بأي حال عدت يا عيد؟؟؟

بأي حال عدت يا عيد؟؟؟

تمر علينا الذكرى الخامسة على الثورة التي دفع فيها الليبيون بكل ما يملكون للتخلص من نظام شمولي أهلك الحرث والنسل ولكن كما يقال ما فات مات، لقد ولّى ذلك العهد إلى غير رجعة ولن يعود والعقل يقول حاضر ومستقبل الوطن أولى بالإهتمام من ماضيه ولكن السؤال المهم الذي يتبادر إلى أذهان الليبيين هو ما هي نتائج التغيير ؟ وهل حقق الليبيون ما كانوا يسعون له؟؟؟ الإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي لا ؟ بكل أسف لم يتحقق لليبيون حتى الحد الأدنى مما كانوا يدعون إليه بل الذي تحقق واقعا أكثر وأسوء مما توقع الليبيون ؟؟؟!!! ونحن نتجاوز السنة الخامسة من الثورة أليس من حقنا أن نعرف بل نحاسب ولو بعد حين المسئولين عن المآسي التي مرت وتمر بها ليبيا ؟؟؟ من المسئول يا تُرى عن القتل ؟ من المسئول عن التعذيب؟ من المسئول عن السطو والنهب الذي يتعرض إليه المواطن؟ من المسئول عن الإنهيار الذي أصاب إدارات الدولة وأجهزتها؟ من المسئول عن الانقسام والعداوة والتفتت الذي نعيشه بين المدن والقبائل؟ من المسئول عن الحروب التي دارت وتدور بيننا والتي أكل نارها شبابنا عماد البناء وأحرق لهيبها الترابط الإجتماعي الذي حل محله العداوة والبغضاء بيننا؟ من المسئول عن الأموال التي أهدرت وصرفت في غير موضعها والأموال التي سرقت ونهبت؟

في هذه الذكرى ومن مبدأ التفاؤل لا أريد أن أقول الأليمة يحتفل الساسة ويا ليتهم كذلك وأتباعهم والمستفيدين من الفوضى التي نعيشها ويرصد هؤلآء الملايين لاحتفالات أأقول كان يجب أن تكون نُواحا مثل احتفالات الشيعة بعاشوراء ؟؟؟!! وأنا أتعجب هنا من هؤلآء يحتفلون بماذا؟ أبالناس التي تقتل وتختطف يوميا في أنحاء متفرقة من الوطن، أم بالجماعات المسلحة التي تسيطر على الدولة وتجوب شوارعها وتفرض سلطتها على المسئولين بقوة الحديد، أم يحتفلون بالفوضى العارمة التي تعم البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا، أم يحتفلون بعدم القدرة على تكوين الجيش والشرطة وغيرهما من الأجهزة الأمنية، أم يحتفلون بعدم القدرة على تفكيك الجماعات المسلحة وعدم القدرة على بسط الأمن، أم يحتفلون بوجود داعش ومن ورائها، أم يحتفلون بحكومة مرتقبة تجمع الشتات تتحول اجتماعات رئاستها إلى صراعات قبلية وجهوية مقيتة تدل على عقلية تعيسة سيئة لبعض أعضائها؟ يا يولنا من شرور ساستنا.

ألا يستحي من يحتفل من الساسة بهذه المناسبة التي كان من المفترض أن تكون سعيدة يخرج إليها الناس طواعية كما خرجوا طواعية من تلقاء أنفسهم في بداياتها فرحا برفع الظلم وتمنيّا في حياة كريمة ولكن هيهات هيهات أن يعي هؤلآء حجم المأساة التي وصلت إليه البلاد والعباد. ألا يعي ويرى هؤلآء ما يعانيه المواطن الذي ضحّى بكل ما يملك من أجل الحرية والكرامة التي وهبها له الله سبحانه وسخّر له ما سخّر لينالها وأراد أن يعيشها واقعا لا منّة لأحد عليه كائن من كان، ألا يرى هؤلآء المأساة التي يعيشها الجميع دون استثناء حتى الذين يضنون أنهم مستفيدين !!! عجبا أمر هؤلآء ويكأنهم لا يعقلون شيئا في السياسة والإجتماع ولا يفقهون!!! متى يزول الهم والغم عن شعب أراد العزة والكرامة فوجد نفسه مكبلا بقيود الذل والهوان، ألا لعنة الله على الظالمين؟؟؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً