مجزرة “حمّام نينا” تضامن شعبي وتخاذل رسمي!

مجزرة “حمّام نينا” تضامن شعبي وتخاذل رسمي!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

article3-1_26-9-2016

الذين لم تحرك فيهم مجزرة حمام نينا البشعة إحساسا ولم توقظ فيهم ضميرا لا شك انهم خارج نطاق المشاعر الإنسانية النبيلة، ولا خير فيهم! تلك المجزرة البشعة التي راح ضحيتها 7 أرواح بريئة مسالمة من حرائر المشاشية بين نساء وأطفال، هي في الواقع جريمة بشعة في حق الإنسانية يسجّلها التاريخ في القرن 21 وصمة عار وتخاذل على جبين ساسة هذا العالم الذين يدعون المدنية والتحضر ومناصرة حقوق الانسان، وخاصة من يتولون اليوم امر الحكم والسلطة في ليبيا!

ان تقوم طائرة حربية بقصف متعمد لمدنيين أبرياء وهم يستشفون في حمام علاجي كبريتي معروف في ليبيا، فتقتل وتصيب وترعب وتدمر لهي جريمة في حق الإنسانية وخرق سافر لحقوق المدنيين المسالمين، والغريب ان يلتزم الساسة الصمت فلا نسمع لهم ركزا ويتجاهلون في شك مريب تلك الفاجعة او يتوارون في تخاذل مهين هروبا من مقتضيات الواجب الإنساني والمسئولية المدنية والجنائية في مثل هذه الحوادث. الأكثر ايلاما لذوي الضحايا الأبرياء ان تستمر الجهات الرسمية الليبية في صمتها وتجاهلها المشين، وعدم شروعها في التحقيق الرسمي لكشف ملابسات الواقعة فتترك هذه الجريمة النكراء مجهولة الفاعلين فيما يشبه النكران المخزي المشين الذي يولّد لدى ذوي الضحايا شعورا بالاسى والاسف ما يضاعف حزنهم على ذويهم الذي قد يتحول الى غضب مقدس لا يطفئ لهيبه الا كشف الجناة المجرمين والقصاص العادل منهم عاجلا او آجلا!

لكن على النقيض من ذلك التخاذل والتجاهل الرسمي المخزي يأتي التضامن الشعبي الكبير من كل أبناء الشعب الليبي من الشرق والغرب والجنوب والشمال من خلال وفود شعبية لم ينقطع سيلها على مدينة الشقيقة طيلة أيام العزاء، وهي تتقاطر معزية ومواسية لترسم صورة حية عن مدى وعمق التلاحم الشعبي الليبي رغم المحن، وما تمر به البلد من أزمات ، ان ذلك بقدر ما يخفف من مأساة ذوي الضحايا فهو يبعث برسالة صريحة للمسئولين في ليبيا والعالم باسره بأن الشعب الليبي لايزال متحد ومتآزرا وان اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي الليبي لايزال متماسكا صلبا رغم الدسائس والمؤامرات والمحن.

كفى بأبناء المشاشية فخرا وشرفا ان يتلاحم معهم كل الليبيين وبعفوية منقطعة النظير، ويشاركهم اتراحهم واحزانهم الشعب الليبي جميعه، ليوجهوا من خلاله رسالة للعالم ولمن يحكمون ليبيا اليوم مفادها ما يلي:

1- ان الليبيين جميعا يستنكرون ويدينون بشدة الصمت الرسمي الليبي والدولي على هذه الجريمة النكراء ويحملون ضمير العالم المسئولية الأخلاقية والإنسانية في ذلك

2- ان الليبيين يعلنون تلاحمهم التام وتضامنهم اللامحدود مع قبيلة المشاشية في مصابها الجلل ويعتبرونه مصابا لكل الليبيين

3- ان الليبيين يطالبون السلطات الليبية على اختلاف اطيافها بسرعة التحقيق في ملابسات هذه الجريمة ويحملونهم المسئولية القانونية والأخلاقية في كشف مرتكبيها والقصاص العادل منهم

4- ان الليبيين رغم الجراح هم شعب واحد ولايزالون يتمسكون بثوابتهم الأخلاقية في مناصرة الحق والوطنية في ترسيخ عرى اللحمة الوطنية وتمتين النسيج الاجتماعي

5- ان الليبيين قادرون على تجاوز محنتهم وخلافاتهم من خلال التنادي لحوار ليبي ليبي داخل الأرض الليبية بعيدا عن التدخلات الأجنبية وهاهم يجسدون ذلك عملا وقولا بتواجدهم جميعا في منطقة المشاشية.

[su_divider top=”no” size=”1″]

أسماء الضحايا الأبرياء من نساء المشاشية اللاتي قضين في مجزرة حمام نينا يوم الثلاثاء الموافق 20-9-2016

1- العاقلة عبدالله مسعود         2- عائشة علي ابوالقاسم           3- خديجة العاقوبي إبراهيم    4- سعاد المبروك مسعود

5- زكية محــمـــد علــي          6- ذهيبة محمد عمــــــر           7- الطفلة : سمية عبدالسلام كريد

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً