صحيفة هآرتس: مصر أصبحت هدفاً معلناً لتنظيم “داعش”

1422891292

في تحليله للغارات التي يشنها الجيش المصري على مواقع تنظيم “الدولة” في ليبيا، قال المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” تسبي بارئيل، إن هذه الهجمات تمكّن التنظيم من إحداث تغييرات مهمة في الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، وذلك بجعل دول عربية تهاجم بعضها البعض، الأمر الذي يجعل الحدود السيادية بينها ضبابية.

وأضاف بارئيل إن مصر أصبحت هدفاً معلناً لتنظيم “الدولة”، والذي كان مكتفياً حتى الآن بتجنيد الجماعات المسلحة في مصر وضمهم إلى صفوفه؛ وإنه من الآن فصاعداً يتوقع أن يبدأ التنظيم بإرسال مقاتليه من ليبيا إلى مصر عبر الحدود الطويلة والضعيفة الفاصلة بين الدولتين.

إلى جانب ذلك يرى الكاتب أن فتح جبهة رسمية بين مصر وليبيا، هو استمرار طبيعي للمعركة التي تشنها مصر ضد الجماعات المسلحة المصرية، التي اعتادت منذ فترة على التزود بالسلاح عبر الحدود الليبية بكل سهولة؛ وأن الهجمات المسلحة في مصر، والتي أصبحت أحداثاً شبه يومية، تدفعها لإرسال قوات عسكرية كثيرة للحفاظ على الحدود الغربية، هذا إلى جانب نشر القوات بشكل مكثف على طول الحدود في شبه جزيرة سيناء؛ وطول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.

وتشير الصحيفة إلى أن الهجمات المصرية على ليبيا ليست الأولى من نوعها، فبحسب تقارير نشرت منذ أشهر، قامت القوات المسلحة المصرية إلى جانب الإماراتية بتنفيذ هجمات مماثلة لكنها لم تعلن عنها، والآن بعد البدء بشن هجمات معلنة، تنضم مصر إلى الأردن وإيران وبعض دول الخليج اللواتي يقاتلن تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا والآن في ليبيا، في معارك أكثر تفصيلاً بعيداً عن المعركة الجوية التي يديرها التحالف الدولي الغربي ضد التنظيم.

وتضيف الصحيفة بأن الضربات التي تشنها مصر والأردن وإيران لا تتم بالتنسيق مع قيادة التحالف، وأن هذه الدول لم تطلب الإذن لتنفيذ ضرباتها، فكما فتحت الأردن جبهة خاصة بها رداً على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، تقوم مصر الآن بفتح جبهة جديدة أيضاً رداً على ذبح تنظيم “الدولة” لـ21 مصرياً في ليبيا، وتحظى هذه الجبهة بدعم الحكومة المركزية المعترف بها في ليبيا وكذلك المليشيا المركزية التابعة للجنرال الليبي خليفة حفتر.

وعلى الرغم من تشابه أهداف ضرب التنظيم في ليبيا أو العراق، فإن الوضع في ليبيا مختلف لأن هناك اختلافاً على السلطة المركزية أصلاً، فهناك حكومتان الأولى في طرابلس بقيادة الحكومة المنتخبة في أعقاب الثورة الليبية على معمر القذافي، والثانية بقيادة الجنرال خليفة حفتر ومقرها في طبرق.

كما أن كل حكومة منهما لديها قوات عسكرية خاصة، ويحارب بعضها بعضاً للسيطرة على البلاد كاملة.

وفي مقابل هاتين السلطتين هناك الجماعات المسلحة التي ينتمي جزء منها لتنظيم القاعدة وجزء آخر تابع لقبائل معينة، وثالث يتبع تنظيم “الدولة”، وتحارب غالبية المليشيات تنظيم “الدولة” الذي سيطر على مدينة “درنة” شرقي ليبيا التي تضم ميناء نفط مهم.

وتشير الصحيفة إلى أن الضربات المصرية على مواقع تنظيم “الدولة” في ليبيا وضعت هدفاً معلناً بأنها تريد “توجيه رسالة لمليشيات التنظيم”، لكن الأهم –بحسب الصحيفة- هو حاجة النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي لتهدئة الشارع المصري الغاضب وخاصة الأقلية القبطية التي ذبح 21 من أبنائها.

ترجمة: مي خلف – الخليج أونلاين

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً