمل مطهرًا أو اغسل اليدين والوجه بالماء والصابون على الفور.

تغطية الوجه بالكمامة، وعدم الشعور بالخجل، فالموضوع غاية في الأهمية، ومن الممكن أن تكون الكمامة وسيلة فعّالة في الوقاية من المرض.

غسْل الأيدي بالطريقة الصحيحة:

أولاً: بالماء والصابون:

بأن تبلل الأيدي بالماء الجاري الدافىء، ثم تضع الصابون السائل أو استخدام القطع الجامدة منه، ويُراعى الغسل بالصابون جيدًا، ثم حك اليدين بقوة مع بعضهما البعض لمدة من (15-20) ثانية على الأقل، ثم تغسل كل جزء في اليد، من حيث (خلف اليد، المعصم، التخليل بين الأصابع، تحت الأظافر)، وضْع اليدين تحت الماء الجاري للتخلص من الصابون، تجفيف الأيدى بمنشفة ورقية يتم التخلص منها بعد الانتهاء من عملية التجفيف مباشرة، ثم استخدم منشفة أخرى لغلق الصنبور.

ثانيًا: مطهرات اليد الكحولية:

لا يتطلب المطهر ماء، وهو بديل فعال للماء والصابون في حالة عدم توافرهما، بل إنه فعال بدرجة أكبر من الماء والصابون في قتل الجراثيم والتخلص من الفيروسات التي تسبب الأمراض. وتوجد بعض الآثار الجانبية له، مثل جفاف بسيط لجلد اليدين أو بعض التهيج الجلدي. هناك بعض المطهرات التي لا تحتوي على كحول، يتم الابتعاد عنها والاكتفاء باستخدام تلك التي تحتوي على كحول بنسبة 60%على الأقل. يُتبع التالي عند استخدام المطهرات الكحولية، حيث توضع ½ ملعقة صغيرة من المنتج الكحولي على كف اليدين، وتدلك اليدين سويًا وجيدًا في كل جزء منها؛ حتى تصبح جافة، وإذا كانت الأيدي متسخة للغاية بشكل واضح، فمن الأفضل غسلها بالماء والصابون معًا إن تيسر.

ثالثًا: المناديل أو المناشف:

التي تحتوي على مضادات للميكروبات، لكنها ليست فعالة مثل المطهرات الكحولية.

رابعًا: الصابون المضاد للميكروبات:

لكنه ليس فعالاً بدرجة أكبر في قتل الجراثيم مقارنة بالصابون العادي، كما أن هناك احتمالية مقاومة البكتريا للعوامل المضادة لها المتواجدة ضمن مركبات الصابون، وبالتالي من الصعب عليها قتل الميكروبات والجراثيم، لذا فإن الصابون العادي لا يزال هو الأفضل.

أوقات يجب فيها غسْل الأيدي:

من المستحيل أن تجعل يديك خالية من الجراثيم، لكن هناك أوقات حرجة لا بدّ أن يغسل فيها الإنسان يديه؛ للحدّ من الجراثيم والتخلص من الفيروسات والقضاء على الميكروبات، تلك الأخطار التي تشكل خطرًا يهدّد الصحة نفسها.

فدائمًا وأبدًا من الضروري الحرص على غسْل الأيدي في المواطن التالية:

بعد استخدام دورة المياه.
بعد تغيير حفاضات الطفل، مع غسيل أيدي الطفل أيضًا.
بعد ملامسة الحيوانات، أو ملامسة فضلاتها.
قبل وبعد إعداد الطعام، خاصة قبل وبعد التعامل مع اللحم النيء مباشرة، أو الطيور الداجنة، أو السمك.
قبل تناول الطعام.
بعد العطس أو السعال على الأيدي.
بعد الاستنشاق.
قبل وبعد علاج الجروح أو القطع.
قبل وبعد ملامسة شخص مريض أو مصاب.
بعد التعامل مع القمامة.
قبل ارتداء أو خلْع العدسات اللاصقة.

عند استخدام دورات المياه العامة، كتلك التي توجد في المطارات، أو في محطات القطار أو المطاعم.

نظافة أيدي الأطفال: 

بالطبع يهم الآباء أن يكون أطفالهم أصحاء، وخالين من الأمراض، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال المداومة على إكسابهم العادات الصحية، ومنها نظافة أيديهم بشكل صحيح، ولكي يجعل الآباء نظافة الأيدي عادة عند أطفالهم لا بدّ أن يتم تلقينهم هذه العادة عن طريق “التعلّم بالمثال”، وذلك من خلال الآتي:

غسْل الأيدي مع الأطفال ومتابعة عملية الغسيل معهم لتعديل السلوك إن وُجد خطأ فيه.

وضْع ورقة تذكيرية للأطفال في مستوى رؤيتهم، ولتكن فوق الحوض، مع وضْع علامة مع كل مرة يغسل فيها الطفل يديه.

الحرص على أن يكون الحوض في مستوى طول الطفل؛ حتى يتسنى له استخدامه أو ضمان وجود كرسي لصعود الطفل عليه.

تعليم الأطفال أن المدة المثالية لغسيل الأيدي تنتهي بانتهاء شئ يحبون سماعه، أو بانتهاء العدّ من (1-10).

يمكن للأطفال الكبار والمراهقين استخدام المطهرات الكحولية، مع التأكد من جفاف المطهّر كلية من فوق الأيدي قبل أن يلمس الطفل أي شىء؛ حتى لا يُمتص الكحول من خلال مسام اليد فينتقل للفم، مع الاحتفاظ بالزجاجة بعيدًا عن متناول أيدي الطفل.

الأطفال أقلّ من ثلاث سنوات، خاصة عند تجمّعات الحضانات أكثر عرضة لانتقال أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات الجهاز الهضمي، ومن الممكن أن ينشروا العدوى إلى باقي أفراد العائلة.

الحرص الدائم على غسْل أيديهم قبل الوجبات.

إبعاد الطعام عن أماكن تغيير الحفاضات.

فغسْل الأيدى لا يستغرق وقتًا طويلاً أو مجهودًا جمًا، لكنها مكافأة تقي من الأمراض. فعلى كل شخص أن يجعلها عادة لحماية صحته أيضًا.

لذا تجب مراعاة غسْل اليدين عند لمس الأبواب، وعربات التسوق، والهواتف العمومية، وأزرار المصاعد، وأي شئ معرض للاستعمال من عدة أشخاص، أو استعمال المعقم مثل (الديتول-Detol)أو مناديل (الكلوركس-Clorox)، ووضعها في السيارة وداخل حقيبتك وحقيبة أطفالك.

وهناك سؤال يطرح نفسه.. يشغل بال الجميع

ماذا تفعل إذا أصيب شخص من أفراد عائلتك؟ 

يجب بقاؤه بعيدًا، وعزله عن باقي أفراد العائلة، ويفضل أن يكون في غرفة خاصة، وله حمّام خاص به، ومن الضروري تطهير الغرفة، وجميع أرجاء المنزل باستمرار، ويُعد كل من (الكلوركس-Clorox) و(الديتول-Detol) من المنتجات الفعالة في القضاء على الجراثيم والحدّ من البكتريا، وينبغي أيضًا ارتداء الكمامات والقفازات للشخص المكلـّف برعاية المريض، ومع العناية بغسْل اليدين والوجه بعد الخروج من غرفة المريض مباشرة وقبل الاحتكاك مع بقية أفراد الأسرة.

كل هذه التدابير المتبعة نظرًا لتضييق الخناق على مرض القرن الواحد والعشرن وشبح العصر المزمن.. (انفلونزا الخنازير).

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً