إفريقيا سوق واعدة وثروات طبيعية هائلة.. تونس تسعى لتحويل الإمكانيات إلى مشاريع مشتركة

أكد وزير التجارة وتنمية الصادرات التونسي، سمير عبيد، أن القوة الحقيقية للقارة الأفريقية تكمن في وحدتها، مشيراً إلى أن تونس جعلت من أفريقيا أولوية استراتيجية على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي.

وجاء ذلك خلال الجلسة الوزارية المصاحبة للمعرض الأفريقي للتجارة البينية في الجزائر، حيث شاركت تونس بفاعلية في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية.

وقال عبيد في تصريحات لـ “سبوتنيك”: “نحن نعتبر تطوير المبادلات البينية الأفريقية رهاناً استراتيجياً لضمان استقلال اقتصاداتنا وتعزيز قدرتها التنافسية في مواجهة التقلبات العالمية”.

وأوضح أن تونس عملت على ترجمة هذا الالتزام عبر إطلاق برامج وطنية لدعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة الموجهة نحو السوق الأفريقية، تشمل التكوين، التمويل، المرافقة، وتيسير حركة رجال الأعمال والمستثمرين، وتشجيع الشراكات في القطاعات الواعدة مثل الاقتصاد الرقمي والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية والدوائية.

وأشار الوزير إلى أن القطاع الخاص والمجتمع المدني لهما دور محوري، قائلاً: “الحكومات وحدها لا يمكنها دفع عجلة التكامل الاقتصادي. القطاع الخاص هو المحرك الأساسي، والمجتمع المدني هو الداعم والشريك في نشر ثقافة التعاون الأفريقي”.

ودعا إلى تعزيز التشبيك بين غرف التجارة والصناعة، وتشجيع المؤسسات الناشئة والشبابية على التوجه نحو أفريقيا، وخلق فضاءات تعاون ثلاثي بين تونس وشركائها الأفارقة والدول الصديقة خارج القارة.

وبالنسبة للبُعد الاستراتيجي للتكامل الأفريقي، شدد عبيد على أن نجاح المعرض لن يُقاس فقط بحجم الصفقات أو الاتفاقيات، بل بقدرته على أن يكون رافعة لتوحيد الطاقات وبناء اقتصاد أفريقي مستقل قادر على المنافسة العالمية.

وأضاف: “أفريقيا تمتلك ثروات طبيعية هائلة، وشباباً مثقفاً ومبدعاً، وسوقاً استهلاكية واعدة تفوق المليار ونصف المليار نسمة، وإذا نجحنا في تحويل هذه المزايا إلى مشاريع مشتركة، فإن القارة ستصبح بالفعل قطباً اقتصادياً عالمياً صاعداً”.

واختتم الوزير تصريحه بتوجيه رسالة من تونس إلى أفريقيا والعالم: “تونس تجدد التزامها بجعل التجارة البينية الأفريقية رافعة للنمو والتنمية، وتكريس التضامن والتكامل بين الدول الأفريقية، وإرساء شراكات عادلة ومستدامة تعود بالنفع على شعوبنا”.

كما أعرب عن تقديره للجنة المنظمة للمعرض وللجزائر، مجدداً الدعوة إلى تعزيز الوحدة والتكامل بين الدول الأفريقية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

تونس تؤكد دورها الريادي في صناعة السيارات الأفريقية وتسعى لتعزيز التكامل الإقليمي

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية، فاطمة ثابت، أن مشاركة تونس في النسخة الرابعة للمعرض الأفريقي للتجارة البينية والمنتدى الأفريقي للسيارات في الجزائر تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز دورها الصناعي في القارة.

وقالت الوزيرة إن المشاركة تتجاوز الجانب الرمزي، حيث تجسد الإرادة المشتركة لبناء “أفريقيا صناعية، متصلة، وذات سيادة، قادرة على تصميم وإنتاج حلولها الخاصة للتنقل”.

وأضافت أن تونس تشارك بجناح يضم 84 شركة مصدرة تمثل مختلف القطاعات، مع التركيز على صناعة السيارات لجذب المستثمرين وتعزيز الشراكات والترويج للخبرة التونسية في المكونات والمعدات والخدمات المتعلقة بالتنقل.

وأوضحت ثابت أن تونس نجحت منذ الثمانينيات في تطوير نسيج صناعي يضم أكثر من 300 شركة متخصصة في مكونات السيارات، نصفها بشراكات أجنبية، وأكثر من 80% منها مصدرة بالكامل، مسهمة بنسبة 4% في الناتج المحلي الإجمالي وموفرة أكثر من 120 ألف فرصة عمل.

كما أكدت الوزيرة التزام تونس بالتحول نحو المركبات الكهربائية، مع تنفيذ مشاريع لإنشاء محطات شحن وتطوير بنية تحتية تكنولوجية وفق المعايير الدولية، بالإضافة إلى دعم الأقطاب التكنولوجية ومراكز التكوين ومختبرات البحث.

واختتمت ثابت حديثها بالتأكيد على أهمية التكامل الإقليمي وتثمين المواهب الأفريقية، مشيرة إلى أن المنتدى يمثل منصة لإطلاق تحالفات صناعية جديدة وحلول قارية للتحديات الأفريقية، من أجل مستقبل مشترك للقارة.

الجزائر تحتضن المعرض الأفريقي للتجارة البينية لتعزيز التكامل الاقتصادي القاري

أكد وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري، كمال رزيق، اليوم الجمعة، أن الطبعة الرابعة للمعرض الأفريقي للتجارة البينية (IATF 2025) تمثل محطة هامة لتعزيز التجارة البينية بين دول القارة.

وأوضح رزيق، خلال كلمته الافتتاحية للجلسة الوزارية للمعرض في الجزائر، أن الحدث يشكل فرصة لتبادل الرؤى وتعميق المشاورات بين صناع القرار والشركاء الأفارقة، ولفتح المجال أمام عقد صفقات واستثمارات جديدة تعزز المبادلات الاقتصادية.

وأشار الوزير إلى أن المعرض يُعد جسرا اقتصاديا يربط الأسواق الأفريقية، خاصة مع بدء المبادلات التجارية ضمن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما يسهم في تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 لبناء سوق أفريقية موحدة وتعزيز مكانة القارة في الاقتصاد العالمي.

وشدد رزيق على أهمية تكثيف الجهود لتعزيز التجارة البينية للسلع والخدمات ودعم سلاسل القيمة المضافة، مشيرًا إلى أن حجم التجارة البينية الأفريقية الحالي لا يتجاوز 15% من إجمالي المبادلات، وهو رقم ضعيف مقارنة بالموارد والفرص المتاحة للقارة.

وأكد الوزير أن مضاعفة التجارة البينية الأفريقية تُعد رهانًا استراتيجيًا لضمان السيادة الاقتصادية للقارة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتمكين المرأة، وتحصين الاقتصاد من الصدمات الخارجية، وتحقيق تنمية مستدامة.

وزير التجارة الجنوب أفريقي يشيد بجهود الجزائر ويؤكد أهمية التصنيع في تعزيز التجارة البينية بأفريقيا

أعرب وزير التجارة والصناعة والمنافسة بجنوب أفريقيا، باركس تاو، عن امتنانه العميق للجزائر لاستضافتها النسخة الرابعة من المعرض الأفريقي للتجارة البينية (IATF)، مشيداً بدور الجزائر في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية.

وقال تاو، في لقاء حضره مراسل “سبوتنيك”، إنه يهنئ المسؤول الجزائري الجديد على منصبه، مشيراً إلى علاقته الطويلة معه خلال التفاوض على الاتفاقيات الاقتصادية. وأعرب عن سعادته بلقاء العديد من الوزراء الحاضرين وتطلعه للحوار والمحادثات القادمة.

وأشار الوزير إلى أنه سيقدم عرضاً موجزاً حول حالة تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، مشدداً على أن 49 دولة قد صادقت على الاتفاقية، مما يعكس الإرادة السياسية القوية والتزام رؤساء الدول بإزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار.

وأكد تاو على أهمية إيجاد حلول عملية تعود بالنفع على الدول المشاركة، خصوصاً تلك التي تمتلك قاعدة صناعية قوية في قطاع السيارات، مطالباً بتطبيق مستويات أعلى من التوطين في قواعد المنشأ.

وأضاف أن الحوار لن يكون مثمراً دون أن تظهر جنوب أفريقيا لشركائها، مثل ناميبيا، رغبتها الحقيقية في ضمان استفادة الجميع من التصنيع.

واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن مرفق التمويل بقيمة مليار دولار يجب أن يُنظر إليه كوسيلة لتعزيز التصنيع وجذب رؤوس الأموال الإضافية، مشيراً إلى أن التحول نحو مركبات الطاقة الجديدة يوفر لأفريقيا فرصة لتحقيق قفزة صناعية بفضل امتلاكها المعادن الأساسية اللازمة لهذا التحول.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً