الإخوة الكرام: أعضاء مجلس مدينة بنغازي المنتخب

أحييكم تحية طيبة، ويسرني أن أرسل إليكم هذه الرسالة مهنئاً إياكم بالثقة التي أولاكموها شعب مدينة بنغازي، وأدعو الله العلي القدير أن يعينكم على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، وأداء هذه الأمانة الثقيلة التي تقدمتم لحملها، واختاركم المواطنون بملء إرادتهم، ثقة في أنكم على مستوى المسؤولية والأمانة.

وإذا سمحتم لي بالتعبير عن وجهة نظر خاصة أتقدم بها إليكم من باب المساهمة في النصح والمشورة، فإني أقول ما يلي:

أولاً – إني أرى أن مجلس مدينة بنغازي المنتخب، متسلحاً بقوة الشرعية التي اكتسبها عبر الاقتراع الحر من خلال مشاركة أكثر من مائتي ألف مواطن، بات يملك من القوة ما يخوله أن يتحدث باسم (شعب) بنغازي أمام مختلف السلطات القائمة في البلاد الآن: المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية وغيرهما من الأجهزة والهيئات.. وإني أرى، وقد عبرت عن ذلك في أكثر من مناسبة، أن مجلس بنغازي المنتخب هو في الوقت الحاضر الجسم الوحيد الذي يملك الشرعية الحقيقية، وأنه من هذا المنظور أقوى من المجلس الوطني ومن الحكومة الانتقالية. ومن هذا المنطلق فإني أتمنى أن يكون ممثلو بنغازي في المجلس الوطني عينا ساهرة يقظة، تتابع كل ما يجري بدقة، ولا تسمح بأن يتم أي أمر مخالف للمبادئ السامية التي قامت من أجلها الثورة. ولعلي أعبر عن أمل قوي في أن يتمكنوا من تصحيح العديد من الأخطاء التي ارتكبت وما زالت ترتكب: مسألة معايير توزيع المقاعد في المؤتمر الوطني، مسألة إهدار المال العام التي باتت روائحها تزكم الأنوف، ممارسات بعض أعضاء المجلس الوطني التي تجسد التكالب الممجوج وراء تحقيق المصالح الشخصية، العجز الرهيب الذي يشوب أداء الحكومة، وخاصة في ملفي الجيش والأمن الوطني، وعدم القدرة على فرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن والقضاء على بقاء فلول النظام التي ما زالت تسرح وتمرح في بعض البؤر المعروفة في البلاد.

ثانياً – أما الأهم من كل ذلك فهو تصحيح الممارسات التي ترسخ وتعمق المركزية القاتلة، حتى بت ومعي كثيرون يراودهم الشك في أن هذه الممارسات لا تتم بشكل عفوي وغير مقصود، وأنها مخطط مقصود، يهدف إلى تقوية النزعة الجهوية الانفصالية، وإعطاء دعاة الفدرالية الانفصاليين مزيداً من الحجج والمبررات لتقوية دعواهم. ولذا فإني آمل أن تتمكنوا من وضع حد لهذه الممارسات، ولو على صعيد النطاق الذي تمتد إليه صلاحيات مجلسكم (أي مدينة بنغازي)، بحيث تضعوا في أعلى سلم أولوياتكم، وبالتعاون مع إخوتكم ممثلي بنغازي في المجلس الوطني، إجبار الحكومة على أن يكون لكل وزارة من وزاراتها مكتب في بنغازي، مخول بتقديم مختلف الخدمات التي يحتاجها المواطنون، بحيث لا يعود المواطن البنغازي يسمع عبارة (اذهب إلى طرابلس) في كل مصلحة يريد أن يقضيها.

وإني أرى أنكم إن تمكنتم من ذلك، وشرع المواطنون يلمسون بأيديهم تحقق هذا الإنجاز على أرض الواقع، سوف تقدمون خدمة جليلة، لا لبنغازي وشعبها فحسب، بل للوطن كله، فأنا واثق من أن أي نجاح تحققونه في بنغازي، سوف يمثل لسائر إخواننا المواطنين في كل أنحاء ليبيا مثالاً وقدوة يحتذى بها.. وبالطبع أنتم تدركون ما باتت تمثله دعاوى الفدرالية، التي ترتكز أساساً في تقوية حججها على ما لا يزال المواطنون من كل أنحاء البلاد، خارج مدينة طرابلس، يعانونه من آثار المركزية القاتلة، التي لا تزال الحكومة الانتقالية تمارسها وتتمادى فيها، بشكل مثير للشك والريبة.

ثالثاً – أرى أنكم يمكن أن تقدموا خدمة جليلة للوطن كله لو تمكنتم من إيجاد الحل المناسب لمسألة الأمن.. من خلال تقوية قوى الأمن الوطني (شرطة، وحرس بلدي، وشرطة مرور….إلخ)، وفي الوقت نفسه القضاء على الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، ومن خلال ذلك القضاء على ظاهرة انتشار السلاح في البلاد. وإعادة الاعتبار لأجهزة القضاء والعدالة، حتى تعود قادرة على فرض القانون وتطبيقه على المخالفين.

رابعاً – بالطبع لا يخفى عليكم أن التمكن من إنجاز أي تقدم على صعيد تحسين الحياة في المدينة: على صعيد النظافة والبنية التحتية والنقل العام مثلا، سوف يتوقف على توفر الإمكانات المادية والفنية. ولذا آمل أن تتمكنوا، بعد انتزاع الصلاحيات انتزاعاً من الحكومة والمجلس الوطني، من انتزاع الميزانيات الضرورية لإعادة الاعتبار إلى المدينة وتحقيق ما وعدتم به سكانها من خدمات وخطط تنموية.

أخيراً.. أدعو لكم أن يوفقكم الله لأداء المهام التي تكفلتم بأدائها، وأن يعينكم على تحملها، إنه المستعان وهو الموفق

د.يونس عمر فنوش

رئيس تجمع ليبيا الديمقراطية

هاتف: 0925121949 /  e-mail:  fannushyounis@yahoo.com

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً