واشنطن تقترب أكثر من الخليج في قمة كامب ديفيد

_199647_obama1

يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما إقناع القادة الخليجيين الثلاثاء بأن بلاده لا تزال ملتزمة باستقرار المنطقة وذلك عبر “سلسلة مبادرات أمنية” اعلن عنها الجمعة وزير الخارجية جون كيري.

وتريد واشنطن ان تزيل مخاوف دول الخليج بان الولايات المتحدة تبتعد عن المنطقة التي تشهد نزاعات وان ايران سيظل بوسعها تطوير سلاح نووي بموجب الاتفاق النهائي الذي تحاول الدول الكبرى التوصل اليه مع طهران.

وسيحاول اوباما طمأنة شركائه العرب لجهة فوائد الانفتاح على ايران مع احتمال التوصل الى اتفاق نهائي حول برنامجها النووي.

وبالاضافة الى القلق حيال البرنامج النووي الايراني والمخاوف ازاء امتلاك طهران سلاحا نوويا في نهاية المطاف مع حصولها على رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها، تشعر الدول الخليجية بان الاميركيين يريدون الابتعاد عن المنطقة.

واعلن كيري الجمعة ان واشنطن تعد مع دول الخليج سلسلة من المبادرات الامنية في الشرق الاوسط سيتم التباحث بشأنها خلال قمة مقررة الاسبوع المقبل.

والتقى كيري في باريس نظراءه من قطر والكويت والبحرين وعمان والامارات والسعودية من اجل التحضير لقمة يشارك فيها رؤساء هذه الدول بدعوة من الرئيس الاميركي في 13 ايار/مايو.

وركز الاجتماع في باريس على الازمات في الشرق الاوسط وعلى مخاوف دول الخليج من تزايد نفوذ ايران في المنطقة.

واعلن كيري ان قمة كامب ديفيد الاسبوع المقبل ستركز على “التهديد الذي يمثله الارهاب في المنطقة وتوسع مختلف التنظيمات الارهابية، والتحدي الناجم عن الدعم الايراني في بعض هذه النزاعات”. واضاف “نحن في صدد اعداد سلسلة التزامات ستنتج تفاهما امنيا جديدا بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي سيقودنا الى مستوى اعلى من كل ما سبق”.

ومع ان كيري لم يعط اي تفاصيل حول هذه المبادرات، الا انه اشار الى ان الجانبين يعملان سوية على “تقوية المعارضة المعتدلة في سوريا” ضد تنظيم الدولة الاسلامية ونظام بشار الاسد.

كما طمأن كيري نظراءه من دول الخليج حول المحادثات مع ايران بشأن ملفها النووي ومدى التزام واشنطن ازاء المنطقة.

واضاف “ساكون واضحا جدا: ان جهودنا من اجل التوصل الى حل دبلوماسي للملف النووي الايراني ليس مردها اي تراجع في اهتمامنا بكل العوامل المزعزعة للاستقرار في المنطقة. ومن البديهي انه من الاسهل مواجهة هذه العوامل بعد ازالة اي سلاح نووي محتمل من المعادلة”.

وتبدي دول الخليج قلقا ازاء النفوذ المتزايد لايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وتنفي ايران باستمرار بانها تزود المتمردين الحوثيين في اليمن بالاسلحة.

وفي اطار تأييده للهدنة الانسانية في اليمن التي اعلنتها السعودية لمدة خمسة ايام اعتبارا من الثلاثاء، حثّ كيري “الجهات المؤيدة للحوثيين”، في اشارة الى ايران، على تشجيعهم على تسليم اسلحتهم.

وفي باريس، اكتفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالدعوة الى “تكثيف وتعزيز العلاقة الامنية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي” رافضا الخوض في التفاصيل.

وسيستقبل اوباما قادة دول مجلس التعاون الست في البيت الابيض الاربعاء قبل ان يلتقيهم الخميس في المقر الرئاسي في كامب ديفيد التي تبعد حوالي مئة كلم الى الشمال من واشنطن.

ورافقت كيري مديرة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية ويندي شيرمان وهي ايضا رئيسة الوفد الاميركي الى مفاوضات مجموعة خمسة زائد واحد مع ايران.

ومن الرياض الى ابوظبي مرورا بالمنامة، كان لكشف امر مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن قبل عامين، وقع الزلزال على هذه الدول، وخصوصا السعودية.

ويشدد البيت الابيض على فوائد اتفاق محتمل مع ايران حول برنامجها النووي لكنه يؤكد انه ليس منخرطا في عملية واسعة من اجل تطبيع العلاقات مع طهران.

لكن قادة دول الخليج يرون تغيرا في المقاربة الاميركية مذكرين بـ”الخط الاحمر” الذي حدده اوباما بالنسبة لاستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا من دون ان يحرك ساكنا. كما انهم قلقون حيال النفوذ الايراني المتعاظم في سوريا وكذلك في العراق واليمن ولبنان.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً