لبنان.. لم يفلح حزب الله في اختراق الحراك

_206707_lebanon1

شكك حزب الله الاثنين في الحركة الاحتجاجية والقائمين عليها في تطور لافت يعكس فشل الحزب في احتواء الحراك الاحتجاجي وتجييره لصالحه.

وصرح رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في حفل تأبين بإحدى الحسينيات الاثنين بأن موقف حزب الله من الحراك المطالب بمكافحة الفساد في لبنان ليس سلبيا، ولكن لابد من الوقوف على الأطراف التي تحركه.

وقال “إننا نؤكد أننا إيجابيون بالتعاطي مع مثل هذا الحراك، لكن على من يقوده أن يكون واضحا مع الناس”. وتوجه رعد إلى الحراك في بيروت بالسؤال عن هوية الذي يقود الناس في تلك الساحات.

وتابع “إننا لا نسلم قيادتنا لأي كان، ولا تأخذنا الشعارات دون أن نعرف البرنامج والقيادة التي تقود هذا الحراك”.

ويشير كلام رعد إلى أن حزب الله الذي شجع أصلا التظاهرات وسعى إلى استغلالها قدر المستطاع، فشل في نهاية المطاف في احتواء حركة الاحتجاجات كلّيا.

إلى ذلك، اضطرت جماعة النائب المسيحي ميشال عون إلى الانسحاب من تظاهرة السبت الماضي بعدما سبق ذلك منع الوزير المحسوب على تيار عون إلياس أبو صعب من المشاركة في التظاهرة الأولى التي نظمتها الحركة الاحتجاجية.

وعندما منع منظمو تظاهرة السبت العونيين من المشاركة، أطلق زعيم “التيار الوطني الحر” اتهاماته إلى المتظاهرين قائلا إنهم”سرقوا شعاراتنا”، وأعلن عن تظاهرة مستقلة للحزب وحلفائه.

وقال المحلل السياسي اللبناني مهند حاج علي لصحيفة العرب الصادرة في لندن الثلاثاءإن حزب الله تفاجأ كبقية الأحزاب اللبنانية المشاركة في السلطة بحجم تحرك التظاهرات، لافتا إلى أن ناشطين بالحراك تفطنوا إلى وجود محاولة حزبية لاستدراج المحتجين إلى القيام بأعمال شغب وأفشلوها.

وأضاف أن التيار العوني حاول ركوب الموجة المطلبية لكنه فشل بسبب وعي بعض الناشطين، مشيرا إلى أن الحراك اتبع تكتيكا ذكيا وناجحا يتمثل في الانسحاب إلى ساحة الشهداء كلما ظهرت هذه المجموعة المنظمة والحزبية، وهكذا احتواها وأظهر حجمها الصغير.

وكان حزب الله يأمل في استغلال التحركات الاحتجاجية لإشعال فوضى بالبلاد، تدفع إلى إسقاط النظام القائم وإقامة نظام على مقاسه وحليفته إيران التي تزورها هذه الأيام وفود من كل الأحزاب الممثلة لـ8 آذار، حيث التقى أعضاء الوفود بمستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي الذي قال لهم “إن لبنان يعنينا أكثر من السابق”.

وفشل الحزب في تحويل الحراك الاجتماعي إلى ما يشبه المحاكمة السياسية لخصومه خاصة عندما رفع المندسون صورا لقيادات من 14 آذار متهمين إياها بالفساد، وهو ما رد عليه النشطاء المستقلون برفع صور لقادة وأعضاء من فريق 8 آذار ومنها صور لرعد بالذات، ورئيس مجلس النواب نبيه بري المتحالف مع الحزب ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون كلها عوامل دفعت إلى التشكيك في التحركات.

وسارع بري الذي كان من بين الأطراف الرئيسة التي طالتها انتقادات الحملة، إلى إعلان مبادرة تقضي بقيام حوار بين رئيس الحكومة تمام سلام ورؤساء الكتل النيابية تتناول البحث في رئاسة الجمهورية وعمل مجلس النواب وعمل مجلس الوزراء وقانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية ومشروع اللامركزية الإدارية ودعم الجيش.

وقال مراقبون إن مبادرة بري تأتي في محاولة لإنقاذ مركزه هو كرئيس لمجلس النواب بعد أن سخر المحتجون والنشطاء من استمراره الطويل في رئاسة البرلمان، وبعد تلميحات من نافذين في حزب الله إلى أن تغيير النظام يعني أيضا بري شخصيا رغم كونه حليفا.

لكن المبادرة في جوهرها تخدم حزب الله وتيار عون اللذين يضغطان لإسقاط الحكومة وفرض مرشحهم للرئاسة رئيسا للبنان رغم معارضة فريق 14 آذار.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً