شنّت الطائرات الإسرائيلية، الأربعاء، غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال شرق مخيم جباليا شمال القطاع، وفق ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.
وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر محلية بإصابة أربعة فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال لبلدة جبع في جنين، وأصيب آخر بنيران طائرة مسيّرة إسرائيلية في بني سهيلا شرقي خان يونس.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة في مدينة الخليل، أسفرت عن اعتقال 12 مواطنًا من منطقة حارة الشيخ، وسط انتشار عسكري مكثف.
وفي خطوة جديدة، بدأت القوات الإسرائيلية هدم منازل في مخيم نور شمس شرقي طولكرم، شملت 25 بناية سكنية، في ما وصفه محافظ طولكرم عبدالله كميل بأنه جزء من سياسة ممنهجة تستهدف النزوح القسري لأهالي المخيمين، مؤكّدًا أن هذه الإجراءات تخالف القانون الدولي الإنساني وتشكل عقابًا جماعيًا بحق المدنيين.
وسجّل الجيش الإسرائيلي خلال عام 2025 مقتل 230 فلسطينيًا واعتقال 7400 آخرين في الضفة الغربية، ما يزيد المخاوف من تصعيد ميداني جديد.
على الصعيد الدبلوماسي، كشف موقع “أكسيوس” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مستشاريه طالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة النظر في سياسات إسرائيل بالضفة الغربية، خشية أن أي تصعيد عنيف يعقّد جهود تنفيذ اتفاقيات السلام ويؤثر على إمكانية توسيع اتفاقيات إبراهيم.
وفي مؤتمر صحفي، شدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن المباحثات مع نتنياهو ركّزت على العنف المستمر من المستوطنين ضد الفلسطينيين، وتدهور الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، وتوسع المستوطنات، مؤكدًا السعي للوصول إلى حل رغم عدم التوصل لاتفاق كامل بعد.
وتستمر الأوضاع الإنسانية في غزة بالضغط على السكان، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، التي أطلقتها حركة حماس تحت اسم “طوفان الأقصى”، وردّت إسرائيل عليها بحملة عسكرية واسعة شملت قصفًا بريًا وجويًا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا بحسب وزارة الصحة في القطاع، وأسهمت الوساطات الإقليمية والدولية، بقيادة مصر وقطر وبمشاركة الولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية دخلت مرحلته الأولى في 10 أكتوبر الماضي، تضمنت وقفًا مؤقتًا للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين وإدخال مساعدات عاجلة.
نتنياهو: حماس تمتلك 20 ألف مسلح ويجب نزع سلاحها بشكل مستقل
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حركة حماس الفلسطينية لا تزال تمتلك نحو 20 ألف مسلح، رغم العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى ضرورة منح الحركة فرصة لنزع سلاحها بشكل مستقل.
وقال نتنياهو في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “هؤلاء المقاتلون ما زالوا يحتفظون بحوالي 60 ألف بندقية مخزنة، وأهداف الحرب لم تتحقق بالكامل، وعلى رأسها القضاء التام على حماس. علينا أن نمنح الأمر فرصة، وإذا أمكن القيام بذلك بالطريقة السهلة فهذا رائع، أما إذا لم يكن ذلك ممكنًا فسيتم التعامل معه بطريقة أخرى”.
وأضاف أن نزع سلاح حماس شرط أساسي لتشكيل حكومة جديدة في غزة، مؤكدًا أن السيطرة على السلاح ستفتح الطريق لمستقبل مختلف للقطاع.
وأوضح نتنياهو أنه يسعى لوقف الأعمال العدائية في الضفة الغربية ويدعو إلى تعايش سلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرًا إلى أن إسرائيل يجب أن تسيطر عسكريًا على الضفة الغربية في نهاية المطاف.
كما أشار إلى اتفاقه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان انضمام المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم، مشددًا على أن خطة السلام في غزة لن تنفذ إلا بعد نزع سلاح حماس، مع تحديد مدة زمنية شهرين لإنجاز هذه الخطوة، والتي تشمل تدمير الأنفاق. وأكد نتنياهو أن أي فشل من جانب حماس في نزع السلاح سيترك الخيار لإسرائيل والجيش الإسرائيلي لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
يأتي هذا التصريح بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وسط اتهامات من حركة حماس بانتهاك الجيش الإسرائيلي للاتفاق أكثر من 900 مرة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة نحو 1100 آخرين في القطاع.






اترك تعليقاً