السجائر الإلكترونية أكثر حرصا على صحة المدخنين

main-2358

التحذير الصحي المطبوع على علبة السجائر الالكترونية (مارك تن) وهي من العلامات التجارية الرائجة في الولايات المتحدة جاء في 116 كلمة. هذا التحذير هو أطول كثيرا من التحذيرات المكتوبة على علب السجائر التقليدية في الولايات المتحدة.

يقول التحذير إنه “يمكن إدمانه وان يصبح عادة وهو سام جدا لدى استنشاقه او بلعه او حدوث اتصال مباشر مع الجلد. ولا يناسب المرأة الحامل او التي ترضع والاشخاص الذين يعالجون من الاكتئاب او الربو”.

ويضيف “النيكوتين يمكن ان يزيد ضربات قلبك ويرفع ضغط الدم ويسبب الدوار والغثيان وألما في البطن” وان المكونات يمكن ان تكون “سامة”.

وتقول الشركة الأم لمارك تن وهي شركة التريا التي تصنع سجائر مارلبورو ان اللغة المستخدمة في التحذير مناسبة تماما ولانه نظرا لان التحذير الصحي على السجائر الالكترونية في الولايات المتحدة غير مطلوب “كان لزاما علينا ان نفعل ما نراه صوابا”.

وتعود صراحة الشركة عن مخاطر النيكوتين الى أواخر التسعينات حين شنت حملة تطالب الادارة الاميركية للاغذية والادوية بتنظيم بيع السجائر. وقالت شركات التبغ الصغرى حينها ان الشركات الكبرى ستستغل القوانين لتعزيز هيمنتها على الاسواق واليوم تقول شركات السجائر الالكترونية الصغرى نفس الشيء.

ويقول كثيرون ان الشركات الكبرى مثل التريا ورينولدز أميركان تريد قواعد مشددة لتحييد الخطر الذي تشكله السجائر الالكترونية على حجم مبيعاتها. وهم يقولون انه بابراز مخاطر أسلوب “البخر” المستخدم في السجائر الالكترونية قد تنجح شركات التبغ الكبرى في اثناء المدخنين عن تجربة الاجهزة الجديدة رغم ان اغلبية العلماء يقولون انها أكثر أمنا.

وقال اوليفر كيرشو وهو مدخن سابق كان يدخن 15 سيجارة في اليوم وأقلع عن التدخين من خلال السجائر الالكترونية وأسس مواقع الكترونية تشجع عليها “اذا قرأت هذا التحذير وانت مدخن قد تقول لنفسك (سأبقى مع السجائر)”.

وضغطت شركات التبغ الكبرى من أجل اصدار مجموعة من الضوابط بالنسبة للسجائر الالكترونية منها التحذيرات المطولة وخفض مدة صلاحية المنتج وتقييد المبيعات ومتطلبات خاصة بالاختبارات العلمية. ويقول كيرشو وآخرون ان كل هذا يمكن ان يشكل ضغطا على صغار اللاعبين.

وتقول شركات التبغ الكبرى انها لا تقصد من وراء مطالبتها بقواعد صارمة الاضرار بصغار المنافسين وان تلك القواعد هي في مصلحة المستهلك وشركات السجائر الالكترونية على السواء من خلال تعزيز مستويات الامان والجودة والثقة.

وتقول أيضا ان الشركات الصغرى يجب الا تستثنى من التصرف المسؤول.

ويتفق غالبية من يشاركون في حملات مكافحة التدخين على ضرورة تنظيم بيع السجائر الالكترونية لكن البعض يعتقد انها تستحق معاملة أقل شدة من التبغ لانها قد تساعد المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة كما قد تكون أقل ضررا من تدخين السجائر.

وطرحت السجائر الالكترونية في الاسواق منذ نحو عشر سنوات متعهدة بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة. وهي تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين لانتاج بخار يستنشقه المدخن بدلا من حرق التبغ. وهذا يعطي المدخنين متعة الحركة التي اعتادوها من وضع السيجارة في الفم دون استنشاق او بلع الدخان القاتل.

ورغم قصر عمرها بدأت صورة السجائر الالكترونية تتبدل بالفعل. فنسبة من يعتقدون في بريطانيا ان السجائر الالكترونية التي تقوم على البخر لا تقل خطورة عن التدخين تضاعفت العام الماضي الى 15 في المئة وفقا لمسح أجرته مؤسسة (آش).

وفي الولايات المتحدة تباطأت مبيعاتها في الربع الاخير من العام الماضي الى خمسة في المئة بدلا من 19 في المئة في العام 2014.

وتعتزم الادارة الاميركية للاغذية والادوية اصدار حكمها النهائي بشأن السجائر الالكترونية في يونيو/حزيران القادم.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً