أردوغان يصل لقطر.. واجتماع للجنة”الاستراتيجية العليا”

 

الزيارة الثانية لأردوغان بعد انتخابه رئيسا
الزيارة الثانية لأردوغان بعد انتخابه رئيسا

وكالات

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العاصمة القطرية الدوحة، مساء الثلاثاء، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تلبية لدعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ووصل الرئيس التركي، قادما من العاصمة الفرنسية باريس، بعد الانتهاء من لقاءات ثنائية عقدها مع زعماء بعض الدول والحكومات، عقب مشاركته في قمة الأمم المتحدة للمناخ التي عقدت الاثنين.

وكانت مصادر في الرئاسة التركية قد قالت في وقت سابق، إن الزيارة ستشهد انعقاد الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، التي أسست بعد توقيع أردوغان وآل ثاني، مذكرة تفاهم مشتركة بهذا الخصوص، في العاصمة التركية أنقرة، في 19 كانون أول/ ديسمبر 2014.

ويرافق أردوغان في زيارته إلى قطر، عقيلته “أمينة”، ووزراء: الاقتصاد مصطفى إيليطاش، والطاقة والموارد الطبيعية برآت ألبيراق، والداخلية أفكان آلا، والثقافة والسياحة ماهر أونال، والمالية ناجي أغبال، والتعليم نابي أوجي، والدفاع عصمت يلماز، والمواصلات والملاحة البحرية بن علي يلدريم، والبيئة والتخطيط العمراني فاطمة غُلدمات صاري.

وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس التركي لقطر بعد توليه الرئاسة، بعد الزيارة التي قام بها للدوحة يومي 14 و15 أيلول/ سبتمبر 2014، وكانت الزيارة الأولى له لدولة عربية، منذ تسلمه رئاسة الجمهورية في 28 آب/ أغسطس 2014 وفقا لوكالة الأنباء القطرية “قنا”.

ووقعت تركيا وقطر خلال الزيارة السابقة اتفاقية تستورد تركيا بموجبها 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من قطر، في إطار توجهها لتنويع مصادر الإمداد بالغاز.

وتمتلك قطر احتياطيا من الغاز الطبيعي يبلغ 885 تريليون متر مكعب، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث تصدير الغاز الطبيعي المسال.

6 قمم تركية قطرية خلال 15 شهرا

وعقدت خلال الزيارات المتبادلة، 6 قمم تركية قطرية جمعت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ، تميم بن حمد آل ثاني، خلال 15 شهرا فقط، 4 منها خلال عام 2015، واثنتان في 2014، بمعدل قمة كل 3 شهور تقريبا.

وفيما تعكس تلك القمم المتتالية، في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل، والتباحث وتبادل الرؤى، وتنسيق الجهود باستمرار، فإنها تعد في الوقت نفسه أحد مظاهر قوة العلاقات بين الدولتين.

وجرى بلورة التطور المتواصل في العلاقات بين البلدين في مجالات شتى، سياسيا، وتأطيره مؤسساتيا، بإنشاء لجنة عليا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، وستعقد تلك اللجنة أول اجتماعاتها الأربعاء بالدوحة.

وعلى الصعيد الثقافي، فقد تم تدشين العام الثقافي القطري التركي 2015، كما أنه تم اختيار تركيا ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يفتتح أبوابه غدا الأربعاء، وسيتوج هذا التعاون بافتتاح المركز الثقافي التركي يونس أمره في العاصمة القطرية خلال زيارة أردوغان، تعزيزا لعلاقات قطر وتركيا الثقافية.

على الصعيد العسكري، تم توقيع اتفاقية تعاونٍ عسكري تتيح تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين، وشهد تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إجراء مناورات مشتركة بين الجانبين.

على الصعيد الاقتصادي، هناك تعاون متواصل بين الجانبين ولا سيما في مجال الطاقة، حتى أضحت العلاقات نموذجا يحتذى في التعاون بين دول المنطقة.

في ظل هذا التعاون المتواصل والتناغم السياسي، والتطابق والتقارب الكبير في وجهات النظر تجاه القضايا والملفات الإقليمية و الدولية، يعول إقليميا ودوليا على القمم التي تعقد بين الزعيمين التركي والقطري في تدعيم وتطوير وتنمية العلاقات الثنائية، وبلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، ومكافحة “الإرهاب”.

ويعول على القمم بين القيادتين في ترسيخ الاستقرار، ولاسيما أن البلدين عملا معا في العديد من قضايا المنطقة، من أجل السلام والعدالة.

حصاد الشراكة الاستراتيجية التركية القطرية

القمم المتواصلة كان لها أثر واضح في زيادة التعاون بين البلدين خلال عام 2015، فقد صادقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، في 5 آذار/ مارس الماضي، على عدد من مشاريع القوانين، بينها “اتفاق تعاونٍ عسكري” بين تركيا وقطر.

وتتيح اتفاقية التعاون العسكري المصادق عليها تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.

وفي ترجمة فعلية لهذا الاتفاق، نفذت القوات المسلحة القطرية بالتعاون مع القوات التركية في قطر تمرين “نصر 2015”  في شهر أكتوبر الماضي.

وفي الشهر نفسه، نظمت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك “الموصياد”، المؤتمر التاسع عشر لمنتدى الأعمال الدولي ومعرض التكنولوجيا فائقة التطور، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، والذي افتتحه معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.

وفي المجال الاقتصادي، يتوقع أن يبلغ حجم التبادل التجاري 1.5 مليار دولار في العام الجاري، بعد أن كان 800 مليون في 2014، بينما في عام 2000، كان الرقم لا يتجاوز الـ38 مليون دولار.

وتعمل في قطر أكثر من 60 شركة تركية كبرى، ونحو 150 شركة صغيرة تعمل في مجال المقاولات والإلكترونيات والتجارة والبنية التحتية، باستثمارات يتوقع أن تصل إلى 30 مليار دولار، بينما الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا تصل إلى 930 مليون دولار، في مجالات الطاقة والمشاريع العقارية والزراعية والسياحة، وهناك حديث عن دراسات لمشاريع بالمليارات، تعتزم قطر تنفيذها في تركيا خلال المرحلة المقبلة، بحسب مقال لرئيس تحرير الشرق القطرية جابر الحرمي.

على الصعيد الثقافي، انطلق في قطر 5 آذار/ مارس الماضي “العام الثقافي القطري التركي 2015″، وشهد العام الثقافي قطر-تركيا جملة من الأنشطة التي تعبر عن الثقافة التركية.

ويتوج التعاون الثقافي بافتتاح المركز الثقافي التركي “يونس أمره” بالدوحة خلال زيارة أردوغان، حيث يعنى المركز بنشر الثقافة والفنون واللغة التركية وتعريف القطريين والمقيمين بها بالثقافة التركية إلى جانب التعريف بالشخصيات التي تشكل أيقونات في فضاء هذه الثقافة أمثال الشعراء والمتصوفين: يونس أمره، وجلال الدين الرومي، والحاج بكداش ولي.

وكان العام 2014 شهد قمتين بين الجانبين، أحدها تم خلاله توقيع البلدين على  مذكرة تفاهم بشأن تشكيل تأسيس لجنة للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى يوم 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على أن تتولى اللجنة دعم التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات.

وفي الزيارة نفسها، وقع خلالها وزير الدفاع التركي “عصمت يلماز”، ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع “حمد علي العطية”؛ اتفاقا للتعاون العسكري بين الحكومة التركية والقطرية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً