المراقبة الجوية.. ما هي وكيف تعمل

3L7A0345

وكالة ليبيا الرقمية

لم تكن الطلعات الجوية الأولى في بداية عهد الطيران كثيفة ولا حتى شائعة، لذا كان الطيارون والمتنبئون الجويون هم من يقرر الاقلاع أو لا. لكن مع تطور السفر جوا بداية العشرينات برزت الحاجة الى تنظيم تلك الحركة الجوية ومن هنا ظهرت أبراج المراقبة الجوية.

ومع ظهور الرادار بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، تطورت انظمة تنظيم حركة الطائرات في الجو وحول وفوق أرض المطارات، وأصبحت أبراج المراقبة الجوية اهم عنصر عند التفكير في إنشاء أي مطار، صغيرا كان أو كبيرا وظهر كادر لا يقل عن الطيارين اهمية، وهم المراقبون الجويون الذين يقع على عاتقهم تنظيم حركة الطائرات في الجو ومنع حدوث اي تصادم جوي قد تنجم عنه كارثة لا تحمد عقباها.

إن من اللافت للنظر لدى أي منا عند الذهاب إلى المطار هو مشاهدة برج المراقبة، حيث يكون الأعلى من بين منشآت المطار ويتميز بتصميم فريد، حيث يتكون الجزء العلوي منه من بناء زجاجي على مداره من جميع الاتجاهات كي يتيح للمراقبين فيه من مراقبة ساحات المطار من جميع الاتجاهات بزاوية دائرة 360 درجة. لكن منظومة المراقبة الجوية تتكون في الأساس من عنصرين أساسيين هما:

  1. وحدة الاقتراب ومراقبة المطار Terminal Control.
  2. وحدة المراقبة الجوية Enroute control.

حيث تقوم الوحدة الأولى بتنظيم حركة الطائرات في المطار وحوله لمسافة تقدر بـ55 كلم من المطار، بينما تقوم الوحدة الثانية بمراقبة الحركة الجوية في الاجواء العالية لتطواف الطائرات في الممرات والمسالك الجوية فيما يعرف بالأقاليم الجوية او Flight Information Regions اختصارا FIR. وهي تمتد الى مئات الكيلومترات.

وحدة الاقتراب ومراقبة المطار

تضطلع هذه الوحدة بمهام مراقبة جميع الطائرات، سواء الهابطة او المقلعة او الطائرات والآليات والاشخاص الذين يتحركون على ارض المطار. وتتلخص مهامهم الاساسية في منع التصادم فيما بين الآليات والطائرات والمركبات الجوية فوق ارضية المطار أو الطائرات المقتربة من المطار او تلك التي تقلع منه.

لذلك فهم يعملون في تلك الابراج الزجاجية العالية والواضحة في المطار وتسمى وحداتهم بـ Air Traffic Control Towers – ATCT وأيضاً Terminal Radar Approach Control – TRACON وفي بعض الاحيان يتم تبادل العاملين ما بين هذين القطاعين في هذه الوحدة.

وحدة المراقبة الجوية وفصل الطائرات في الجو

وهذه الوحدة يقع على عاتقها تنظيم الملاحة الجوية فوق الاجواء للدول التي تختص او تتبع لها والاجواء المناطة بمراقبتها مثل المحيطات والبحار والمناطق الخالية وغيرها والاقاليم الجوية FIR، وهم يختصون بمراقبة دقيقة لآلاف من الاميال المربعة في الاقليم الواحد، وتحتوي على دقة متناهية خصوصا ان وظيفتهم تتطلب اتقانا وسرعة بديهة كي يتم تمرير الطائرات في ممر جوي ضيق احيانا ومزدحم بالوقت نفسه، او فصل رأسي او افقي ما بين الطائرات، خصوصاً أنه أخيرا جرى تخفيض الفصل الرأسي بين الطائرات إلى ألف قدم بعد ان كان 2000 قدم في السابق بما بات يعرف بمصطلح RVSM لذلك فإنهم يعملون بمراكز لا تتطلب ابنية ذات ابراج زجاجية، لانهم يراقبون الاجواء بواسطة الرادارات، حيث يشاهدون الحركة الجوية من خلال شاشات عرض كرستالية، او كاثودية افتراضية، وقد يكونون بعيدين عن مبنى المطار لبضع مئات الامتار او في مراكز ارضية سفلية او حتى في سراديب.

تنظيم عملية المراقبة الجوية

تنطوي اعمال المراقبين الجويين على عدة امور، اهمها منع التصادم فيما بين الطائرات وتزويدها بمعلومات الارصاد الجوية، وتبليغها بمعلومات عن مدى صلاحية اجهزة المطار الضرورية للهبوط الآلي ILS واجهزة الاضاءة للمدرج ومعلومات تتعلق بسلامة الطيران وغيرها من الامور، وهناك ايضا عملية تسجيل الطائرات ورموزها وبعث البرقيات إلى المطارات تفيد بهبوط أو اقلاع الطائرات من هذا المطار ويقوم بعد ذلك بتسجيل تلك الطائرات في سجل يومي ليكون مرجعا لقسم المحاسبة والاحصاء لمحاسبة شركات الطيران.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً