الطاولة الوطنيـة.. ونظيرتها الأممية

الطاولة الوطنيـة.. ونظيرتها الأممية

لايمكن وعلى الأطلاق، أن يدعى آحداً منا صناعة أى حذث من أحذات الأربع سنوات الماضية، وصولاً لطاولة اليوم وحتى 33سنة اُخرى لن  ندعى ذلك، رُغم أننا نحن الفاعلين لكل شرٌ بأنفسنا ودمار على أرضنا خلال هذه السنوات، تنفيذاً فى ليبيـا لأحد أركان ما يمكن أن نُطلق عليه جريمة القرن العشرين(الشرق الأسود الجديد) الذى بربيعه الأسود، تشتت شعبنا وتشوه عرضنا، وفى الطريق آتٍ ضَياع أرضنا.

كما تماماً، ليس لآحد منا يد فى صناعة طاولة برناردينو(لاحظو لعنة أسم برنارد (من ليفى الى ليون)، التى ستبقى تُطاردنا ما حيينا، وأن كانت بذور الطاولة زرعها النمس طارق مترى، ففى النهاية أثنينهم صبيان مالكى شركة ربيع عرب ثوماس فريدمان القابضة، التى باتت تملك دول الربيع منها ما هى فى طور التأسيس، وأهم بيضة ذهبية لهم فيها، ليبيـا (قشرناها لهم بأيدينا!).

الى أن يمتلكوا فى المستقبل القريب المجموعة/الباقة، القادمة التى سيكون فيها أكثر من بيضة ذهبية (جميع دول بترول الخليج، آتية لاحقاً،  لا محالا)، ولكن تبقى ليبيـا أهم وأثمن بيضة(خيراً وموقعاً)، وهى التى يرى فيها مُلاك الربيع، الدرة التى ستتوج تاج شرق أوسطهم الجديد (سيتتوجون ببلادنا واقفين على جماجمنا!) ومالنا إلا أن نقول، حسبنا ألله ونعم الوكيل فى أنفسنا المُستهانة الرافضة تغيير ما بها.

لا يعنى ذلك أننا العرب لم نكن مملوكين فى السابق منذ سايكيس بيكو وما قبلها، ولكن كان لنا بعض الهامش (أسهم ولو قليلة) فى ملكية أنفسنا، وبأعتبارنا قُـُصَر(كشعوب عالم ثالت مُتخلفين آجلاف فى نظرهم دائماً)، أستمرأو فى كل حُقبة، توكيل نفرٌ منا علينا، تمثلوا فى حُكام ما كان يُعرف بدكتاتوريى تلك الحُقبة الماضية، وخير هذه جاى، إلا أن أولائك الدكتاتورين حيث اثبتت هذه الأيام واحذاتها، أنهم ونحن معهم، كان لدينا بعضٌ/ولو قليل جداً من النخوة والأحساس بالسيادة (ضاع ما تبقى فى دروب ربيع النار والدمار).

ولكن هذا الربيع البديع، الذى آتانا يختال ضاحاً، أنقلب فجأة الى كل ألوان شَره ومُره، حيث حل تَرحَهُ محل فرحه الأقصر من القِصرَ زاتو، وهنا يحضرنى بيتي شعرٌ مِصرى (كتاب حياتى يا عين، ما شفت زيو كتاب.. دا الفرح فيه سطرين، والباقى كُله عذاب).

نعم ينطبق معنى البيتين، تماماً على وصف حالتنا المأساوية المُبكية بدموع الدم + تحولنا من ملكية كان فيها جزء لنا، الى ملكية عامة كاملة  مُكتملة، لم يُبقى فيه أرباب عمل البرناردينوات على شىءٌ لنا، بل أضافو نقلة نوعية جديدة مُجددة، إذ حولونا من عَمال مُصخرين لدى دكتاتورياتهم السابقة، الى رِقٌ تجار حروبهم حاليـاً، يذبحوننا ويتركون  للكلاب التمثيل بجثتنا(ما أبها أيام رِق الألف سنةٍ الماضية، فى حياة جَلد السياط، وفقط وقت المخالفة، ولكن يُتركون ليتعشوا فيعيشوا).

وعوداً على بدأ، وبعد أن وزع برانردينو تهديداته المُبطنة مُحمِراً عيونه رُغم ضيقها الشديد، على طول غرب ليبيـا وشرقها، وبالذات البرلمان وحكومتة، والوطنى وحكومته، والجيش والفجر والكرامة، طبعاً مع أغفال الجنوب المنسى الذى لم تــُـلائم أرضه طائرة برناردينو الأممية الأنيقة، (أشرف للجنوب أن لا يحضر محاضر السؤ).

ها نحن نثبت أننا شعب لا يأتى إلا بالعين الحمرا والعصا الغليضة فيتم (تطبيسنا) على ما أسموه بالطاولة الأممية، رغم أننا لم نطلب من بعضنا أكثر من مجرد الجلوس بعزة الوفى لشعبه ووطنه على الطاولة الوطنية، فرفضنا الجلوس بشرف، وطبسنا طائعين فى مهانة البائع لشرفه وعرضه.

ووفق ما هو مؤكد، أنه قيل للفريق الأول:-” أن لم (توطو) على الطاولة الأممية، سنقوم نحن بقصفكم اللى ما شفتو زيو قصف، وقالوا للآخرين أن لم تفعلوا وتوطو مثل أخوتكم الأولين، فأن قرار حضر الطيران جاهز، وسيصدر خلال 24ساعة، وأنتم لا قدرة لكم على مُقارعة الأولين على الأرض”.. فوجد الأثنين معاً فى هَم برناردينو ما يختاروا.. ويا غويثاه على من يستمعون لصوت أصحاب الربيع ويرون طاولتهم، ولا يستمعون الى صوت/أستغاثة شعبهم ونداء وطنهم، فلا يقشعون طاولة حوار وطنهم الجريح، كليبيين أحرار صافيين؟؟؟!!!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً