من حقائق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) – الجزء الاول

من حقائق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) – الجزء الاول

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

– النشأة العامة لتنظيم الدولة الإسلامية:

نشأ هذا التنظيم من احضان تنظيم القاعدة التى نشأت هى الاخرى من احضان السلفية الجهادية، وذلك ببروز جيل من اجيال القاعدة يرى غير مايرى مؤسسو القاعدة، فالقاعدة ترى بوجوب حرب من تعتبرهم مشركين ويرى تنظيم الدولة الإسلامية هذا الرأي ولكن يضيف معه بوجوب قيام الدولة الإسلامية وترى القاعدة ان المسلمين مسلمون تحت اي نظام حكم ويرى تنظيم الدولة الإسلامية ان المسلمين مرتدون ويوجب قتالهم تحت اي نظام حكم الا نظام الدولة الإسلامية والذي يوجب تحته التوبة، وترى القاعدة بعدم جواز قتل المسلم مهما ارتكب من افعال  الا في حدود الشريعة ويرى تنظيم الدولة الإسلامية بجواز قتله في حدود الشريعة وفي حدود مصلحة التنظيم، ليس صحيحا ان تنظيم الدولة الإسلامية صناعة إسرائيلية او امريكية او خرج من حزب البعث العراقي، فهذا التنظيم هو صناعة اسلامية تأسست بجيل من اجيال القاعدة استند في صناعة تنظيمه على مناهج لبعض الأئمة هى اكثر تطرفا من مناهج القاعدة. وعلى الاعلاميين والبعض من الكتاب ووسائل الاعلام احترام عقل المتلقي وعدم طرح استنتاجات وأربطة لأحداث دون حقائق يقينية تحرم المتلقي من الحقائق الاساسية لهذه التنظيمات.

– نشأة التنظيم في ليبيا:

نشأ تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عبر باب فتحه المجلس الوطني الانتقالي ولم تغلقه مابعده من حكومات وهو باب الجهاد في سوريا حيث اندفع بعض من الشباب الليبي من الذين كانوا ثوارا وغير ثوار للجهاد في سوريا وذلك بتشجيع ودعم من الذين تصدروا المشهد العام في ليبيا وفي ذات الوقت الذي يندفع فيه هؤلاء الشباب أسرابا وينزلون على سوريا افواجا كان تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يبسط سيطرته على مناطق شاسعة واسعة من سوريا وذلك في سنة (2012 م) واحتضن تنظيم الدولة الإسلامية العديد من الشباب الليبي الذين أعلنوا مبايعتهم لهذا التنظيم وبعد عودة البعض من هؤلاء الشباب الى ليبيا قاموا بتأسيس فرع التنظيم في ليبيا في مدينتي درنة وسرت امتثالا لعهدهم بمبايعة الدولة الاسلامية وقام اتباع التنظيم من الليبيين باستدعاء الأجانب من تنظيم الدولة الاسلامية الى ليبيا، وذلك بمساعدة من بعض القيادات الحكومية في ليبيا، من وزارات ووكلاء وزارات وبعض التشريعيين وبعض الكتائب المسلحة في مدينتي بنغازي وطرابلس.

– تنظيم الدولة الإسلامية ضيفا حكوميا:

في السنة التي تأسس فيها تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وهى سنة (2012 م) كانت هناك دولة او شبه دولة تتكون من المؤتمر الوطني العام وحكومة وإدارات حكومية محلية هى المجالس المحلية، فالمقرات الحكومية كفندق المهاري ومجمع قاعات وقادوقوا وقصور الضيافة ومعسكرات في مدينة سرت وأقسام داخلية في معاهد ومعسكرات في مدينة درنة والتي يقيم وينزل فيها تنظيم الدولة الإسلامية هى مقرات تحت حكم وسلطة هذه الجهات الحكومية ووجود التنظيم فيها هو دلالة انه كان ولازال ضيفا مرحب به من الدولة الليبية الجديدة، فلايعقل ان تنظيم الدولة الإسلامية استولى استيلاء على هذه المقرات فهو ليس بالتنظيم الغبي حتى يفتح جبهة جديدة عليه وهو في طور التأسيس وهو ليس بالتنظيم الذي يخفي نفسه عن الأنظار حتى لايعلم به حكام ليبيا، بل ان من أساليبه الظهور جهارا نهاراو ذلك يحتم حقيقة تورط جهات حكومية في دعم التنظيم بمنحه وإسكانه في هذه المقرات الحكومية.

– الدعم المباشر للتنظيم مع حسن النية:

في سنتي (2012 م و2013 م) كانت السيطرة الفعلية في سوريا لتنظيم الدولة الإسلامية، وتداعت قيادات حكومية وثورية وجماعات مسلحة وغيرهم في ليبيا على تقديم الدعم والتبرعات والهبات بل وتصدير ترسانة من الأسلحة الى ماعرف بالثوار السوريين الذين لم تكن لهم فاعلية في هاتين السنتين والفاعلية كانت لتنظيم الدولة الإسلامية الذي بسط سيطرته على العديد من الاراضي السورية فأرسلت شحنات ضخمة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة من مدن ليبية كبنغازي وطرابلس ومصراتة عبر الجو او عبر البحر الى تركيا التي نقلتها الى سوريا عبر البر او عبر السواحل اللبنانية ومن المرجح ان هذه الأسلحة الضخمة وقعت في يد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا.

– البيئة الليبية بيئة واعدة لتنظيم الدولة الإسلامية:

يكابد المسلمون في ليبيا أوضاعا امنية سيئة دفعت بهم الى حدود الاحباط بعد مرور اربع سنوات، حيث يتعرض المواطن الليبي الى أشكال متعددة من الجريمة من نهب وسلب وسرقة واختطاف وقتل ولاتوجد لهذا المواطن الليبي المسلم كيان أمني يحميه من انواع الجريمة التى تتفاقم يوميا وهذا كون انعكاسا فكريا ملحا في عقل الليبي لطلب اي كيان يحميه وينقذه مما هو فيه مهما كان هذا الكيان، وسيكون المواطن مهيئ لقبول تنظيم الدولة الإسلامية وهو كاره بسبب الحزم والصارمة التى يقدمها هذا التنظيم في تأسيس ثبات أمني فوري (الغريق يتعلق بقشة) وذلك مع الظهور المستعرض والمسلط لهذه التنظيم الذي يعرض دولة اسلامية ومع الغياب المغيب لأي اجهزة امنية وحكومية فاعلة عرَّت عن ابناء الشعب الليبي اي حماية وتركتهم تحت سطوة الجرائم والمجرمين.وكأن المواطن الليبي وضع بين خيارين، خيار سطوة الجرائم والمجرمين او خيار تنظيم الدولة الإسلامية وعليه القبول بأحد الضررين رغما عنه. وقد حدث ان بايع بعض الأهالي من مدينتي درنة وسرت تنظيم الدولة الإسلامية وهى مبايعة ينتزعها التنظيم بمهل وإناة لشيء في نفسه وسيحدث ذات الامر مع باقي المناطق اذا سيطر عليها.

– مناطق وجود التنظيم في ليبيا:

لهذا التنظيم وجود أساسي في مدينتي درنة وسرت وله وجود ضعيف بدأ انه تحت التأسيس المتعثر في الضواحي الشرقية لمدينة طرابلس وفي بنغازي ومناطق من الجنوب وعلى الإجمال فان التنظيم في درنة وسرت وفي غيره من المناطق لازال ضعيفا ولكن استمرار الوضع الليبي على حالته الحاضرة سيجعل منه تنظيما قويا لانه سيمهد لعقد تحالفات بين التنظيم والجماعات الدينية الاخرى، وقد حدث تحالف هو محدود بين جماعة دينية وتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة بنغازي، لمقاتلة مايعرف بجيش الكرامة وذلك بمعزل عن مايعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي.

(يلحقه الجزء الثاني مباشرة)

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 3

  • علاء

    تحليل معقول ومرتبط نوعا ما بالاحدات على ارض الواقع ولكن السؤال هنا كيف لم يخطر على بال ممن كانوا يدعمون هدا الوباء ان ينقلب ضدهم ؟؟ او ان يخرج على السيطرة متلا!! اليست ليبيا بلادهم!

  • توم سوير

    تنظيم الدولة لم يكن موجود في ليبيا ولا في سوريا في 2012

  • على

    داعش موحوظة في العالم منذ 2014 فكيف تأسست في ليبيا في2012

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً