الأيادى الخفية في التأسيس للإنتقالية

الأيادى الخفية في التأسيس للإنتقالية

تأكيداً لما أسلفت فى مقالى السابق، حول حقيقة وواقع أن بلادنا الليبية، ليس إلا أحدى الدول المملوكة لمؤسسى / اصحاب الأمم اللفعية المتحدة، وأشارة لما سبق من مطالبة لى فى نداء الى أبناء شعبى، لنقبل ما تتطرحه تلك الأمم من خلال مؤذنها ليون وحواريوه من بعضنا الليبيين، وفق الحكمة البورقيبية (خُذ وطالب)، والفارق أن قـَبِلنا ما سيفرضونه اليوم، فسنوفر على أنفسنا بعض الموت والدمار، وأن لم نقبل، فقد لا يبقى منا إلا المُشوهين جسداً، ومن تبقى مشوهين عقلاً(وأحنا هكى / هكى مملوكين، وهم علينا ما يريدون مُقررين).

وفق ما سبق، عاشت ليبيـا عبر تاريخها وإذا جاز التعبير، حُقبٌ من المؤامرات المختلفة، وكل حُقبة أعدوا لها مُلاكها فلمٌ من الأحداث خاصٌ بها، مثلها مثل غيرها من كل دول العالم المملوكة، وبعد أن عِشنا الفلم الذى سبقه بـ42عام، فحذيث الساعة هو فلم رُعب 17 فبرايور(لمنتجيه أصحاب هوليوود)، وكنت من ضمن الأوائل الذين تجرأوا على الحذيث علناً، عن مؤامرة فبرايور بشكل عام، أما من على هذا المنبر فكنت الأول ولعل الأرشيف يشهد بذلك… ما يهمنا اليوم هو أين نحن الآن من أحذاث الفلم، ولا نسأل عن نهايته التى لن نحضرها كما حضرنا سابقه، فهو وكما يُقال فلم هندى، لم يمضى من وقت أحذاثه إلا دقائق (وأن كان وقعها علينا بطول الدهر).

وباستعراض بعض مسرحيات أحذاث ربيعنا فى تلك الدقائق، بدئاً ببُكاء مندوبنا فى الأمم المتحدة!، ثم مسرحية جلب الأعترافات! مروراً بكل ما خلقوا بيننا من صراعات، وآخر المسرحيات رُعبهم بقذفهم لنا بالداعشات، وصولاً لما يَجُرونه من مسبحة طاولات الحوارات المختلفة الألوان، حيث أخذونا فى فسحة وعزومات لمُمثلينا، بغدامس، فجنيف وأخيراً الصخيرات، مع أستراحة بالجزائر الغريبة فى توقيتها وشخوصها الليبية التى جلبوهم لها؟!، نعم، عندما نعيد ذلك الأستعراض، نكتشف أنه، أنضحك علينا، ضحكة كبيرة ومؤلمة فى آن.

وفى ذات الأطار نؤكد لكم، بأن من سَيُوصونكم به كرئيس لحكومة وحدتكم الوطنية، وما سيطرحهُ هو وفق ما لـُقن، من أهم أسمين آخرين لرُكنين من اركان حكومته العتيدة… فثقوا، لن يكونوا الثلاتة إلا وهم فرداً فرداً ممهورين على جباههم بختم مُلاكنا من أصحاب عُرس الربيع، ولن يُصِلونهم الى ركوب ضهورنا إلا وهم مُوقعين سلفاً على تجديد بيعتهم، ومن ثم تجديد بيعنا كشعب، فلاغرابة فى ذلك، إذ نحن نعرف أن ذلك سيسرى على جميع الدول جوقة الربيع، فلا تثريب عليهم، فالعُرس عُرسهم، وبلداننا مُلك آيمانهم.

وما دمنا قد أستبينا وأتضحت اللعبة على المكشوف، نتمنى أن لا يستمر التأخير فى أتمام ذلك، وأن تتم الحضرة(المولد) ويعلنوا، ونعلن قبولنا بهذه الحكومة فى أقرب الآجال (واللى يتجوز أمنا، هو أبونا)، حيث أننا مللنا الموت الأبشع الذى لم نشهده فى أى فلم رُعبٌ آخر طوال تاريخ السينما، وايقنا أن هوليوود لا تلعب فقط دور أنتاج الأفلام وحسب، ولكن تطبيق سيناريواتها المُرعبة على أرضنا، تمثيلاً حياً بايدى دواعشهم بسكاكينهم الأمريكية الحادة، التى تقطع عضامنا بنفس حدة تشريح لحمنا، كل ذلك بتسجيل كامراتهم الهوليوودية، لكى يُعِدوننا لقبول ما سيلى.

يا سادة عالمنا.. تيقنا أنه ما على المملوك إلا أن يعرف حدوده، ويقف دونها، ولنعلن أن مطامحنا محدودة فقط وفقط فى الأمن والأمان، وتعليم أولادنا وتأمين سكنهم اللائق، وأعاشتهم وعلاجهم… المهم أن نبقى نحن ومن سَيُنصِبونه على بينة فيما يخصهم هم (الدولتين العُظميين) من حصة فى وطننا (معترفين أن حصتهم كل الجمل) أما حصتنا ومن معنا من نصبوهم (لن تزيد عن اُذن ذلك الجمل).. (نكرر أننا سنقبل مهما كانت حصتنا)… تلك هى أصول اللعبة بين الغالب والمغلوب/القوى والضعيف.

أنه ليس مقال تهكُمى، بل أعنى كل كلمة فيه، وأنه ليس خيال، ولكنه من صُلب الحقيقة، وأنطلاقاً من حبى لوطنى وشعبى بشكل مُجرد، فلا أقبل له، ولا لى، بالعيش فى خديعة خيال تافه (أننا سنعيش أحراراً)، فأحرار(لايمكن لا لنا، ولا لغيرنا) ولكن (نعيش فقط) فهذه ممكنة متى أستَكَنا، ولن يكون ذلك إلا فى ثوب عبودية كامل شعوب العالم الثالت، لأصحاب الأمم أللفعية، الذين هم أنفسهم، أصحاب من أرسلوهم لنا، ليُعيثوا فينا تقطيعاً وتشريداً، فالأفضل إذاً، أن نعيش الحقيقة مهما كانت مُرة، ما دمنا غير قادرين..ولن نكون قادرين وعلى الأطلاق ولعقود اُخرى طويلة جداً، أن لم تكن قرون، من الخروج من كيس الدول المملوكة، وسيبقى ما لله لله وما لكِسرى لكِسرى.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • محمد الابيض

    اتعبتنا هذه النظرية التي تفترض ان العالم من حولنا دياب ونحن مجرد قطيع من الحملان الوديعة ، نعم العالم يخطط ويريد ان يطبق رواه وتصوراته كي يضع سياسه استراتيجيه تحمي أمنه ومصالحه، لكن بالضروري يبحث عن شروط وظروف مناسبه لتمرير إنتاجه وتصوره وأقول إنتاجه واعني انه من المهم انتاج رموز من الداخل لتحريكها وفق مقتضيات السيناريوهات المعده ،، ولعبه معقده ومتيسر ه لمن يملك أدوات وقوة الفعل والتغيير

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً