أمراض الحروب

أمراض الحروب

الأثار الجانبيه والنفسية للحروب وعلاجها فى نقاط وكما اطلعت عليها فى ادبيات أمراض الحروب.. وبكل تواضع قررت أن اكتب عن اهميه مشكله تلك إفرازات خطيرة والتى يفترض ويجب الاهتمام بها والعمل بطريقه جماعية لوضع حلحله أومحاوله لمعالجه ظاهره كاريثيه غير منظوره يصعب تفسيرها! هذا ليس مجالى لكى اعطى النصيحة، ولكن غياب المختصون الليبيون بالحديث عنها جعلتنى ابحث واستنسخ قول الخبراء من دول اخرى مروا بنفس التجربة والتى نحن لسنا ببعيد عن اعراضها بل احيانا مطابقة لحالتنا المرضيه والتى انتشرت فى ليبيا اليوم… اليكم ما يقوله ذو الاختصاص بخصوص الحالة النفسيه الليبيه فى ظل حربها الطاحنة:

– من بين أكثر الاضطرابــــات النفسيــــة شيوعا لدى المجتمعات التي تُنكب بالحروب ســواء الحروب التي يشنها الأعداء الخارجيون أم الحروب الأهلية وأعداء الداخل اضطرابات ما بعد الصدمة، (Post traumatic stress disorder)، والمعروف اختصارا (PTSD).

– توسعت الدراسات لتشمل الضغوط الحادة التي يتعرض لها الضحايا في غير الحروب، وينتج عنها ضغوط الشدة الصدمية، مثل: حالات الاغتصاب الجنسي وهوما يلاحظ عند النساء اللاتي يتعرضن له، أوالأطفال، والحوادث الخطيرة، وشهود حالات العنف، أوحتى الحوادث المرورية الفوضويه الخطيرة، التي ينتج عنها تخريب ودمار للمدن والقرى والتجمعات السكانية.

– تبدأ مقدمات الحالات النفسية المرتبطة بالصراعات والقتال والحرب في الظهور قبل نشوب القتال نتيجة للتوتر والقلق الذي يصاحب فترة الانتظار والترقب، ومن الأعراض النفسية التي تنشأ عن ذلك الضجر والعصبية الزائدة،ومشاعر الخوف والرهبة، كما تظهر الكثير من الأعراض المرضية مثل الرعدة والغثيان وخفقان القلب واضطراب النوم والصداع والهزال، وكل هذه الاضطرابات نتيجة للحالة الانفعالية في فترة الانتظار التي تسبق المعارك. ويلاحظ أن طول هذه الفترة تحت تهديد هجوم متوقع للعدو أواحتمال التعرض لغارات جوية له تأثير سيئ من الناحية النفسية، ويلاحظ ذلك من خلال ما يبدوعلي الأفراد من مظاهر الإحباط، وفقدان روح المرح ليحل محلها التجهم والكآبة.

– من أمثلة الحالات النفسية المرتبطة بالصراع المسلح والقتال حالات الاضطراب النفسي المصحوب بالخوف والرعب التي تصيب الجنود والمدنيين خصوصا عند حدوث خسائر بشرية، ومن الحالات الغريبة التي تصيب بعض الجنود توقف الحركة في أحد الذراعين وهوما يعرف بالشلل الهستيري Hysterical Paralysis.

– المشكلات المصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): للأسف، تصحب اضطراب ما بعد الصدمة مشكلات كثيرة، تزيد من تعقيد الحالة، وتصعب على الناشطين في المجال الإنساني في أوساط الضحايا مهمتهم الإنسانية النبيلة، ومنها:

1- النوبات العنيفة: وتظهر هذه النوبات بصورة عنيفة عند المرور بمواقف تحاكي الموقف الصادم، الذي تعرضوا له وتترافق بارتفاع الحرارة والخلجان،والتعرق، واضطراب نبضات القلب.

2- السلوك الانزوائي: إن المصاب يفضل الاختباء وحيدا، ولا يميل للاندماج في المجتمعات، حتى أنه يحبس نفسه في غرفته أحيانا.

3- الاكتئاب: ويظهر ذلك جليا في البعد عن أي عمل يجلب المتعة، إنه يغير برنامجه اليومي تماما، ليصبح زاهدا في أي نشاط وكأنه يحمل نفسه المسؤولية عما حدث. أوأنه يشعر بأنه لم يقم بما يجب لحماية نفسه والآخرين وهذا غير واقعي لكنه مؤلم.

4- الميول الانتحارية: وهومنحى خطير يجب التعامل معه بجدية وتكثيف المراقبة لمن يظهر هذه الميول، وبخاصة من ضحايا الاغتصاب.

5- العنف الشديد: وفي الغالب تكون ردود فعل المصابين عنيفة نحوالآخرين، أوالمتطوعين، والناشطين.

6- الإسراف الكحولي أوالإدمان: لوحظ على بعض المصابين الإسراف الكحولي أوالإقبال على المخدرات، ظنا منهم أن ذلك يخفف الألم، وفي المنطقة العربية ربما تلعب الثقافة الدينية للحد من ظهور هذه المشكلة أوالتقليل من آثارها.

7- الشعور بالغربة: يشعر المصابون بهذا الاضطراب بالغربة والعزلة، ويعتقدون بأن الآخرين لا يفهمونهم، لذا يبتعدون عن الأصدقاء وحتى الأهل، وهذا ما يؤكد أهمية الدعم الاجتماعي والنفسي لهم.

8- انخفاض الإنتاجية: لأن المصاب باضطراب ما بعد الصدمة يفضل الانسحاب من المجتمع, وتنخفض دافعيته للعمل إلى ما يقرب الصفر،فإن ذلك يؤدي بالتأكيد إلى انخفاض في أداء مهامه اليومية، وصعوبات القيام بوظائفهم المعتادة قبل الحادث الصادم.

9- نوبات البكاء ورثاء الذات: يغرق المصاب بهذا الاضطراب أحيانا في نوبات بكاء طويلة, صامتة أومترافقة مع الصراخ.

10- الموت المؤقت للعاطفة: كما تقول الدكتورة شارلوت كامل، وهذه إحدى ميكانيزمات الدفاع التي يلجأ إليها الضحايا، لاستعادة السلام الداخلي، ولكنها في الحقيقة تقتل معنى الحياة لديهم.
العلاج السلوكي والمعرفي

العلاج بالرسم:

يعد الرسم من أنواع العلاج الناجعة المخففة للضغوط الناتجة عن الكثير من الاضطرابات النفسية وبخاصة للفئات العمرية الصغيرة من أطفال ومراهقين وهو سهل التطبيق وبخاصة إذا طبق ضمن العلاج الجماعي للضحايا، وقد لوحظ إقبال الأطفال على رسم الوجوه سواء الضحايا أوالمعتدين وهم بذلك يفرغون مشاعرهم السلبية، فتراهم يرسمون تلك الوجوه الشائهة التي سببت لهم الرعب بطريقتهم، ثم يمزقونها، إنهم ينتقمون منهم، لترتاح ضمائرهم، وتهدأ نفوسهم المتعبة، ومع الرسم نطلب إليهم الحديث عن رسومهم، التكلم إليها، والاسترسال في ذلك، لا نقاطعهم، نستمع باهتمام، ونجعل تعليقاتنا مقتضبة، وفي نهاية الجلسة، نقيم معرضا لكل هذه الرسوم، ليشترك الجميع في التعليق وتبادل الآراء، للرسم فعل السحر على الأطفال والمراهقين، إذا استثمر جيدا من قبل المختصين.

الأشغال اليدوية وتدوير مخلفات البيئة:

وهو حقل تابع للرسم ولكنه يركز على الأعمال اليدوية، وهومجال محبب بخاصة للفتيات، فالتطريز وأشغال الإبرة، تحقق لهن الرغبة في التعبير عن أنفسهن والتخفف من الضغوط، واستعمال مخلفات البيئة في إعادة تدويرها لإنجاز أعمال يدوية جميلة، فاستعمال العلب المعدنية والورقية والعيدان وبقايا الإسفنج… الخ، كل ذلك يمكن تحويله إلى أعمال جميلة تسهم في تصالح أبنائنا مع أنفسهم، لتعود السكينة تدريجيا إلى نفوسهم المرهفة.

العلاج بالموسيقى:

الموسيقى والإيقاع تشكل علاجا مناسبا للأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الشدة، ويمكن أن يتخذ الأشكال التالية:

1- العزف على الآلات الموسيقية.
2- تكوين الفرق الموسيقية والاستفادة من الموهوبين موسيقيا.
3- الأناشيد الفرحة المبهجة.
4- الرقص التعبيري (إذا توفر المهتمين والمدربين)

الدراما العلاجية:

وهي نوع خاص من الدراما التي تسهم في تقمص الأدوار والتنفيس عن أبنائنا، ولها أهمية كبيرة عالميا، ويمكن للمتطوعين الاستعانة بنصوص تكتب لهذه الغاية، أونقل نصوص والتصرف فيها وفقا للحالة، وليس من الضروري أن يكون هنالك مسرح متكامل وصوتيات وخلافه، بل يمكن أن يكون مدخل المخيم، أوأي بقعة صغيرة مسرحا، أي لا نجعل الظروف الصعبة عائقا أمام العمل لمصلحة أطفالنا ضحايا الاضطهاد.

البرامج الرياضية:

الرياضية ميدان خصب ومحبب للأطفال والمراهقين والشباب من الجنسين مع التركيز على ما يلي:

1- الاهتمام بالألعاب الجماعية: لأن اللعب الجماعي يعيد دمج الفرد مع المجتمع،  يشعره أنه ليس وحده، ويخفف من احتقانه النفسي، ومن الألعاب الجماعية: كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة.

2- الألعاب الخفيفة التنافسية: مثل مسابقات الجري، تسلق مرتفع، البحث عن المفقودات وهكذا.

3- الألعاب المرحة: وما يسمى ألعاب (الكيرمس) وهي ألعاب صغيرة مرحة، ويمكن التعرف على الكثير منها من خلال برامج الكشافة وغيرها.

4- المسابقات الرياضية : كأن يقام دوري بين مجموعات الأطفال والشباب ضمن المخيم، وهوما يثير حماسهم، ويعيد البهجة لنفوسهم، ويسهم في سرعة تعافيهم.

وفى الختام أعرف أنَّ شبابنا وفتياتنا مبدعون، يستطيعون ابتكار وسائل أخرى، تسهم في التخفيف من آثار الكارثة في بلادنا، وهم محبون لوطنهم وأهلهم، وهذا ما سيدفعهم للعمل بكل إخلاص لهم، من منظور علمي ومنهجي لإعادة بناء ليبيا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً