شهدت الأراضي الإسرائيلية، اليوم الأحد، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع شن إيران هجومًا صاروخيًا واسع النطاق استهدف عدة مناطق حيوية، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم عائلة كاملة، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، حيث استهدفت منشآت حيوية داخل إسرائيل، تزامناً مع إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وأكد الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي، استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز إمداد الطاقة التابعة لإسرائيل باستخدام عدد كبير من الصواريخ والطائرات المُسيّرة، مشيراً إلى أن الهجمات “ستتواصل بأشد قوة واتساع” إذا استمرت ما وصفها بـ”الاعتداءات الصهيونية”.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، عن إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه إسرائيل، بالتزامن مع موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مناطق عدة في البلاد.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بسقوط عدد من الصواريخ الإيرانية على مبنى في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل سيدة و5 أفراد من عائلة واحدة، إلى جانب 20 جريحاً على الأقل، بينهم حالات خطرة، كما سقط صاروخ إيراني شمال إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 11 آخرين، فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجوم أدى إلى مقتل 4 قتلى و240 مصابا وعشرات العالقين تحت الأنقاض جراء سقوط الصواريخ الإيرانية في بات يام جنوب تل أبيب.
وفي وقت لاحق، أعلن الإعلام الإسرائيلي أن منظومات الدفاع الجوي نجحت في اعتراض 3 صواريخ كروز و10 طائرات مسيّرة، إلى جانب “عشرات” الطائرات الإسرائيلية الصغيرة، في محاولة لصد الهجوم الإيراني.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن مساء السبت، عن شن موجة جديدة من العمليات الهجومية المشتركة تحت اسم “الوعد الحق 3″، ردًا على ما وصفه بـ”الهجوم المتكرر” الذي نفذته إسرائيل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مستخدمًا الطائرات المسيرة والصواريخ في هذه الحملة العسكرية.
رد إيراني بصواريخ باليستية دقيقة على تل أبيب إثر هجمات إسرائيلية على طهران
نقلت وكالة أنباء “فارس” عن مصدر مطلع، فجر الأحد، أن الجولة الجديدة من الهجمات الصاروخية على تل أبيب كانت مزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار، مشيرة إلى أن الحرس الثوري الإيراني استخدم في هذه الهجمات صاروخ “حاج قاسم” الباليستي التكتيكي الموجه والمزود بوقود صلب.
وكشف المصدر أن صاروخ “حاج قاسم”، الذي تم الكشف عنه في 2020، يبلغ طوله نحو 11 متراً ويزن حوالي 7 أطنان، ويحمل رأساً حربياً بوزن نصف طن، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وفق وكالة “مهر نيوز”.
ويعتبر هذا الصاروخ الجيل الجديد من صواريخ “فاتح 110″، ويتميز بقدرته على تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي. تصل سرعة دخوله الغلاف الجوي إلى 12 ماخ، وسرعة اصطدامه بالأرض إلى 5 ماخ، مما يزيد من صعوبة اعتراضه.
وأشار المصدر إلى أن إطلاق الصاروخ من وسط إيران يقلل من فرصة رصده مسبقاً ويعطي أنظمة الدفاع فرصاً أقل للرد، كما أن الرأس الحربي القابل للفصل وارتفاع انعكاسه الراداري يعزز من نجاح الهجوم، وبعض الصواريخ التي قصفت تل أبيب فجر اليوم كانت مزودة برؤوس حربية تصل إلى 1.5 طن، وهي شديدة الانفجار.
محاولة اغتيال لرئيس أركان “أنصار الله” بصنعاء
في سياق متصل، كشف إعلام إسرائيلي اليوم السبت عن محاولة إسرائيلية لاغتيال رئيس أركان جماعة “أنصار الله” اليمنية، محمد الرماري، حيث نفذت قوات سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا جويًا استهدف قياديًا كبيرًا في الجماعة بمدينة صنعاء، في إطار التصعيد المستمر في اليمن وتوتر العلاقات الإقليمية.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الهجوم الذي استهدف رئيس أركان “أنصار الله” يعد محاولة اغتيال فاشلة، وأن العملية نفذت بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية في اليمن.
وكان أعرب زعيم جماعة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز اليوم السبت، عن إدانته الشديدة للهجوم الإسرائيلي على إيران، واصفًا إياه بـ”الاعتداء الظالم والإجرامي” الذي استهدف قادة عسكريين وعلماء نوويين، إلى جانب مواطنين إيرانيين، محذرًا من خطورة هذا العدوان على استقرار المنطقة بأكملها.
كما أكد الحوثي أن عدم ردع إسرائيل سيؤدي إلى استمرار عدوانها وإجرامها، مشددًا على أن جماعته تساند الرد الإيراني وتشارك في الموقف بكل ما تستطيع، مع استمرار دعمها لقضية غزة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفي تضرر منشآت نووية إيرانية بعد الهجمات الإسرائيلية
نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، تعرض منشأة فوردو لتخصيب الوقود، ومفاعل خندب للماء الثقيل قيد الإنشاء، لأي أضرار جراء الهجمات الأخيرة.
وأوضحت الوكالة في رسالة نقلها غروسي، أن “بناءً على أحدث المعلومات المتاحة، لم نُبلغ أيضًا عن أي أضرار جديدة في موقع نطنز”.
من جانبه، أفاد بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن موقع “فوردو” النووي تعرض لأضرار محدودة فقط إثر الهجمات الإسرائيلية، موضحًا أنه تم نقل جزء كبير من المعدات والمواد من المنشأة، ما حال دون وقوع أضرار جسيمة أو تلوث إشعاعي.
وأكد كمالوندي لوكالة “إسنا” الإيرانية أن محطة فوردو لا تشهد أي تلوث إشعاعي وأن الأضرار التي سجلت طفيفة ومحدودة في بعض الأقسام.
اترك تعليقاً