الحجامة بين مؤيد ومعارض، وكل ما يجب أن تعرفه عنهَا

07

وكالات

تثير الحجامة جدلا ونقاشا حادا بين مؤيديها ومعارضيها، فبينما يرى مؤيدوها أن لها فوائد واضحة على الصحة، يرى معارضوها أنه لا توجد معطيات بحثية كافية لدعم هذه الفوائد، وأنه إن كان لها تأثير فهو نفسي فقط، حسب قولهم.

هذا التأثير النفسي -وفق معارضي الحجامة- هو ما دفع بعض الرياضيين في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل لاستخدام الحجامة، مثل السباح الأميركي مايكل فيلبس الذي ظهرت على جسده آثار دوائر حمراء تتركها عملية الحجامة، وأيضا لاعب الجمباز الأميركي أليكس نادور.

والحجامة (Cupping) هي عملية شفط باستخدام قوارير توضع في أماكن خاصة من الجسم، ولها عدة تقنيات.

ما طرقها؟

ووفقا لمختصة أمراض المناعة والروماتيزم الدكتورة صهباء بندق -وهي حاصلة على الماجستير عام 2005 حول تأثير الحجامة على الجهازين المناعي والحركي من كلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة- فهناك 13 نوعًا مختلفًا من الحجامة، أبرزها نوعان:

  • الحجامة مع نزح الدم، وتتم عبر كأس زجاجي في داخله شعلة نار صغيرة، وتوضع فوهة الكأس على الجلد بشكل مباشر بعد جرحه بشكل بسيط، وعندما تنطفئ الشعلة الصغيرة ينخفض الضغط داخل الكأس، فيحاول سحب الهواء من الخارج، فيسحب الجلد إلى أعلى، ويتسبب ذلك في خروج بعض الدم قليل الكثافة من الجرح الموجود في الجلد.
  • الحجامة الجافة، التي تتم عن طريق الكؤوس الزجاجية، لكن دون اللجوء إلى جرح الجلد.

ما متطلباتها؟

قالت بندق -في حديث لوكالة الأناضول- إن هناك متطلبات يتوجب توافرها قبل إجراء الحجامة، وهي:

  • توافر المكان والمعالج المناسبين.
  • أن يراعى المعالج الشروط الصحية، لتجنب احتمالية نقل العدوى عن طريق الدم.
  • يشترط أن تستخدم أدوات الحجامة مرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها ومعاملتها معاملة النفايات الطبية الخطرة، التي تحرق في محارق خاصة بالنفايات الطبية، لتجنب العدوى.

رأي من مؤيد:

ووفقا للدكتورة بندق، فإن “الحجامة مع نزح الدم يمكن أن تساعد في إزالة السموم من الجسم، وتحفز عملية تدفق الدم النقي المحمّل بالخلايا المناعية وخلايا الدم الليمفاوية الحمراء المحملة بالأوكسجين، كما أنها تعمل على توسيع الشعب الهوائية وتحسين كفاءة الجهاز التنفسي”.

وتضيف بندق أن “الحجامة تستخدم لعلاج مرضى الصداع بأنواعه المختلفة، والإنفلونزا ونزلات البرد والسعال وآلام الظهر والعضلات، وضعف الدورة الدموية، والحساسية، وأوجاع وآلام المفاصل”.

المعارضون:

في المقابل، فإن معارضي الحجامة يقولون:

  • لا توجد حتى الآن بيانات بحثية كافية ودراسات تدعم مزاعم أنصار الحجامة.
  • مزاعم أنصار الحجامة مبالغ فيها، إذ كيف يمكنها علاج كثير من الأمراض التي ليست لها علاقة ببعضها، مثل الصداع (عرض عام)، والحساسية (مرض مرتبط بجهاز المناعة)، والإنفلونزا (مرض فيروسي)، وغيرها، في مزاعم تبدو مبالغات ساذجة.
  • يرى بعض المعارضين أن الأدلة التي تقدم كدعم للحجامة لا تتجاوز كونها من العلم المزيف (pseudoscience) (أي شيء يقدم على أنه علمي مع أنه لا يستند إلى العلم في الحقيقة)، مثل ما يقوله مختص الأمراض المعدية الأميركي الدكتور مارك كريسليب في مقال تناول فيه استخدام الحجامة لدى الرياضيين.
  • رغم أن هناك دراسات قد تشير إلى تأثير إيجابي للحجامة، فإن العديد منها متحيز.
  • إن كان للحجامة تأثير كما يزعم الرياضيون التي يستعملونها، فهو نفسي فقط نتيجة اقتناعهم بأنها ستنشطهم، عبر نوع من الإيحاء الذي يربط الحجامة بنتائج رياضية إيجابية.
  • الحجامة تعرض الشخص لخطر حدوث ندوب ناتجة عن الجرح أو عدوى، من دون فائدة تبرر هذه المخاطر.
  • إن كان إخراج الدم من الجسم مفيدا لتنشيطه كما يزعم مؤيدو الحجامة، فبإمكان الشخص الحصول على هذه الفائدة عبر التبرع بالدم، الذي تخرج فيه كمية أكبر من الدم من الحجامة، وفي بيئة طبية معقمة.

محاذير

من جهتها، تقول الدكتورة بندق إن هناك محاذير للحجامة، فهي تشكل خطرًا على من يعانون من فقر الدم (الأنيميا)، ومن لديهم منظم ضربات القلب، إضافة إلى من لديهم سيولة في الدم.

كما نوهت إلى أن هناك مبالغات يرددها البعض من أن الحجامة تعالج ضمور العضلات، والضمور العقلي، واضطرابات الغدة الدرقية، إضافة إلى علاج الأمراض التي تتطلب تدخلا جراحيًا، وهو ما ثبت عدم صحته.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً