من سنن الجشع في ليبيا

من سنن الجشع في ليبيا

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

من سنن الجشع التي لايسنها الا جشع هى سُنة تخصيص ثروة شهرية لكل حاكم تنفيذي اوتشريعي في ليبيا وكانت السُنة الاولى هى التى سنها المؤتمر الوطني العام لافراده ومن عواقب هذه السُنة التى تتيح تحسنا معيشيا وترفيها حياتيا حالما ان فتحت السبل لكل متطلعا لتحسين معيشته او باحثا عن الرفاه او طامعا للثروة او مولعا بالسفر ان يسعى الى الانتخاب سعيه لذاته وليس سعيا لوطنه وكان من بعد هذه السُنة ان لهث اللاهثون وتصيد الصيادون وتلهف الجشعون واحتال الطامعون للانتخاب في مجلس النواب الليبي ولجنة العقد الوطني او الترشح كوزراء وما ان قفزوا غيلة على الاكتاف حتى بدأ منهم الاستخفاف وانبعث منهم الاسفاف فما ان أصبحوا حكاما حتى سنوا على سُنة المؤتمر الوطني الاولى سننا اخرى ومنها ما سنه مجلس النواب برفع قيمة الثروة الشهرية لنوابه التي تصل الى عشرات الآلاف من الدينارات للنائب الواحد شهريا ثم سُنة المزايا الرئاسية للنواب ثم سُنة الإقامة في خارج ليبيا فالثروة الشهرية للسادة النواب لا يستساغ التمتع بها الا خارج ليبيا فكان ذلك ثابتا من ثوابت سُنة الإقامة خارج ليبيا وكان من اداء سُنة الإقامة، إقامة نواب المال في تونس ومصر وتركيا في افخر الإقامات ومنها الانطلاق في سياحات فاخرة عائلية حرة عبر بلدان العالم  وذلك مع تكلفة الخدمات التعليمية والصحية والأمنية والخدمية لعائلات النواب من المال العام السائب الذي كان فريسة لوحش الجشع والطمع وهى صورة كريهة من صور الحياة المرفهة والتى يقابلها صورة مؤلمة من صور الحياة التعيسة التى يعيشها الشعب الليبي الذي  منه الحافي ومنه الجائع ومنه العاري ومنه المشرد ومنه المريض الذي ينحدر الى الموت ولايجد العلاج ويأتي كل نائب او كل عضو مؤتمر او كل وزير او كل عضو لجنة عقد وطني او غيرهم ليخصص لنفسه وعائلته ثروة هى ملك لهؤلاء الحفاة.. الجوعى.. العراة.. المشردين.. المرضى، ومع معاناة الشعب الليبي الصارخة ومع الثروة الشهرية التي يتقاضاها شهريا نواب المال والسياحة ومؤتمر الموتى ووزراء البلادة ولجنة الثرثرة ولامنجز لهم الاصور هى واضحة لاتشويش فيها نراها فيهم وهى الخمول والذبول والارادة الوطنية الميتة والإدمغة التي لاتعمل الا لذاتها والنصب والاحتيال على الشعب الليبي بضربهم نصيباً من ثروة الشعب الليبي وحصدهم مزايا وبدل ان يتقدموا صفوف الليبيين لمعالجة اوضاع ليبيا تولوا وفروا الى تونس والى مصر والى تركيا والى مالطا والاختفاء بين قصور وفنادق طرابلس والبيضاء يحتضنون بلهفة وجنون ماسرقوا من ثروات هذا الشعب ومن هناك ومن هنا لايملك الخاملون.. الذابلون.. الميتون.. الانانيون.. المحتالون.. الخامدون، الا التفرج ومشاهدة والاستماع الى مايتعرض له الشعب الليبي ولا حرص ولامتابعة لهم الا متابعة الثروة الشهرية او الحرص على المزايا وانه من أعاجيب الزمان ان حكاما يتقاضى الفرد منهم ثروة شهرية مقابل ان يتفرج على مآسي قومه دون ان يفعل شيئا الا ان يكون عهد من عهود الخرقى والحمقى، ذلك والشعب الليبي المسكين تتلاحق عليه اياما حسوما.. اياما التى يأتي منها هى أسوأ من التى يمضي منها، هبوبا لمآسي يشتد هبوبها عليه يوما بعد يوم حتى وصلت الايام ببعض ابناء الشعب الليبي الى اطعام او كسوة اسرته من مواضع القمامة وحتى وصل الى ان يختطف اطفال الليبيين جهرا وعلنا ولا احد يعبأ بإنقاذهم ولا احد يعبأ بصرخاتهم مع انتهاكات عظيمة لحاضر ومستقبل الشعب الليبي تمثلت في خمس سنوات من الإفراغ البشري قتلا او تهجيرا او فقدا وإفراغ مالي بالاهدار والنهب والسرقة والتخصيص وإفراغ ديني بحلول عقائد دينية جديدة وإفراغ ثقافي بالانتماء للقبيلة والعرق والمنطقة، شعبا مع معاناته  حشر حشرا في فراغ عن محيطه العالمي يسبح فيه لايمسك شيئا ولا تستقر أقدامه على ارض منفصل عن مستقبله وماضيه وعام بعد عام بعهد هؤلاء تتضاءل هوية الشعب الليبي البشرية والوطنية والدينية والمعيشية والثقافية حتى ينتهي وجوده من الوجود كشعب.. لننقذ ليبيا من هؤلاء والا حقا علينا مايأتي منهم.

((استسمح إذن السادة القراء بطرح قضية شخصية بيني وحكام  طرابلس، بالنظر لمقالاتي وكتاباتي التى تتعرض لاوضاع ليبيا السيئة حاولت بعض العصابات المسلحة التابعة لحكام طرابلس القبض علي اكثر من مرة ولكنهم كانوا يصطدمون ببعض الموانع فلجأوا الى قطع مصادر رزقي ومنها مكافأة شهرية بقيمة (500) دينار كنت اتقاضاها من القناة الوطنية وكان القطع من سيطرة فجر ليبيا على طرابلس ثم لجأ بعض اعضاء من المؤتمرالوطني من مدة أربعة شهور الى الضغط على المدير الرعديد لشركة الانماء للاستثمارات الكهربائية بقطع معاش شهري بقيمة (1073) دينار وذلك بفسخ العقد الذي أتقاضى به هذا المبلغ ولازال.. ولازال كيد هؤلاء يسعى نحوي وليعلم هؤلاء الحكام علما على إطلاقه واصرار في ثباته ان قلبي لايهتز الا لله تعالى ومادام الشعب الليبي يبكي وأنتم مسؤولون عن هذا البكاء فسأكتب بغضب وحرارة حتى ولو تصيدني الموت من كل حدب وصوب، بيني وبينكم شعبا يبكي، جعلتموه مسرورا أخذتم كتابات تسركم، جعلتموه مضرورا أخذتم كتابات تضركم وحسبي الله)).

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً