أطلقت إيران، تحذيرًا شديد اللهجة تجاه أي تحركات إقليمية أو دولية تهدف إلى استغلال ممر “زنغزور” في جنوب القوقاز، مؤكدة أنها ستواجه أي محاولة من هذا النوع بـ”رد حازم وقوي”، في تصعيد يعكس توترًا متزايدًا في المنطقة الاستراتيجية.
وقال علي أكبر ولايتي، المستشار الأول لقائد الثورة الإسلامية علي خامنئي للشؤون الدولية، في منشور على منصة “إكس”، إن “بعض الحكومات المتغطرسة، التي تتجاهل مصالح شعوبها والمنطقة، أعادت طرح قضية ممر زنغزور، وتسعى لتحقيق أهداف غير شرعية في جنوب القوقاز”.
وأضاف ولايتي: “نحذر أي حكومة، سواء في المنطقة أو خارجها، من تكرار التجارب الفاشلة في هذا السياق، فإيران سترد بقوة على أي محاولة لاستغلال هذا الممر”.
وأوضح ولايتي أن ما يُعرف بمشروع “ممر زنغزور”، الذي تسعى أذربيجان وتركيا لتفعيله، يأتي ضمن أجندة أمريكية أوسع تهدف إلى عزل إيران عن القوقاز ومحور المقاومة، بالإضافة إلى “فرض حصار جغرافي على كل من إيران وروسيا”.
وأشار إلى أن المشروع يُنفذ بدعم من الناتو وبعض الحركات القومية التركية، معتبرًا أنه جزء من خطة واشنطن لتحويل بؤرة التوتر من أوكرانيا إلى القوقاز، في إطار استراتيجية تطويق إقليمي متصاعدة.
وأكد ولايتي أن إيران لن تقف موقف المتفرج، بل ستتبنى ما وصفه بـ”سياسة المنع النشط”، مشددًا على أن طهران لن تسمح بتغيير الجغرافيا السياسية في جنوب القوقاز بما يخدم مصالح قوى خارجية.
هذا ويمثل ممر زنغزور مشروعًا استراتيجيًا تسعى أذربيجان إلى تنفيذه لربط أراضيها بجمهورية نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، وهو ما تعتبره إيران تهديدًا مباشرًا لحدودها البرية مع أرمينيا ولمصالحها الاستراتيجية في الإقليم، ويُعد هذا الممر أيضًا حجر زاوية في مشروع تركي أوسع يربط العالم التركي من آسيا الوسطى بالبحر الأبيض المتوسط، وفي حين تدعمه كل من تركيا وأذربيجان، ترى إيران أن تنفيذه بالقوة أو بضغط خارجي يشكل خطرًا وجوديًا على أمنها القومي وعلى استقرار جنوب القوقاز.
علي لاريجاني أمينًا جديدًا للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران بمرسوم رئاسي
أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، مرسومًا رئاسيًا عيّن بموجبه السياسي المخضرم علي لاريجاني أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلفًا لـعلي أكبر أحمديان.
وذكرت وكالة “إرنا” الرسمية أن لاريجاني، الذي يشغل حاليًا منصب كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي، تسلّم مهامه الجديدة بموجب هذا القرار، في مرحلة تُوصف بالحساسة أمنيًا واستراتيجيًا في الداخل والخارج الإيراني.
ويُعد لاريجاني من أبرز الشخصيات السياسية في الجمهورية الإسلامية، إذ شغل سابقًا منصب رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) لثلاث دورات متتالية، إلى جانب أدوار محورية في الملفات الأمنية والنووية، وكان قد تولى سابقًا أيضًا منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في أوائل العقد الأول من الألفية، حيث لعب دورًا مهمًا في المفاوضات النووية مع الغرب.
ويأتي تعيينه في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتشكيل مجلس الدفاع الوطني الجديد، ما يعكس توجّه القيادة الإيرانية نحو تعزيز الخبرات السياسية-الأمنية في مراكز القرار العليا.
الموساد يهاجم قيادات إيران على “إكس”.. وطهران تعلن تشكيل مجلس للدفاع الوطني
في تصعيد لافت للحرب النفسية بين إسرائيل وإيران، نشر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، اليوم الثلاثاء، منشورًا باللغة الفارسية على منصة “إكس”، هاجم فيه القيادة الإيرانية متسائلًا: “أخبروني، من يحكم إيران هذه الأيام؟ من الصعب بعض الشيء تحديد من يجب أن نجنّده في الموساد”.
ويأتي هذا التصريح الاستفزازي في ظل توتر إقليمي متزايد، وتزامنًا مع إعلان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني المصادقة رسميًا على تشكيل “مجلس الدفاع الوطني”، الذي سيكون مسؤولًا عن تعزيز خطط الدفاع وحماية البلاد من التهديدات الخارجية، وفق بيان رسمي.
وأوضح البيان أن المجلس الجديد يترأسه رئيس الجمهورية، ويضم في عضويته رؤساء السلطات الثلاث، وقادة القوات المسلحة، وعددًا من الوزراء المعنيين، مشيرًا إلى أن تشكيله يهدف إلى رفع الجاهزية الدفاعية وتعزيز التنسيق بين المؤسسات السيادية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
في السياق ذاته، حذّر القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، من استمرار ما وصفه بـ”التهديدات الإسرائيلية”، مؤكدًا أن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى، ولن تتهاون في الدفاع عن البلاد.
وأشار حاتمي، خلال لقاء مع كبار قادة القوة البرية، إلى أن ما وصفه بـ”المؤامرات المتكررة لإضعاف النظام” قد فشلت، وأن “العدو ارتكب أخطاء استراتيجية نتيجة سوء تقدير قوة وصمود الشعب الإيراني”، على حد قوله.
وأضاف أن “الكيان الصهيوني يظل العدو الأبرز لطهران، ويُظهر يومًا بعد يوم طبيعته العدائية”، مؤكدًا أن “إيران خرجت من المواجهات الماضية أكثر قوة، بفضل تضحيات من وصفهم بالمجاهدين وصمود المواطنين”.
إيران تؤكد رفضها التفتيش الميداني لمنشآتها النووية وتحدد طبيعة زيارة الوكالة الدولية
أكد إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، أن إيران لن تسمح بأي شكل من الأشكال للجهات الدولية بالدخول الميداني إلى منشآتها النووية، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يستند إلى قوانين مصادق عليها من مجلس الشورى الإسلامي.
ونفى عزيزي صحة التقارير التي تحدثت عن استئناف عمليات التفتيش التي تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل إيران، موضحًا أن زيارة وفد الوكالة المرتقبة خلال الأسبوع المقبل إلى طهران ستكون مقتصرة فقط على إجراء محادثات فنية وتخصصية مع المسؤولين والخبراء الإيرانيين، دون وجود أي عمليات تفتيش ميداني.
وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي أن القوانين التي أقرها البرلمان الإيراني تمنع بشكل قاطع دخول أي وفد أجنبي إلى المنشآت النووية، مؤكداً أن أي نوع من التفتيش خارج نطاق التفاهمات الفنية مرفوض تمامًا، ولا يشكل جزءًا من برنامج الحكومة أو منظمة الطاقة الذرية خلال هذه الزيارة.
إيران تطارد جواسيس MI6 عبر قائمة سرية بالتعاون مع طالبان
طلب الحرس الثوري الإيراني من حكومة طالبان الاطلاع على “قائمة مسربة” تضم أسماء أفغان تعاونوا مع جهاز الاستخبارات البريطاني MI6، في خطوة تهدف لتعقب جواسيس بريطانيين واستخدام المعلومات كورقة ضغط في مفاوضات نووية مع الغرب.
وذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن القائمة تضم نحو 25 ألف أفغاني عملوا مع القوات البريطانية، بينهم جنود وعناصر استخباراتية وأعضاء في القوات الخاصة، مع الاشتباه بأن بعضهم لجأ إلى إيران.
وفي مؤشر على التعاون المتزايد بين طهران وكابول، تم ترحيل أحد المدرجين في القائمة من إيران إلى أفغانستان مؤخراً، فيما أكد مسؤول إيراني رفيع أن الحرس الثوري شكل لجنة خاصة للوصول إلى القائمة، وجرى التنسيق مع طالبان لمتابعة الأمر.
وأشارت مصادر إلى أن قيادة طالبان وجهت باعتقال أكبر عدد ممكن من الأشخاص الواردين في القائمة، بهدف استخدامهم كورقة ضغط دبلوماسية في مواجهة لندن.





اترك تعليقاً