اتصالات دولية مكثفة لتسوية النزاع بين موسكو وكييف

أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، مكالمة هاتفية “جيدة للغاية” مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، تناولت عدة ملفات أبرزها الصراع في أوكرانيا والقضايا الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى مسائل اقتصادية وزراعية.

وقال ترامب عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال”: “ناقشنا أوكرانيا وروسيا، ومشكلة الفنتانيل، وفول الصويا ومنتجات زراعية أخرى. أبرمنا صفقة مهمة للغاية لصالح مزارعينا العظماء، وستتحسن أكثر مع مرور الوقت. علاقتنا مع الصين قوية للغاية”.

وأشار إلى أن المكالمة كانت متابعة لاجتماعه الناجح مع شي جين بينغ في كوريا الجنوبية قبل ثلاثة أسابيع، مؤكداً إحراز “تقدم كبير في الحفاظ على اتفاقياتنا الثنائية محدثة ودقيقة، والآن يمكننا التركيز على الصورة الكبرى”.

وكشف ترامب أن الرئيس الصيني دعاه إلى زيارة بكين في أبريل/نيسان المقبل، وأنه قبل الدعوة، مضيفًا أن شي جين بينغ سيكون ضيفه في زيارة دولة للولايات المتحدة لاحقاً. وشدد على أهمية استمرار التواصل المتكرر بينهما خلال الفترة المقبلة.

من جهته، أكد الرئيس الصيني أن بكين تدعم جهود السلام في أزمة أوكرانيا، معربًا عن أمله في أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق عادل ودائم يعالج الأسباب الجذرية للأزمة. ودعا شي جين بينغ جميع الأطراف إلى تقليص خلافاتهم والوصول إلى حل شامل ومستدام.

وفي وقت سابق، أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية حدوث تقدم ملموس في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً: “هل من الممكن حقًا تحقيق تقدم ملموس؟ لا تصدقوا حتى تروا، ولكن قد يحدث شيء جيد”.

كما أعلنت الإدارة الأمريكية عن وضع خطة لتسوية الأزمة الأوكرانية، دون الكشف عن تفاصيلها، حيث لا تزال المشاورات جارية بين الأطراف المعنية.

وفي سياق متصل، أفاد الكرملين اليوم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم خلاله تبادل وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا ومقترحات السلام الأمريكية.

وذكر بيان الكرملين أن الجانبين ناقشا التعاون الثنائي، وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، وتنفيذ مشاريع الطاقة الاستراتيجية، بالإضافة إلى الوضع في أوكرانيا في سياق المقترحات الأمريكية.

وأشار البيان إلى أن بوتين أكد أن المقترحات الأمريكية، وفق ما اطلع عليه الكرملين، تتوافق مع مناقشات القمة الروسية-الأمريكية في ألاسكا، ويمكن أن تشكل أساسًا لتسوية سلمية نهائية، مؤكداً حرص روسيا على التوصل لحل سياسي ودبلوماسي للأزمة.

وأضاف البيان أن الرئيس التركي أعرب عن استعداده لتقديم كل الدعم الممكن لعملية التفاوض، وتوفير إسطنبول كمركز للمحادثات، مع الاتفاق على تكثيف الاتصالات الروسية التركية بشأن القضية الأوكرانية على مختلف المستويات.

وأوضح أردوغان، في تصريحات للصحفيين أثناء عودته من قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، أن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا قائمة، لكنها تتطلب مزيدًا من العمل، مشددًا على أن “إرساء أسس السلام في أوكرانيا قضية نعمل عليها منذ فترة طويلة”.

وأشار بوتين خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي في 21 نوفمبر إلى أن الخطة الأمريكية قد تشكل أساسًا لتسوية سلمية نهائية، لكنها لم تُناقش بشكل جوهري مع روسيا بعد، بسبب عدم حصول الإدارة الأمريكية على موافقة كييف، مضيفًا أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين يسعون إلى “هزيمة استراتيجية” لروسيا على الأرض، وأن موقفهم ينبع من نقص المعلومات الموضوعية حول الوضع الفعلي في ساحة المعركة.

شي جين بينغ يؤكد استعداد الصين لتوسيع الشراكة مع روسيا في قطاع الطاقة وضمان استقرار الإمدادات العالمية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين تتطور بشكل تصاعدي، مشددًا على أهمية قطاع الطاقة كأحد أبرز مجالات التعاون العملي بين البلدين.

وجاء ذلك في برقية ترحيب للمشاركين والمنظمين وضيوف منتدى أعمال الطاقة الروسي الصيني السابع، التي نشرت على موقع الكرملين، حيث قال بوتين: “إن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية يتطوران بوتيرة متصاعدة. ولا شك أن الطاقة من أهم مجالات تعاوننا العملي”.

وأشار بوتين إلى تنفيذ مشاريع مشتركة واسعة النطاق في قطاع الوقود والطاقة، ذات أهمية بالغة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية لكلا البلدين، موضحًا أن روسيا تحتل المرتبة الأولى في إمدادات النفط والغاز الطبيعي إلى الصين، وتسعى لزيادة صادرات الفحم، بينما يعمل الخبراء الروس والصينيون بنجاح في بناء محطات الطاقة النووية وتطوير مصادر الطاقة النظيفة، وتحسين تقنيات إنتاج ومعالجة الطاقة.

وأضاف الرئيس الروسي أن المنتدى يمثل آلية فعالة للحوار المباشر بين شركات الصناعة في البلدين، معربًا عن ثقته بأن مناقشات المنتدى في عام 2025 ستكون بناءة ومثمرة، وأن المقترحات والمبادرات المطروحة ستجد تطبيقًا عمليًا.

بدوره، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، استعداد بلاده للعمل مع روسيا لتأسيس شراكة أوسع في مجال الطاقة، وضمان استقرار سلسلة إنتاج وتوريد الطاقة العالمية واستمراريتها.

وجاءت تصريحات شي جين بينغ في برقية تهنئة إلى المشاركين في الدورة السابعة لمنتدى الطاقة الروسي–الصيني المنعقد حاليًا في بكين، ونقلها التلفزيون المركزي الصيني.

وقال الرئيس الصيني: “التعاون الصيني–الروسي في مجال الطاقة يقوم على أسس متينة، ويمثل نموذجًا للتعاون ذي المنفعة المتبادلة، ويلعب دورًا إيجابيًا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدين وتحسين رفاهية شعبيهما”.

ويُعد منتدى أعمال الطاقة الروسي–الصيني منصة مؤسسية مهمة للتعاون العملي بين البلدين، حيث يُناقش ويُطور في إطاره مشروعات مشتركة وزيادة حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة.

وقد تأسس المنتدى في يوليو 2018 بتكليف من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، ويهدف إلى تعزيز الحوار، وتوسيع محفظة المشروعات المشتركة، وتحسين كفاءة التعاون بين روسيا والصين في هذا القطاع الحيوي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً