السيستاني يرفض الاعتراف بفشل قوات الحشد في هزيمة الإرهاب

_203692_has

قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الجمعة إن دول المنطقة لا تبذل ما يكفي من الجهد لوقف تدفق المتشددين على العراق، وحذر من أن المقاتلين سيعودون يوما ليهددوا بلدانهم الأصلية.

ويقول مراقبون إن عودة السيستاني لتحميل مسؤولية انتشار الإرهاب في العراق لدول الجوار، معناه أن قوت الحشد الشعبي التي أفتى بتكوينها قبل نحو عام من الآن، قد فشلت في القيام بالمهمة التي تأسست من أجلها وهي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولذلك تأتي هذه الاتهامات لدول الجوار للتغطية على هذا الفشل.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني إن “الدور البارز الذي يلعبه المقاتلون الأجانب هو علامة على التهاون الدولي”، وتهاون دول الجوار.

ويعني القادة العراقيون الشيعة بدول الجوار أساسا السعودية وبدرجة اقل الأردن. وتستثنى من ذلك ايران وسوريا باعتبار تحالف نظاميهما مع بغداد، وتركيا التي تفتح حدودها مع العراق مباشرة على إقليم كردستان.

ويقول مراقبون إن فشل قوات الحشد الشعبي في أداء مهمة مواجهة التنظيمات المتشددة والقضاء عليها، إضافة إلى الانتقادات الواسعة التى تواجهها بين العراقيين بسبب ممارساتها الاستفزازية وجرائمها التي لا تخضع لقانون الدولة العراقية، مسألة صارت تقلق راحة السيستاني الذي افتى بتكوين هذه المليشيا الشيعية لمقاومة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية بعد زحفها على شمال العراق ملحقة هزيمة مذلة بالقوات الحكومية في صيف 2014 وهي هزيمة عجلت برحل رئيس الوزراء السابق نوري المالي.

وكان السيستاني عن طريق فتواه بالجهاد الكفائي يعبر المؤسس لقوات الحشد الشعبي.

ورغم أن هذه القوة الشيعية خصصت لها ميزانية تقدر بـ60 مليون دولار أميركي من الميزانية العراقية المخصصة لسنة 2015، فإنها عجزت عن أداء مهمة القضاء على الإرهاب، بل إنها أصبحت طرفا مقابلا في ممارسته كما يقول عدد من الشخصيات السياسية العراقية.

وفي وقت سابق، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الميليشيات التي وصفها بالوقحة بالقيام بعمليات ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين لا ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية.

واتهمت منظمات دولية ومسؤولون عراقيون محليون قوات الحشد بتنفيذ عمليات نهب وإحراق الممتلكات، بعد تحرير قوات الجيش العراقي المدعومة بالطيران الأميركي لمدينة تكريت من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

واتهم أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين مقاتلي الحشد بإحراق “منات المنازل”.

واجتذب تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مقاتلين سُنة من جميع أنحاء العالم لدولته التي أعلنها في مناطق من العراق وسوريا. وخاض عدد كبير من المقاتلين معارك في الصفوف الأمامية أو نفذوا تفجيرات انتحارية.

وأضاف الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة صلاة الجمعة “إن استمرار سياسة اللامبالاة بل غض النظر المقصود أو غير المقصود عن تدفق هؤلاء المُغرر بهم إلى العراق سيفاقم من خطورة هذه العصابات على هذا البلد وعلى المنطقة بأسرها. بل سيشكل تهديدا حقيقيا للدول التي ينطلقون منها حيث أن من الممكن أن يعودوا إليها مستقبلا ليشكلوا خلايا إرهابية تنشط في الإخلال بأمنها واستقرارها.”

وأعلن أنصار تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن عدد متزايد من الهجمات في الشرق الأوسط لا سيما في دول شمال أفريقيا ومنطقة الخليج.

وأضاف الكربلائي “إن دول المنطقة وبالخصوص المجاورة للعراق وكذلك الدول التي ينطلق منها هؤلاء الإرهابيون مدعوة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تحد من التحاق عناصر جديدة بهذا التنظيم الارهابي.”

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً