ملتقى نالوت.. نجاح رغم العراقيل

ملتقى نالوت.. نجاح رغم العراقيل

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

article1-1_21-9-2016

قد يتبادر الى ذهن البعض ان ملتقى نالوت للمصالحة قد أخفق في الوصول الى نتائج مرضية! الا أن الواقع غير ذلك، وبصفتي احد الحاضرين فيه، فقد لمست عن قرب احداثه ووقائعه وكواليسه! وهو ما يجعلني أقول وبثقة ان مؤتمر نالوت للمصالحة قد نجح فعلا رغم العراقيل!، وخرج لنا بالحد الأدنى من النتائج الإيجابية في ظل الواقع الليبي المعاش والذي يعاني الانقسام والاختلاف السياسي منذ سنوات.

ان الذين يرون في مؤتمر نالوت اخفاقا هم في الواقع من يرفعون سقف امنياتهم عاليا، بما لا يتوافق مع ظروف واعتبارات المرحلة الحالية التي تسودها حدة الاختلاف وشدة الانقسام، أما الذين ينظرون بعين الواقع ويدركون حساسية الظروف وتعقيدات الأمور فيجدون فيه قبس من نور في نفق مظلم حان أوان الخروج منه حتى ولو بخطى بطيئة لكنها ثابتة! ان خلاصة ما تمخض عن مؤتمر نالوت يمكن ايجازها فيما يلي وهي نقاط ذات بعد إيجابي على المدى القصير والمتوسط والطويل:

1- كان الحضور شاملا كل أنواع الطيف الليبي على المستوى الاجتماعي والمناطقي والجغرافي حيث لم يسجل أي غياب لأي منطقة او مكون اجتماعي وهذا بدوره يعتبر نجاحا ظاهرا اذ لم يحدث مثل هذا في الملتقيات السابقة.

2- اتيحت فرصة الالتقاء المباشر بين ممثلي الشرق الليبي والغرب والجنوب وتم تداول النقاش بين الأطراف بكل شفافية وعبر كل طرف عن وجهة نظره رغم الاختلاف في بعض الجزئيات

3- رغم محاولة البعض وضع العراقيل امام الملتقى الا أن إرادة الليبيين الجمعية حالت دون ان يحدث تنافر او انشقاق بين الأطراف ما أدى الى مزيد التقارب وهو ما فوت الفرصة على المعرقلين لتوافق الليبيين وتصالحهم ودفع في اتجاه الاستمرار في مشوار المصالحة

4- اتفق الحاضرون بالإجماع على جملة من المحددات تتمثل في :

  • وحدة ليبيا شعبا وارضا وحكومة
  •  ضرورة بناء جيش وشرطة وفق الحرفية العسكرية المتعارف عليها دوليا
  • الحفاظ على سيادة ليبيا ورفض التدخل الأجنبي في الشئون الليبية
  • عودة المهجرين في الخارج والداخل الى ديارهم والشروع في مصالحة حقيقية بين الليبيين

5- الاتفاق على تشكيل لجان تتولى مسئولية متابعة مسيرة المصالحة والتوافق الليبي ليبي من خلال عقد ملتقيات أخرى وفق جدولة زمنية ومكانية محددة

ان ملتقى نالوت حتى وان لم يكن في مستوى التوقعات والآمال المرجوة منه، واعترته بعض جوانب القصور في نواحي التنظيم والإدارة، الا انه وضع لبنة الأساس لانطلاق مشوار المصالحة الطويل، ولذلك يعتبر الخطوة الأولى على طريق المصالحة والتوافق الليبي التي تتبعها خطوات وخطوات تدفع كلها في اتجاه بناء الدولة الليبية الجديدة التي ينشدها الليبيون جميعا بعد سنوات من الفوضى والتخبط والعشوائية والعبث السياسي والإداري والمالي. ولهذا على الليبيين الاستمرار في التحدي والتحلي بالصبر فلابد من ليبيا وان طال المسير!

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً