تساؤلات فكرية… فى الأواخر الرمضانية

تساؤلات فكرية… فى الأواخر الرمضانية

ونحن نودع رابع رمضان، منذ حلول عُرس الفوضى الخَلاقة، وفق وصف كوندوليسا رايس، الهدامة وفق الواقع.. تجتاحُ أفكارُنا تساؤلات عِدة، محاولةٌ منا لفك طلاسم ما حل بنا، ولا نعنى هنا العُرس المذكور، ولكن نعنى أنفسنا كمُسلمين أدعاءاً وليس فعلاً!، أهم تلك التساؤلات التى تَشغُل بالـُنا وتُشِلُ أفكارُنا، “هل بأسم الأسلام، ستنذثرُ الدول العربية بكل عرقياتها الأسلامية، تمهيداً للقضاء على الأسلام نفسهُ بشكل عام؟”، حيث ذلك هو الهدف الأساسى من اشعال نار/أنوار عُرس رايسا، الذى فقط من باب التهوين علينا، قالت لنا ما معناه ستعيشون فوضى، أما ما فى ذهنها، دمار؟!.

الحالمين من أصحاب العُرس، بالألفية السعيدة (ألف عام بدون أسلام)، يعلمون جيداً، أن لا قضاء على الأسلام دون القضاء على الدول العربية، من العرب وباقى العرقيات التى هى الأخرى سينالها الأنذثار، بسبب ما يُدَقُ من أسافين بينهم وبين العرب، وكأنى بأعداء العرب والمُسلمين، من الغرب (الكتابيين؟)، الذين يعتبروننا (كل عِرقيات المُسلمين) لهم ظالمين، يدعون ألله علينا جميعاً ولسان حالهم يقول”أللهم سَلط الظالمين على الظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين” وها هم بنى جلدتنا بأسم ديننا يتسلطون علينا ويخرج من سلطوهم سالمين، وفوق البيعة غانمين(أرصدتنا ببنوكهم)الفارق أننا نحن أحفاد هاجر، نكتفى بالدُعاء، أما هم أحفاد سارة، فبالتخطيط والتنفيذ المُحكمين، ولذا هاهم مُنتصرين ونحن مذبوحين مُهجرين!.

وفق ما يجرى، فأن أبناء زوجة جدنا أبراهيم، أوصلتهم الى عزوتهم الدولية والتحكُم بالدنيا، حركة دينية أسموها ماسونية، أى (البناء)، أما حركاتنا (جمع!)، هى الأخرى تدعى أنها دينية (ولكن أدعاءاً فقط)، أى ترفع لواء الأسلام بمُسميات ورايات مُختلفة، كلها تدعى أنها الأقرب الى ألله، وأنها المُنَفِذ الأوحد لأمر ألله؟؟؟!!!، وأن ألله هو من أرسلها لتربيتُنا، بل سمعت أحد شيوخنا فى الأيام الأولى للثورة، يصف الناتوا (وما أدراك ما هى) وهو مزهواً بالفرملة والجرد والشنة (بالطيرالأبابيل) أرسلها ألله لنُصرة المسلمين الليبيين من الزنتان الى السلوم!!!، فهل لهذه الحركات علاقة بالبناء؟.. بل على العكس من ذلك، إذ كلها ديدانها القتل والهدم، اما هُم، أحفاد سارة، فلديهم حركة واحدة (موحدة المرجعية)، ديدانها البناء، وأن جاز أن نقول أنهم يمتثلون الى ما جاء بالتورات (وأن كانت مُحَرَفَة) فهى تقول لهم، دم اليهودى وماله وعِرضه حرام على اليهودى، وبذا، لا يمكن أن تجد يهودى يسفك دم يهودى آخر!.

متى تَأمل صِغارُنا ما عليه اليهود (صحة ليهم) وفق ما ذكرنا، وقارنوا بينهم وبين ما تقوم به الحركات التكفيرية الأسلامية المُتعددة، من رفضٍ فاضحٍ، وتحدىٍ صارخٍ، لأرادة ألله ممثلة فى آياته، فضلاً عن رفض ما صح من حذيث خاتم رُسله وأنبيائه، وما تواتر من قَصَص سيرته كسُنةٌ مؤكدة، فأن نتيجة عُرس الربيع، حتماً ستكون زعزعة أيمانهم بأسلامهم الوسطى السَمح، أن لم نقل الأرتداد عنه عبر احد طريقين.. أما التحول للألحاد.. أو أتباعهم ما يجدبهم من صفات فى أديان اُخرى، أفقدهم أياها أعداء الأسلام المُعاصرين من طينة أبنائه من التكفيريين، ولعلكم تتابعون أنتشار التنصُر بين بناتنا وشبابنا حتى فى ليبيـا، بأرقام مُخيفة (لنا عودة)، بل أن أى شاب مُسلم يلتقى نظيره اليهودى، سيجد نفسه أمام تساؤلٌ مُهين، عندما يقال له”خيركم (المشالم) أى المُسلمين طايحين قتل فى بعضكم باسم دينكم، أن لم يقُل له”شن هالدين هذا”؟!.

نعم بعد فشل كل دوائر أعداء ديننا، فى القضاء عليه منذُ بزوغ فجره، وعبر حوالى 15 قرناً، بكل ما حاولوا من دسائس وحروب وأستعمارات إذا جاز التعبير، هاهم أعداؤه يرجعون الى ضرب الأسلام بمن يطلقون على أنفسهم زوراً مُسلمين، وها نحن فى زمن ضرب الأسلام بالأسلام (بمُسلمين) يقتلون أخوتهم، فيُرَمِلون نسائهُم ويُيَتِمونَ أطفالهُم، ثم ينهبون قوتهم، وبالآخر يغتسلون! فيلبسون الأبيض، ويذهبون للعُمرة بالعشر الأواخر من رمضان، ليُمارسوا فُسق الخَديعة الكُبرى لله فى بيته الحرام، ونور الأجرام على جِباهَهُم يسطع، وأصوات تكبيراتُهُم تَشُقُ عِنان سماء الكعبة، نفس التكبيرة التى سَمِعَها كل من ذُبحوا منا، وهم يُغادرون دنيا ليبيـا الى دار الأخرة، أما أصحاب خديعة ألله الصُغرى، هم من يُزاحمون عباد الله فى المساجد عند التراويح!!! وعقولهم تعرض عليهم صور من قتلوا، وفكرهم مشغولٌ بمن سَيُقتلون لاحقاً، فأى مُسلمين هولاء، وأى ربٌ يعبدون، وأى رسولٌ يتبعون، وأى شَفَاعةُ ينتضرون؟.

نعم ما حققه أعداء الأسلام من نصرٌعلينا، بعملية تنفيذ خِطة الأمريكى برنارد لويس، مُؤلف سيناريو تدمير الأسلام، وراسم خرائط تقسيم كل دولة عربية الى دُوَل (بدأو بالسودان، التى ستتقسم الى أربعة وليس فقط أثنين)، نصرٌ لم يحلموا بتحقيقه مُنذ فجر الأسلام، الذى بضربه من قبل تكفيريينا، يُحيلون ليال أعداؤه الى نورٌ عليهم، ويحيلون ليالينا الى ظلام علينا.. برنارد، تجاوز التسعين الآن، أحتَفَلَ به السنتين الماضيتين مُنفذى مشروعه (تدمير الأسلام)، فقَبَلَهُ نائب الرئيس الأمريكى السابق، ديك تشينى على جبينه، بعد أن دَبَج فى سيرة عدائه للأسلام خطابٌ، قائلاً له”أنت مُلهمُنا”.. أللهم أبعد شر التكفيريين، وأنقذ المُسلمين والأسلام، يا خير الأنام.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً