الماضي يعيش في حاضرنا

الماضي يعيش في حاضرنا

بنغازي مدينة غرزت في الجسد ولن تخرج منه.. بنغازي تركناها ورحلنا ولكننا حملنا ماضينا معنا… حملنا الصور والذكريات ورائحة اهلنا واحبابنا وبقيت الأماكن التي تحمل ذكرياتنا مغبرة بتراب الماضي…

اخترت الرحيل والدرب الذي سلكته، فكانت هي التي تغرسفي النفس الثقة وتساعدني على تجاوز الصعاب، والتصميمعلىالمضي في الطريق حتى النهاية… لم اهرب من الماضي  وما كان بمقدوري أن أفعل ذلك  حتى إن أردت، فحياتنا  في النهاية  ليست سوى  ماض عشناه… وحاضر نعيشه… ومستقبل نتطلع  نحوه  بتفاؤل ورجاء… أن تخرج من محيطك، من عالمك إلى عالم آخر مختلف، وتجد نفسك فجأة مزروعا  في أرض غير أرضك التي ولدت فيها وفي واقع غير الواقع الذي عايشت، لتبدأ رحلة العيش تحت سقف يتسع  لماضيك وحاضرك في انتظار مستقبل مجهول… وتبقى الأبواب مفتوحة والصراع قائم إلى أن يتم الاختيار…

تجربة السفر، والهجرة القسرية والاختيارية… تجربة فريدة… كل واحد منا يستقبلها في حياته بشكل مختلف عن الآخر، ولكن الجميع يعيشون ذلك الشعور القوي… التمسك بالماضي الذي نسميه… الحنين إلى الوطن…

الماضي جميلا كان أم تعسا، تضل رائحته وذكرياته لا تنسى لانه جزء منا… صحيح ان الكثير من قيم ومعاني الماضي الجميل، قد تلاشت اليوم، وتلاشت معها الصور الجميلة، فلم يعد لرمضان بهجته القديمة و للعيد سعادته وفرحته، ولا لحضور الغائب بهجته، ولا للضيف احتفائه وتكريمه، ولا للجديد رونقه فتلاشت كل المعاني الحلوة ولم يبق إلا حياة تسودها الماديات بلا روح ولا طعم ولا رائحة، ولهذا يشتاق كل منا  ويحن لذلك الماضي الجميل ببساطة الحياة فيها وحلاوة اللمة وشذى عطر وعبق التآلف والترابط…

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً