في مقال سابق ذكرت ان تنظيم الدولة لازال ضعيفا ولن يبقى ضعيفا اذا استمر الوضع الليبي ونبهت الى سعيه لعقد تحالفات مع جماعات مسلحة في ليبيا وخارجها، الرجاء الاطلاع على مقال (من حقائق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) – الجزء الاول) وذكرت في مقال اخر ان المنطقة الوسطى من ليبيا هى منطقة حرة لهذا التنظيم، الرجاء الاطلاع علي مقال (منطقة حرة في ليبيا لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”).

الآن.. يسعى هذا التنظيم مبدئيا لترسيم حدود إمارته وتوسيع حدوده من منطقة الوشكة غربا والى حدود مدينة اجدابيا شرقا وجنوبا الى مدينة الجفرة ثم مابعدهم ولايأبه حكام ليبيا الشرق والغرب لهذا الخطر فيسرح كيفما شاء بقطعانه المحلية والموردة والتي تشتهي وتتلهف للقتل والدماء بقلوب سكنتها البشاعة. وعقول لا تعرف الاخبثا ووضاعة. جبناء.. حدثاء لايملكون شجاعة. في منطقته الحرة الموهوبة له من هؤلاء الحكام يستعبد الاهالي وينكل بهم ويقتلهم ويستقبل الأجانب المقاتلين ويرسل عناصره الاجرامية الى مدن الشرق والغرب الليبي لتحقيق جرائم القتل والتفجير حتى يحقق  بعد ذلك امتدادا لنفوذه على هذه المناطق وحكام ليبيا ينامون عسلا ويقومون كسلا، فحكام الغرب من ليبيا تشريعيين وتنفيذيين لاعقول تنبههم لهذا الخطر حتى تقع سيوف التنظيم على رقابهم وحكام الشرق التشريعيين من مجلس النواب عرفوا الخطر ونفذوا بجلودهم هاربين الى مصر ويشرعون لليبيا من هناك وحكومة الثني تستعد للفرار حتى تملأ حسابات أفرادها من اموال الشعب الليبي باصطيادها لاموال ليبيا الخارجية والمحلية ومنها ودائع السفارات الليبية ولايبقى الا الشعب الليبي الذي اما ان يتحول الى رعايا من العبيد  للدولة غير الاسلامية وأما ان تقطع رقابه او يسبى إجمالا لافراد هذا التنظيم ولاتوجد قوة لحماية ليبيا وحماية الشعب الليبي من هذا التنظيم، القوتان اللتان تملكان السلاح من جيش الكرامة وفجر ليبيا واللتان من المفترض ان تكونا حاميتين للشعب الليبي ولليبيا في قوة وطنية واحدة هما قوتان تتقاتلان  قتالا حيوانيا وليس بشريا.. شخصيا وليس وطنيا بغايات واهية باطلة وتركا العدو الاكبر وهو هذا التنظيم  الذى بدا يتضخم في المنطقة الحرة الممنوحة له الى ان يبسط سلطان ظلامه على كبرى المدن الليبية الاخرى.

– أساس السلوك العدواني في افراد تنظيم الدولة غير الإسلامية:

عناصر التنظيم لاتحركهم أساسا عقيدة التنظيم المنحرفة بل تحركهم الرغبات المحمومة والتي كانت مكبوتة ومطموسة وهى رغبات تعرض اصحابها للحرمان والكبت والرقابة الاجتماعية الشديدة من سنين أعمارهم الاولى حيث كانت في سن مبكرة جنوحا طفوليا تعرض لقمع تربوي واجتماعي  وكان الاولى حسب أساليب التربية الصحيحة افساح المجال لهذا الجنوح الطفولي ومراقبته وتعديله بلطف وحنان وذلك لم يحدث لهم وهم اطفال، مما نتج عن هذا القمع التربوي والاجتماعي سلوكا إجراميا هو الغالب على افراد التنظيم لذلك فان سلوك الاجرام لعناصر هذا التنظيم  يعود للمنشأ والتربية ولايعود لعقيدة دينية، فالطمس النفسي للرغبات وتحجيم الإرادة الطفولية من الصغر هو ماشكل دوافع نفسية عدوانية وإجرامية تنزع لإشباع الرغبات الغريزية التى كانت محرومة ومطموسة باشكال متعددة من المسالك العدوانية الشرسة تمثلت في القتل بأبشع صوره  ذبحا او صعقا او غرقا او حرقا او خنقا او غيرها وعمليات سبي واغتصاب النساء وتعذيبهن ونهب الاموال وما استخدامهم للجانب الديني وتحريف النصوص الشرعية الا تبريرا نفسيا للعدوانية المفرطة التي لاتقبل اجتماعيا حتى يجعلوها مقبولة اجتماعيا. وما الاقبال المتزايد من عديد الأفراد غير الأسوياء نفسيا على هذا التنظيم من عديد الدول الاتنفيسا لهذه الرغبات والغرائز التي تعرضت للكبت والحرمان والمتحولة جرميا وعدوانيا مع وجود التبرير الديني المنحرف لهذا الاجرام ولهذه العدوانية.

– المرجعية التي يستند عليها تنظيم الدولة غير الإسلامية:

التنظيم في ليبيا يستند دعويا واعلاميا على عقيدة منحرفة ألصقها قادة التنظيم بالإسلام ولايستند على عقيدة سياسية او منهج سياسي كما روج المشككون من السياسيين والاعلاميين ولو انهم صمتوا واخرسوا لكان افضل لهم وللناس بدل من التشويش على الناس والذهاب بهم مذهبا يغيبهم عن الحقيقة فالتنظيم  في ليبيا لاينتمي لانصار القذافي ولاينتمي في العراق لحزب البعث العراقي  كما روج له الجهلة وكما استغل ظهوره المتخبطون اعلاميا وسياسيا ولاينتمي الى منطقة معينة وكون التنظيم بدأ يشتد في مدينة سرت الليبية فبما هيأ له بعض الدياثة من حكام الغرب في عهد حكومة زيدان من مواقع رسمية في هذه المدينة المظلومة وانضمام بعض افراد القبائل في هذه المدينة كان لوقوعهم تحت سطوة هذا التنظيم ولا وجود  لمن يحميهم ولمعرفة اشمل حول نشأة هذا التنظيم الرجاء مطالعة مقال (من حقائق تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) – الجزء الاول).

– كيف ينظر إلينا هذا التنظيم؟:

ينظر هذا التنظيم الى رقابنا بشهوة اجرامية لقطعها ان لم نعلن توبتنا كما يزعم وهو أولى بالتوبة وأولى بالعقاب على جرائمه التاريخية في حق الانسانية وحق الاسلام وينظر الى فتياتنا ونسائنا كسبايا ان لم يبايعن عابد الشيطان في بغداد، (وهنا بالذات سيحكم على نفسه بالإعدام من احفاد اولئك الاجداد ان هو بادر بذلك ولو بحادثة فردية)، وينظر الى مال الشعب الليبي غنيمة مستحلة والى ديارنا مستباحة من غنائم الإقامة.

– خلط قتالي مزعج:

الخلط القتالي المزعج الحاصل بين اطراف القتال في ليبيا هو خادم من خدام هذا التنظيم، جيش الكرامة.. فجر ليبيا.. شورى مجاهدي درنة.. القتال بين المناطق.. القتال بين الاعراق الوطنية، يتقاتلون رغم ان عدوهم الاساسي هو تنظيم الدولة غير الاسلامية وهو مايجب ان يجتمعوا عليه لا على بعضهم و الاختلاف الذي بينهم لايوجب القتال والحرب بل يوجب الاجتماع والاعتصام ضد المخاطر المحيطة بليبيا ومنها هذه القطعان الضالة لتنظيم الدولة غير الاسلامية  وهو قتال بدأ انه مدبر حتى يقوى هذا التنظيم وتقوى المخاطر الاخرى وتضعف اي قوة للشعب الليبي.

– عش الغراب:

يقع بدن ورأس الغراب الناعق لهذا التنظيم في المنطقة الوسطى من ليبيا في مدينة سرت ويمتد بجسمه الذي انتفخ سمنة وبدانة من منطقة الوشكة غربا والى حدود مدينة اجدابيا شرقا وجنوبا الى مدينة الجفرة ولازال يسمن ويمتد بجسمه مع ماله من جناحين،  جناح ضعيف يبسطه في المنطقة الغربية من ليبيا وهم جماعات أعلنت مبايعتها لهذا التنظيم وجناح ضعيف اخر يبسطه  في المنطقة الشرقية من الجماعات التى أعلنت مبايعتها للتنظيم وهم بعض من الذين يقاتلون جيش الكرامة في مدينة بنغازي.. المدينة التى صب عليها الظلم صبا.. لك الله يامدينة الشرق والإشراق.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.