الاستبداد بالمال وتحول معيشي خطير

الاستبداد بالمال وتحول معيشي خطير

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

نوع من انواع الحكم البدائية في ليبيا يتميز به العهد الجديد، هو الاستبداد باموال الشعب الليبي وذلك بتشريع وترسيم الاستفادة من المال العام ويقابل ذلك حرمان الشعب الليبي صاحب الاموال من امواله، وهو استبداد جماعي لجماعات انتهازية قنصت لنفسها تنصيبا تشريعيا اوتنفيذيا وتنصيبا غير ذلك في جناحي الاستبداد الشرقي والغربي من ليبيا.

في شرق وغرب ليبيا يستحوذ نواب مجلس النواب واعضاء المؤتمر الوطني وحكومتيهما على ثروة شهرية ومزايا حياتية عديدة هى بمضاهاة مزايا بعض رؤساء دول العام وتتعدى بعض مزايا رؤساء العالم، الرجاء الاطلاع على مقال ((من نوادر جشع حكام ليبيا)) ليس من الأخلاق الوطنية ولا الأخلاق الدينية ولا الأخلاق الانسانية لاي مسؤول ان يخصص لنفسه ثروة شهرية وابناء شعبه المسؤول عنهم منهم من بدأ يجوع ومنهم من بدأ يحفى ومنهم من بدأ يعرى وغير ذلك بما استبدت الحكومات السابقة من اموال لأفرادها عبر الاختلاس والتحايل وبما استبد رؤساء العصابات المسلحة من سطو على ارصدة بعض الجهات العامة وبما ضربت لهم الحكومات السابقة من اموال حتى تتقي شرهم.

تحت هذا الاستبداد بدأ يحدث في ليبيا تحول اجتماعي معيشي خطير، بدأ التحول بتهديم ونزع أوتاد المستوى المعيشي الذي يعيشه غالبية الشعب الليبي وهو مستوى يعرف بوقوعه بين المستوى المعيشي المتوسط والادني فبدأ يهبط الى المستوى المعيشي الأدنى اي الطبقة الدنيا ليستقر في القاع وذلك برفع وسائل الحماية المعيشية ومنها قطع وانقطاع مرتبات بعض الليبيين في غرب وشرق وجنوب ليبيا ورفع الدعم ومن دلائله الواضحة ارتفاع سعر الخبز لينتهى الى الارتفاع المتصاعد لاسعار الحياة الاخرى من غذاء ودواء وكساء وهى اسعار لاتبلغها مرتبات بعض ابناء الشعب الليبي ممن لم تنقطع او تقطع مرتباتهم ولا اعتقد ان الامر مصادفة اذا نظرنا الى مقابل صعود مستوى معيشي جديد لجماعات االاستبداد المالي لتكوين طبقة ثرية فاسدة جديدة صعدت من اموال الشعب الليبي وذلك بما خصص محلس النواب والمؤتمر الوطني وحكومتيهما ولجنة العقد الوطني من ثروة شهرية و بمانهب رؤساء العصابات المسلحة وبعض رجال ونساء فبراير من حكومات حالية وماضية من اموال ضخمة بعضها مودع في دول خارجية وبعضها يستثمر الآن في انشاء شركات طيران وعقارات وشركات تجارية  ومطاعم وفنادق ومزارع  وغيرها في ليبيا وخارجها وزيادة في الجشع والتوحش بافتراس اموال الشعب الليبي افتراسا.

لايخفى على ابناء الشعب ماتفعله حكومة الغرب الليبي وحكومة الشرق الليبي في الحاضر من تفريط وإفراط بضخ دافق الى حد السفه لاموال ضخمة مخصصة كمزايا لمجلس النواب والمؤتمر الوطني والعصابات المسلحة  ليس لها من غرض الا دعم وتأهيل وإعداد هذه الطبقة الصاعدة من الحكام حتى تكون الطبقة الغنية الوحيدة المحظية بالمال العام  في ليبيا وحرمان ابناء الشعب الليبي من اي دعم معيشي حتى يهبط الى الطبقة الدنيا وبدأ بالهبوط الفعلي وهو هبوط متسارع وليس عليه الا البحث عن مظلة تبطئ هبوطه الى القاع سالما ويعايش مستقره الجديد الذي دبر له مادام الصمت حاله، لذلك فان المشهد المعيشي الحياتي في ليبيا بدأ في التحول الى  طبقتين بدأتا في التكون هما طبقة ثرية وطبقة فقيرة لاثالث ولا وسط بينهما، الطبقة الثرية هى طبقة الحكام ورؤساء العصابات المسلحة وبعض رجال ونساء فبراير ومتكونة من احتكارها للمال العام  بتخصيص. او نهب او اختلاس او سرقة والطبقة الفقيرة الدنيا هى غالبية الشعب الليبي ولايوجد بينهما طبقة وسطى بسبب انهيار الاقتصاد الليبي.

ان هذا التحول المعيشي الاجتماعي خطير جدا على الشعب الليبي والذي بدأ يجتاز هابطا حد الطبقة الدنيا ليدخل اليها مستقرا في قاعها ودلائل دخولها واضحة في حياة الليبيين ومن اراد ان يراها عين اليقين. ويسمعها سمع المتين. ليتجول في ليبيا وسيرى ويسمع عجزا في شراء الخبز من بعض الليبيين وسيرى ويسمع عجزا في شراء الدواء والغذاء والكساء وسيرى ويسمع كما رأى وسمع صديق من الصادقين اخبرني ان رب عائلة ليبية يطوف مواضع القمامة ليلا خجلا متخفيا من اعين الناس حتى يفرز منها مايُؤكل ليطعم أسرته، وصديق اخر من الصادقين اخبرني بعائلة ليبية مهجرة من بنغازي تقيم في سكن لعمال افارقة وكل ليبي يعلم ماهى  هيئة سكن العمال الافارقة والكثير من اقاصيص البؤس التى تعيشها الطبقة الدنيا.. طبقة غالبية الشعب الليبي المهداة من فبراير وحيث ماوصلت الحياة بالليبيين بعد حدث فبراير الى هذا الامر العسير وغيرها من الأمور العسيرة اقول بئس فبراير وبئس من تبعها وتبجح بشعاراتها الكاذبة على حساب الشعب الليبي وليبيا، ربطوا الوطن بكلام مزخرف يتبعه كلام. وحشدوا فيه ظلم من ظلام.. قدسوا حدثا زمنيا أرضيا اسمه فبراير وتحت تقديسهم ضيعوا وطنا وشعبا.. اتت فبراير وقال ممطوها.. فاعلوها سنجعل الارض الليبية خصبا وسهلا فجعلوها دمارا وعارا.. قالوا اتينا للتحرير فحررونا واستعبدونا هم.. قالوا اتينا لحياة كريمة فجعلوا الحياة قبيحة ذميمة  قالوا… وقالوا… والحقيقة انهم علينا احتالوا.

ما حدث علينا قدرا جرى علينا بصمتنا وانسحابنا وتراجعنا وما على ابناء الشعب الليبي الا الخروج من هذا الضلال الوطني والاعتصام بوحدتهم الاجتماعية والتعلق بليبيا المجردة من الشعارات الحدثية الزمنية والوضعية كشعارات فبراير وسبتمبر والعقائد المنحرفة وردع هذا التهتك الجاهلي الذي قطع الليبيين بين انصار فبراير وانصار سبتمبر وانصار العقائد الدينية المنحرفة والانصهار جميعا للوطن.. لليبيا والنظر لبعضنا كليبيين والا الدخول في عهد العبودية الجديد.. عهد فبراير الذي تستبد فيه الأقلية بالمال العام وتستبد فيه بحكم الليبيين بالتمديد لنفسها عند انتهاء ولايتها، المواجهة ليست بين الليبيين، بل بين الليبيين ومن استغل حكم ليبيا لتكوين طبقة غنية فاسدة ووضع الشعب الليبي في الطبقة الدنيا، الامر الصادم الذي يجب ان تعلمه ليبيا ان اطفال ليبيا لن يحظوا بحياة كريمة عند بلوغهم بسبب نفاذ المدخرات المالية وسببا اهم اخبرني به خبيرا في النفط ((ان قفل الحقول النفطية الحادث الآن في ليبيا يؤدي الى عملية انسحاب للنفط عبر طبقات الارض الى دولا اخرى مما يجفف هذا الحقول حتى ينقطع النفط عن ليبيا)).. يارب السماء ارفع عن شعبنا البلاء. واجعل سكنهم الأمن والهناء. واحفظهم من شرور الأعداء.. ماعاد لنا من امر الا الدعاء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

  • من قسمنا

    عزيزي ….القاعدة او الدواعش او او…الخ لم تقسمنا ابداً لم تهجرنا لم تمزق النسيج الاجتماعي لم تقدف السكان بالطائرات وتخرب المدن في الشروق والغرب ولم تسكن المجهرين مع الاافارقة ولكن جاءت كرامة حفتر بالجرائم المذكورة وايضاً قفلت المواني النفطية وارتفعة الاسعار ذلك من أجل القضاء على حفنة من الارهابين حسب زعمة ونسى ما فعلته يداه القدره في السابق والحاضر بالليبيين .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً