كأس أمم أفريقيا: ساحل العاج لفك نحس خمس دورات

منافسات تضمن الفرجة
منافسات تضمن الفرجة

يسعى المنتخب العاجي الى فك النحس الذي لازم جيله الذهبي في الدورات الخمس الاخيرة لنهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم عندما يخوض غمار الدورة الثلاثين في غينيا الاستوائية من 17 كانون الثاني/يناير الى 8 شباط/فبراير.

ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع الفشل الذريع للمنتخب العاجي بطل عام 1992، نظرا الى تشكيلته المتكاملة والمتجانسة والتي تضم نجوما من اشهر لاعبي القارة السمراء من طينة القائد ديدييه دروغبا هداف تشلسي الانكليزي وزمليه السابق في الفريق اللندني وهرتا برلين الالماني حاليا سالومون كالو ولاعب وسط برشلونة الاسباني السابق ومانشستر سيتي الانكليزي حاليا يحيى توريه افضل لاعب في القارة السمراء في الاعوام الاربعة الاخيرة وشقيقه مدافع ليفربول الانكليزي حبيب كولو توريه وزميله السابق في ارسنال الانكليزي ايمانويل ايبويه الذي يدافع عن الوان غلطة سراي التركي حاليا ومهاجم روما الايطالي ياو كواسي جيرفيه الملقب بجيرفينيو.

وعلقت ساحل العاج التي تلهث خلف اللقب القاري الثاني في تاريخها منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراتونية، امالا كبيرة على جيلها الذهبي للالفية الجديدة بيد ان كل هؤلاء النجوم لم يسعفوا منتخب “الفيلة” في فك العقدة التي لازمتهم في النهائيات القارية في النسخ الست الاخيرة حيث خسروا المباراة النهائية لعام 2006 امام مصر المضيفة بركلات الترجيح، وخرجوا من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر ايضا 1-4 قبل ان يحلوا في المركز الرابع، ومن الدور ربع النهائي في نسخة 2010 في انغولا على يد الجزائر 2-3 بعد التمديد، ثم خسروا نهائي النسخة قبل الاخيرة في الغابون وغينيا الاستوائية على يد زامبيا بركلات الترجيح، قبل ان يودعوا من الدور ربع النهائي في النسخة الاخيرة في جنوب افريقيا 1-2 على يد نظيره النيجيري الذي احرز اللقب لاحقا.

وهي المرة الثالثة التي تفشل فيها ساحل العاج في تخطي ربع النهائي بعد الاولى عام 1998 في بوركينا فاسو، والثانية عام 2010 في انغولا، وهي التي حلت ثالثة اعوام 1965 و1968 و1986 و1994، ورابعة عامي 1970 و2008.

واستمرت خيبة الامل في المونديال بخروج الفيلة من الدور الاول للعرس العالمي في البرازيل الصيف الماضي على الرغم من وقوعهم في مجموعة سهلة نسبيا الى جانب كولومبيا واليونان واليابان.

ويحمل يحيى توريه المشعل في الدورة الحالية بعد اعتزال النجمين دروغبا وديدييه زوكورا، وستكون ربما بحكم تقدمه في السن (31 عاما) فرصته الاخيرة لمعانقة اللقب الوحيد الذي ينقص خزائنه المرصعة بجميع الالقاب الاوروبية (6 تاريخية مع برشلونة +الدوري والكأس والكأس السوبر المحلية ودوري ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية ومونديال الاندية عام 2009+ والدوري الانكليزي مرتين وكأس الاتحاد الانكليزي وكأس الرابطة مع مانشستر سيتي والدوري والكأس اليونانيان مع اولمبياكوس والدوري المحلي مع اسيك ابيدجان).

وتدخل ساحل العاج النهائيات بمدرب فرنسي للمرة الخامسة وذلك على الرغم من اخفاقها في التتويج معهم، فبعد هنري ميشال عام 2006 وجيرار جيلي عام 2008، كان الدور على البوسني الاصل وحيد خاليلودزيتش عام 2010، قبل ان تعهد المهمة الى المحلي فرانسوا زاهوي عام 2012 دون ان يحقق الاماني، فعين صبري لموشي خلفا له في اول مهمة له في مسيرته التدريبية وكان الاخفاق مآلها عام 2013 في جنوب افريقيا.

ولجأت ساحل العاج الى المدرب “المشاكس” هيرفيه رينار الذي قاد زامبيا الى لقبها القاري الاول قبل 3 اعوام في الغابون وغينيا الاستوائية وعلى حساب الفيلة بالذات في المباراة النهائية.

ويواجه رينار تحديا قويا في الدورة الحالية كونه مطالب بالظفر باللقب لمحو الخروج المخيب للامال من المونديال، وهو يملك الاسلحة اللازمة للذهاب الى ابعد الحدود في غينيا الاستوائية. لكن طموح ساحل العاج يصطدم اقله في الدور الاول باصرار كاميروني على استعادة الهيبة بعدما غابت عن النسختين الاخيرتين.

الكاميرون بلا ايتو

وتدخل الكاميرون بطلة 1984 و1988 و2000 و2002 والقادمة من مشاركة مخيبة في مونديال البرازيل

هل يكفي الاصرار بالفوز؟
هل يكفي الاصرار بالفوز؟

2014 (خرجت من الدور الاول بثلاث هزائم)، حقبة جديدة في مشوارها بعد اعتزال نجمها وهدافها الاسطوري صامويل ايتو الذي اتخذ قراره بعد استبعاده عن التصفيات.

وتدين الكاميرون بالكثير من انجازاتها في الالفية الجديدة الى نجمها وقائدها وهدافها التاريخي ايتو ـ مساهمته باحراز منتخب بلاده ذهبية الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000 على حساب اسبانيا بركلات الترجيح، وبحلوله ثانيا في بطولة القارات في فرنسا عام 2003، وقيادته الى احراز لقب كأس الامم الافريقية عامي 2000 و2002، والى الوصافة عام 2008ـ، بيد ان المخضرم أصبح سببا في مشاكل كثيرة في الاعوام الاخيرة داخل صفوف “الاسود غير المروضة” ومع الاتحاد الكاميروني للعبة.

واصبح ايتو يشكل عبئا ثقيلا داخل صفوف المنتخب الكاميروني لانانيته في اللعب واستحواذه على الكرات وعلى النجومية وتدخله في قرارات المدربين ما أثر سلبا على اداء زملائه ونتائج المنتخب الكاميروني الذي كان قاب قوسين او ادنى من الخروج خالي الوفاض من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم لولا قرار الاتحاد الدولي اعتباره فائزا على توغو بسبب اشراك الاخيرة اللاعب اليكسيس روماو غير المؤهل في مواجهتهما التي انتهت بفوزها 2-صفر.

ولم يسجل ايتو سوى هدفا واحدا في التصفيات وكان في مرمى توغو بالتحديد ومن ركلة جزاء في الجولة الثانية في ياوندي (2-1).

ويبدو ان الحياة بعد ايتو، صاحب 57 هدفا، تناسب تماما منتخب الكاميرون الذي حجز بطاقته الى النهائيات عن جدارة وفي مجموعة ضمت ساحل العاج بالذات علما بانها حققت ثأرا قديما من الاخيرة عندما تغلبت عليها 4-1 في الجولة الثانية.

وكانت الكاميرون خسرت اخر مواجهة رسمية مع ساحل العاج، شريكتها في تمثيل القارة الافريقية خلال مونديال البرازيل 2014، بركلات الترجيح 11-12 (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1) في الدور ربع النهائي من امم افريقيا 2006

وافسح المدرب الالماني فولكر فينكه المجال امام لاعبين شباب لسد فراغ اعتزال ايتو وكانوا عند حسن الظن خاصة كلينتون نجي (21 عاما ويلعب في ليون الفرنسي) وفنسان ابو بكر (22 عاما ويلعب في بورتو البرتغالي) اذ تقاسما الاهداف الاربعة في المباراة امام ساحل العاج، كما تقاسما هدفي الفوز على الكونغو الديموقراطية (2-صفر) في الجولة الاولى.

ويغيب نجم اخر عن صفوف الكاميرون هو لاعب وسط نادي وست هام الانكليزي اليكس سونغ الذي اعلن اعتزاله اللعب دوليا بعمر السابعة والعشرين.

وقال سونغ، ابن شقيق القائد السابق للاسود غير المروضة ريغوبرت سونغ، في بيان بثه موقع النادي على شبكة الانترنت “تم تداول اسمي في الاونة الاخيرة لكي يكون ضمن اللائحة الرسمية المشاركة في كأس الامم الافريقية المقبلة، لكن بعد تفكير عميق اعتقد بان قرار الاعتزال الدولي هو الانسب بالنسبة الي في الوقت الحالي”.

ولم يدافع سونغ الذي اتهم مع عمه واشيل ايمانا وكارلوس كاميني من طرف ايتو بالتخاذل في المشاركة الكارثية في مونديال 2010 من خلال تقرير سري، عن الوان الكاميرون منذ طرده في المباراة ضد كرواتيا في نهائيات كأس العالم في البرازيل.

واضاف البيان “حبي لبلادي لم يتغير، لكني رغبت في التركيز فقط على الدوري المحلي وبناء مسيرتي من جديد. اتمنى الافضل للكاميرون وسأدعم الفريق من كل قلبي”.

وكان سونغ بدأ مسيرته الدولية عام 2005 وخاض حتى الان 49 مباراة دولية وشارك في دورتين من نهائيات كأس الامم الافريقية عامي 2008 و2010، وكأس العالم مرتين عامي 2010 و2014.

مالي بقيادة سيدو كيتا

وتدخل مالي بقيادة نجمها المخضرم قائدها لاعب وسط روما الايطالي سيدو كيتا طرفا قويا لمنافسة الثنائي ساحل العاج والكاميرون على بطاقتي المجموعة عطفا على نتائجها الجيدة في التصفيات والدورتين الاخيرتين عندما حلت ثالثة، علما بانها خاضت مباراة الترضية للمرة الخامسة بعدما حلت رابعة اعوام 1994 و2002 و2004.

ولم تذق مالي حلاوة الفوز باللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ ادوارا متقدمة ثم تمنى بهزائم مذلة في دور الاربعة، ففي عام 1994 في تونس خسرت امام زامبيا صفر-4، وفي 2002 على ارضها سقطت امام الكاميرون بثلاثية نظيفة، وفي 2004 في تونس خسرت امام المغرب برباعية نظيفة، ثم خسرت في النسخة الاخيرة برباعية (1-4) امام نيجيريا، ويبقى الاستثناء الوحيد في المشاركات المالية التي بلغت 7 حتى الان (خرجت مرتين فقط من الدور الاول) عام 2012 عندما انهزمت بصعوبة امام ساحل العاج صفر-1.

ونجحت مالي في تخطي دور الاربعة في مناسبة واحدة وكانت عام 1972 عندما تغلبت على الكونغو الديموقراطية 4-3 قبل ان تخسر النهائي امام الكونغو 2-3 في الكاميرون.

ولا تختلف الامور لدى الغينيين الذين غيروا جلد منتخبهم بنسبة كبيرة حيث لجأت الادارة الفنية الى اللاعبين الشباب الموهوبين ونجح هؤلاء في العودة عن جدارة الى النهائيات بعدما غابزا عن النسخة الاخيرة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً