كان يا مكان في قديم الزمان…

كان يا مكان في قديم الزمان…

يروى انه كانت في احد الازمان سفينة تبحر بالقرب من الشواطئ الليبية، قادمة من بلاد الغرب متجهة إلى دولة افريقية غارقة في النزاعات والحروب الاهلية، وبسبب سوء الاحوال الجوية والامواج والرياح الشديدة، جنحت الى المياه الليبية. هرع الناس بدافع الفضول كبارا وصغارا رجالا ونساء، اطفالا لتفقد حمولتها، علها تكون بعضا من دقيق او زيت، وكان شحيحا في في الجمعيات التعاونية، لكن اتضح انها تحمل كمية كبيرة من السلاح.. قال البعض، خسارة ياريتها كانت زيت او دقيق، وقال طفل لوالده ياليتها كانت تحمل موز (من زمان خاطرنا فيه)،وقالت نسوة في المدينة ، ياريتها كانت شحنة حفاظات اطفال نستخدمها بدلا من الخرق البالية التي نستعملها الان، وقال شخص من الحضور، يا ليتها كانت شحنة دخان روثمان، فقاطعه رفيق له بصوت منخفض ( ياريتها كانت ويسكي مكرشم).

تساءل أحد هم ماذا نفعل بها هنا؟، حتى مشاجرات الناس هنا لا تتعدو أن تكون تشابكا بالايدي، وقد يستخدم فيها الغلاة الامواس ونادرا ما يتم اللجؤ إلى السواطير إذا تفاقم الأمر. وبقيت السفينة راسية في مكانها، لا يهتم أحد بأمرها ولا بما تحمل… وفي يوم من الايام، فكر احد السماسرة من تجار الحروب في الاستفادة من هذه البضاعة الثمينة،في صفقة تجارية كبيرة تدر عليه الملايين…

فكر طويلا في الامر ثم اهتدى الى فكرة جهنمية وهي تسخير كل الاقلام التي تكتب دوما في كل عهد و مرحلة بما يرضي سلاطينها وعسكرها ولصوصها ، وكل شيوخ السلاطين الذين يظهرون في المحطات والفضائيات الخارجية والداخلية، من اجل ترغيب وتحريض الناس على شراء كميات السلاج المكدسة، بحجة حماية انفسهم، وحماية مناطقهم وقبائلهم.. ونجحت الخطة وانطلت الحيلة، وتدافع الناس على شراء السلاح، ونفذت جميع الصناديق الثقيلة قبل حلول الظلام… رفعوا السلاح في البداية ضد عدوهم المشترك، ثم دب الشقاق والفرقة، وارتدوا على انفسهم طمعا في النفوذ والسلطة والمناصب والمزايا، وخدمة لأيديولوجية مستوردة…

انتشرت الفوضى في البلاد، وتفاقمت الاحوال، وصارت الاسود تحرس قطعان الابقار والفيلة، واصبحت الدببة حارسة على بساتين التفاح والعنب، وصارت الذئاب راعية لقطعان الغنم والماعز، وتم الاتكال على الكلاب لصيانة حقوق الدجاج، واشرفت الحمير على الحقول والمراعي،وصارت الافاعي تحمي اعشاش العصافير. اما معشر الغزلان والحملان والطيور الواديعة والحمام والعصافير، فباتت مطاردة من خفافيش الظلام.

هل انتهت إلى هنا الحكاية أم بدأت لتوها .. الله أعلم….

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً