ورشفانة تفتح أحضانها

ورشفانة تفتح أحضانها

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

يوما الاثنين والثلاثاء بتاريخ (14 و15-9-2015م) عند جسر (27 كم) بمنطقة ورشفانة تنحرف السيارات القادمة من المنطقة الغربية باتجاه طرابلس يميناً الى داخل مناطق ورشفانة والعكس تنحرف السيارات القادمة من طرابلس الى المنطقة الغربية من داخل ورشفانة.

مدخل منطقة جنزور مقفل على الليبيين وبالمقابل فتحت منطقة ورشفانة مدخلا لعابري السبيل عبر أراضيها. منطقة جنزور قفلت أحضانها لعابري السبيل وفتحت ورشفانة أحضانها لعابري السبيل، في منطقة ورشفانة يمر عابرو السبيل بسياراتهم صفوفا بإرشاد وتوجيه للطريق فيه بعض الترحيب والود من افراد البوابات الذين لايوقفون ولايسألون احدا وهى بوابات تظهر بعد مسافة واُخرى وفيها افرادا من القوة المساندة (اهل المنطقة) وافرادا من الشرطة العسكرية وبين كل مسافة ومسافة في الطريق تنتصب سيارة اسعاف في حرص مضياف على توفير العناية الصحية لعابري السبيل, المحلات مفتوحة وحركة السير تضج حيوية والناس على مابدأ تسعى راضية مرضية, الطريق التى فتحها اهل ورشفانة للعابرين هى من جسر (كم 27) المتفرع من الطريق الرئيسي الى اتجاه الجنوب عند مدخل مدينة الزهراء ثم الانحراف شرقا باتجاه جسر السواني ثم الانحراف شمالا باتجاه منطقة طرابلس وهى طريقا تجتاز جانبيا منطقة جنزور التى قفلتها العصابات المسلحة, الطريق طويلة وماكان يقطعه عابرو السبيل في نصف ساعة من جسر (كم 27) عبر الطريق الرئيسي الى طرابلس فانهم سيقطعونه في ساعات عبر طرقات ورشفانة ولكن لابأس حتى وان طالت الطريق عبر منطقة ورشفانة فانها سانحة للتعرف على منطقة ورشفانة من باطنها بل في أحضانها, تسري شائعات ان هناك خطف وسطو ولكن للحقيقة لم ارى ذلك فالطريق الرئيسية المحددة لعابري السبيل في ورشفانة هى آمنة تماما في اللحظة التى عبرت فيها هذه الطريق وافراد البوابات في ذات الطريق هم ودودون وطيبون وماعدا ذلك فعلمه عند الله تعالى.

منطقة جنزور بكاملها مقفلة من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها البحر، مطوقة بحصار خانق لكل عابر سبيل ولايوجد الا طريقا فرعية ضيقة لدخول جنزور عبر منطقة السراج (اتجاه مركز تأهيل المعاقين) حيث  تحتشد السيارات فيه احتشادا وتركد فيها ركودا كأنها مجرى نهر راكد لايتحرك فيه الماء الابصعوبة عند هب الرياح, هى طريقا لايرمق فيها السهم بل ينام فيها كل مارق من بعد تمهل وبطء لانها مثبطة لمن يمرق بسبب ضيقها وازدحام السيارات فيها، قفلت منطقة جنزور بكتيبة من كتائب العصابات المسماة بكتيبة فرسان جنزور حيث سدت الطرقات بكثبان من الرمال والركام وانتصبت بسياراتها في هذه الطرقات وهى كتيبة تتبع مايسمى حكومة الانقاذ وتحول لها الميزانيات والمرتبات, وهذا مبلغ الاسفاف ان تدفع اموال الشعب الليبي لعصابات تقفل الطرقات على الشعب الليبي بدلا من معاقبتها على جريمة قفل الطريق.

يوم الأربعاء بتاريخ (16-9-2015م) فتحت الطريق الرئيسية وأزيل الركام وأزيلت الكثبان الرملية والطريق الآن مفتوحة تمد اتساعها لعابري السبيل, وتوجد بوابة عند (كم 27) على الطريق الرئيسي وهى قوة من قوات منطقة ورشفانة, لايعترضون احدا وهم في الطريق لحماية عابري السبيل ويرشدون بود كل من يسألهم عن حال الطريق اماما.

الجريمة تقع ببساطة من المجرم ولاتقع ببساطة على البريء الذي وقعت عليه الجريمة فجريمة قفل الطريق كانت عسرا وكسرا للناس الذين منعوا من أعمالهم وشؤونهم الحياتية والذين انقطعت صلتهم بأهاليهم مابين المنطقة الغربية وطرابلس والذين ينقلون مرضاهم الى مشافي طرابلس والذين اصطدمت سياراتهم بالركام الذي قفل به الطريق وغيرها من أمور العسر والكسر على ابناء الشعب الليبي في المنطقة الغربية, وهذا عرف من الاعراف الثابتة لفبراير, كل العصابات المشرعنة المرسمة التى تتغذى من اموال الشعب الليبي عبر الحكام التنفيذيين والتشريعيين اذا سخطت وتذمرت تلجأ الى توجيه سخطها وتذمرها على الشعب الليبي بقفل الطرقات عليه او قفل نفطه او الحرب على المناطق التى يقيم فيها ولاتلجأ في توجيه سخطها وتذمرها على الحكام التنفيذيين والتشريعيين وتلك هى شجاعة الجبناء على الضعفاء وتلك هى عزة الذليل على الضعفاء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً