حكم الإحتفال بفبراير

حكم الإحتفال بفبراير

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

الذي يحتفل بفبراير هو يرقص على الدم المسفوح، ويبتسم على الأسى الذي يلوح، وهو كالظلال المتراقصة المنعكسة من موقد نار تميدها الريح فتعكس ظلالا على الجدران  فتوهم الناظرين إنها أشباح أو أرواح وما هى الأظلال رقصت للوهم، الذي يحتفل بفبراير هو يطبل على صدور الليبيين التي فاضت حمما ملتهبة، تكاد تخرج من حلوقهم وهو يزمر لا سماع مسدودة بالصراخ والنواح وهو يهتف لحدث فبراير على صرخات أطفال وفتيات ونساء و شباب ورجال وشيوخ  يستغيثون يستنجدون أحاطوهم في محيط من التعاسة ولا احد يبالي بهم، هو احتفال بحدث كان بعده أحداث وأحداث من المعاناة والبؤس والتعاسة عاشها تفصيلا الشعب الليبي في خبزه الذي لا يستطيع تحصيله وفي جيبه الفارغ وفي إضاءة بيته التي تنقطع وفي علبة الدواء المحروم منها وفي كسوته المرقعة وفي طفله المعرض للخطف وفي بيته الذي قد يهجر منه في أي لحظة وغير ذلك من تفصيل.

طويل طويل .. هذا من يحتفل بفبراير، ليقلها صراحة من أراد الاحتفال بفبراير أنني احتفل لانتصار جماعتي على شعب مهزوم بالأحزان والبلايا وإذا حسب أن حدث فبراير ثورة شعب كما ادعى المدعون وكما أفك الأفاكون فهاهو الشعب الليبي، أرضه بالعقائد المنحرفة تحتل. ومعيشته تختل، وخدوده بالدموع تبتل، فكيف الاحتفال وشعبا هذا حاله، ومن سييء إلى أسوأ مآله، ومن بعد سرقة ونهب ماله، أتوا على خطف أطفاله.. أي احتفال، وأي خبال هذا، هل يوجد رجل وطني يحتفل ووطنه يتبخر وشعبه يتضاءل، الذي يحتفل ويضحك في جمع أهله يبكون ويقيمون المآتم وجلساتهم جلسات الأحزان ووطنهم أسيرا للجريمة ولكل ذميمة هو يحتفل ويضحك على نفسه ويضحك العالم عليه وهو بليد متبلد و من الأعراض الأساسية للمرض العقلي المنتشر عالميا المعروف بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا)، هو الضحك والسرور في المواقف المحزنة، ألا يلمح عارض الاحتفال بفبراير لهذا المرض، اترك الحكم لكم.

ليحتفل المؤتمر الوطني.. ليحتفل مجلس النواب.. لتحتفل حكومات فبراير المتعاقبة ليحتفل رؤساء العصابات المسلحة.. لتحتفل عائلات هؤلاء ..  وليحتفل من سرق أموال وأحوال هذا الشعب لأنهم اشبعوا رغباتهم بحدث فبراير ولنفكر نحن أبناء الشعب الليبي كيف نخرج من هذا الوضع الذي جوع رغباتنا، وأحبط غاياتنا، واهلك حياتنا، لم يجلب حدث فبراير للشعب الليبي إلا المضرة، فليحتفل به من جلب له المسرة، وما جلب المسرة إلا لحكام لِئام وللصوص ونصابين ومحتالين سرقوا شعبا ووطنا ونصبوا على شعبا ووطنا واحتالوا على شعبا ووطنا، وسيأتي يوما.. سيأتي و نحتفل فيه نحن على معاناة هؤلاء الذين يريدون الاحتفال على معاناتنا.

محمد علي المبروك خلف الله

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 13

  • محمود مصطفى النبال

    17 فبراير بريئة من كل هذه المهاترات ومن هذه الاقلام الرخيصة , التي تحاول دس السم في العسل
    فاهل يريد المدعو المبروك ان ننسى شهدائنا ونبكي على واقعنا المؤلم ,ام ان 17 فبراير هي جريمة وليست ثورة ضد نظام مهما حدث في اثناء هذه المرحلة فالن يكون مثل الحقبة الدامية
    اتقوا الله في دماء الشهداء , وكفى

  • salah

    لا يمكن وصف صاحب المقال إلا بالحمق!!
    فإن كنت تعارض الاحتفال بسبب أوضاع الليبيين المزرية….إلخ, فهذا الكلام يتجاوز الاحتفال بالثورة إلى جميع الإحتفالات, من الزفاف والأعياد والمناسبات بكافة أنواعها, فكيف يعقل أن تفرح بزفافك أو زفاف ابنك وحال الليبيين كما ذكره كاتب المقال!!
    وبالمناسبة, أنا شاب ليبي بسيط لا ينتمي لحزب أو جماعة, حياتي بين دراستي وعملي, وسوف احتفل بإذن الله بالذكرى الخامسة لثورة 17 فبراير المجيدة

  • ابن ليبيا

    الكاتب صادق في الذي قاله ووصفك ياصلاح هذا الكاتب ينعكس عليك لانك لانك لاتفهم مايدور في ليبيا ، ووصفك بالمجيدة لانك احد سراقها وأفضل دليل ان ثورة فبراير نكبة هو شتمك لكاتب وقامة ليبية وانت مؤيد لفبراير واعني ان مؤيدين فبراير غير محترمين والدليل أسلوبك السفيه

  • على أرحومة

    لايجوز الاخوة بعين ليبيا نشر تعليقات تسئ للكاتب وخصوصا الكاتب محمد المبروك المعروف بانحيازه للوطن خاصة من الذين لايعرفونه ولايعرفون كتابته المميزة وشعب لايحترم كتابه هو الى الضياع

  • salah

    يا اللي مسمي نفسك ابن ليبيا:
    رد بالك تخرب اسلوبك الراقي من شان ما تطلعش غير محترم بس !!!! واللي يتهم في الناس بالسرقة من دون ما يعرفهم شن يقولوله؟
    باين عليك انت اللي مش عايش في ليبيا, وإلا ما كان اسلوبي غريب عليك
    علي ارحومة:
    اسلوبك في التعليق يستحق الاحترام, لكن من يحدد انحياز الكاتب للوطن من غيره؟ من قال أنني أعترف به ككاتب أصلا؟! لهذا اعتدت تخطي مقالاته مؤخرا بعد أن أصابني الاشمئزاز من مقالاته السخيفة
    ثم..هل تريدنا أن نعود لعهد حجب الآراء المخالفة؟

  • علي ارحومة

    الى صلاح والله مسكين انت هومحتاج لواحد مثلك يعترف به ، ابحث على مستواك السخيف مع السخفاء وليس كاتب قامة ليبية

  • وفاء الطاهر

    السيدين صلاح ومحمودالنبالي تقرو طول عمركم ولاتوصلوا لقيمة الكاتب محمد المبروك ، الشخص الغبي والجاهل والسفيه يعيش مع جهله وغباءه وسفاهته وعليه يقعد وين ماهو عايش ولا ليه علاقة بالثقافة والكتابة ، انتم شنو جابكم وتقروا للكتاب وتقروا في المقالات خليكم في جهلكم وريحوا الناس من جهلكم ياصلاح ويامحمودالنيالي

  • الامل القادم

    ان التاريخ لا يعود العالم كله مر بتجارب اليمة مثل الحرب العالمية الثانية الت حصدت 65مليون شخص كانت حرب ابادة ولكن خرجت اوربا بسواعد ابنائها وتجاوز الماضي الاليم فلماذا هذا الاحباط الذى لايوحي الا على اشخاص لايصلحون الا للنواح الامل موجود ويجب ان نتعلم من اخطأنا وسنحتفل لان من افسد فبراير لان يكون له وجود.

  • عادي يا احميدة،، وعذرك معك، خاصة وأنت تعيش خارج الوطن ،، إن شاء الله سنحتفل بنهاية ظالم عتا وبغى في الأرض ، وجعل أعزة أهلها أذلة، وحرم ما أحل الله من التجارة وأحل ما حرم الله,, لا يمكننا أن ننسى ذلك المستكبر في الأرض، وفعلا قد ربى الليبيين على صورة جرذان،، سنحتفل بما أرانا الله فيه من قدَرٍ يحقيق بالظالمين، و بوعد الله وقد تحقق في الطغاة،، إننا نعتقد ونتيقّن أن ما يحدث في ليبيا هو ثورة مضادة، ومن آثار سيئةٍ كثيرة وفعلا وخيمة وبإذن الله ستكون قديمة، كحادثات تحكى

  • العابر_2016

    السيد الكريم والسادة المناهضون لثورة فبراير المجيده
    اسالك سؤالا هل عشت فى ليبيا اثناء حكم الطاغوت المردوم ام لا؟
    ان اجبت بنعم فانتم تفكرون وهو يكتب بقلم انسان غير واعى بما حولة وما كتب بتاريخ الشعوب الانسانيه وتضحياتها من اجل الحريه والديمقراطيه فاستميحكم عذرا ان تبداء من الصف الاول تاريخ انساني .
    اما ان كانت الاجابه بلا فلا حرج عليكم لانكم لم تقاسو ما قاساه الانسان البسيط ايام حكم الطاغوت من وقوف فى الطوابير من الساعات الاولى للفجر ولعدة ايام لكي يقضى امرا ما ولم تقفوا فى طوابير الجمعيات التعاونيه لتلتقطوا كيس نايلون لا تدرىون ما به من ملابس لعيد الفطر المبارك ولم تغسلو جلودكم بشامبو الربيع من مصنع جنزور الذى يسبب الحكه والقشره ويصيبكم بالاكزيما كما انكم لم تمتلكوا سيارة متهالكة من بلجيكا تعجعج بسحابه من الدخان خلفها ولم تستعملوا الاطارات الملحوسه والمستوردة من الدول الفقيره” اوربا ” كما انكم لم تتزاحم نسائكم مع الرجال واللحم باللحم ” وانى والله استميحكم عذرا لهذا القول” من اجل الحصول على قطعة ملابس داخليه وهناك المزيد !!!!!!!!!!! ولكن هذا يكفي
    خلاصه هذا الكلام ان ليبيا لم ياتيها شعب اخر من المريخ بعد ثوره فبراير ولكن هو نتاج سنوات القهر والظلم والاستبداد الواحده والاربعين ولايزال مناصريها وازلامها يحاربونكم ويحاربونها من اجل الرجوع الى القهر والظلم وكأن المردوم إله لايجب التعدي عليه ويجب ان نكون له عبيد الى الابد.
    لن نعود للقيود ولو ساءت اكثر من ذلك وسنظل نحتفل بهذه الثوره المجيدة من اجل دماء الشهداء الشرفاء واملا فى الحريه المنشودة تفائلو ولا تلتفتو ولاتقيمو وزنا لمن يضع العصي فى العجلة “ليبيا حره” اليوم وغدا ان شاء الله .
    عاشت ودامت ليبيا حرة ابيه بسواعد ابنائها الابرار
    الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد

  • salah

    إلى كاتب المقال و(….) المسعورة المؤيدة له من أمثال علي ارحومة:
    مرور سريع في هذا الموقع على الأقل لتدركو كم أنتم ليس فقط تافهون, بل لا قيمة لكم في ليبيا أصلا
    ألقو نظرة سريعة على الإحتفالات بالثورة المجيدة, هل كل هؤلاء المحتفلون سارقون؟ مغرر بهم؟ مدفوع لهم ليحتفلو؟
    كل هذه أوهام في عقولكم فاستفيقو منها وإلا فلن يكون لكم مكان بين هذا الشعب الذي لن يرى لكم مكانا سوى حاوية القمامة!!

    وفاء الطاهر…باين عليك غالطة في الوصف, شكلك تتكلمي على نجيب محفوظ مش على اللي كتب المقال هذا!!

  • محمد علي المبروك

    الى صلاح والذي هو في حقيقته طلاح ، لقد تطاولت على شخصي اكثر مرة وليس في هذا المقال وحتى في مقالات سابقة ، ان كان لايرضيك ما اكتب فابحث لك عما يرضيك في مقالات اخرى ، فهناك الكثيرين ممن يدغدغون النائمون في أوهامهم فابحث عنهم وسوف تجدهم ، لا الوم أسلوبك وقدحك فهو اُسلوب تربيتك وربما عادتك اليومية في تناول المخدرات ، القمامة هى مكان أمثالك من الراقصين على احزان هذا الشعب ، انا اكتب من داخل ليبيا ، واسمي معروف وعنواني معروف ، للكثير وبعزة الله وحفظ منه لن يستطيع احد التعرض لي ولو فكر صعلوك من صعاليك فبراير امثالك التعرض لي سيلاقي مايذهله كن رجلا واذكر اسمك كاملا ولكن مثلك منحط لايرتقي في مواقفهم مع مستوى مواقفي بل يختفي جبانا خلف اسم فردي ليس كاملا وينبح كنبح الكلاب لعنك الله من سيء الخلق والاخلاق واسأل الله ان يعجل في خلاص الناس من امثالك

  • salah

    جاء ردك كما توقعت تماما…اسلوب بذيء لا يختلف أبدا عن أسلوب مؤيديك في الرد فكلكم تنهلون من القمامة ذاتها, ولو لاحظت أن الردود المعارضة لرأيك في هذا المقال (أغلبها) جاءت باسلوب محترم “لم تكلف نفسك بالرد”, عكس ردود كل من أيدك في كلامك -بما فيهم ردك أنت- مليء بالسب والشتم لأشخاص اكتفوا بتبجيلك وكأنك نبي مرسل -ويبدو أنك مصدق- دون ذكر كلمة عن الأفكار التي تريد أن توصلها!!
    لا أكتب اسمي كاملا وهذا من باب الاختصار كما أنه لا حاجة لك به, ولو أردت كتابة اسم كامل فلن يصعب عليّ اختراع اسم اقل ابتذالا وأكثر واقعية من “محمد علي المبروك”, ولن اعترض على فكرة أنني خائف منك فكل من يشعر بالنقص والدونية من أمثالك يحب الشعور بأن هناك من يخاف منه, وسأتغاضى عن تهمة المخدرات فليس كل الناس مثلك.
    اما كونك موجود في ليبيا فهذه نقطة تحسب عليك لا لك, فأنت تعيش تحت حكم ثورة 17 فبراير وتنتقدها, فهذه ميزة لا يمكنك أن تنكرها للثورة أن جعلت حرية التعبير متاحة حتى لمن ينتقدها دون خوف, ولولا الله ثم 17 فبراير لكنت الآن تمجد وتتغزل بالطاغية -سواء برغبتك أم بدونها- لكي تكسب لقمة عيشك ككاتب وصحفي.
    بالمناسبة, إذا كنت مخيفا هكذا كما تصف نفسك, كنت أريتنا شجاعتك وجبروتك فيمن خرجو احتفالا بذكرى الثورة المجيدة غير مبالين بك وبأمثالك, كنت على الأقل سمعنا صوتك في ساحة من الساحات أو توجه كلمة للشعب الذي خرج بأعداد هائلة -لا تنكر هذا- وأريتني ما كان سيذهلي حسب وصفك, لكنك أحقر بكثير مما ترى نفسك.
    اعتذر عن اطالتي في الرد, وفي انتظار رد الكاتب

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً