أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر عن تحقيق ثلاث اكتشافات جديدة للزيت والغاز الطبيعي في مناطق امتياز تتبع شركات “خالدة” و”بتروبل” و”جابكو”، وذلك في كل من الصحراء الغربية وخليج السويس، في خطوة تعزز جهود الدولة لزيادة الإنتاج وتنمية الموارد الهيدروكربونية.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي، أن شركة خالدة للبترول اكتشفت حقلاً جديداً في جنوب الصحراء الغربية، حيث أظهرت التسجيلات الجيولوجية وجود شواهد غازية بسمك صافي بلغ 253 قدماً في طبقة رمال “الشفا”.
وبحسب الوزارة، يُقدر الاحتياطي المضاف بنحو 12.5 مليون برميل زيت مكافئ، موزعة بين 62.7 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و1.15 مليون برميل من المتكثفات.
ووفق الوزارة، تعمل الشركة حالياً على تنفيذ خطة لربط البئر بالإنتاج من خلال مد خط بطول 23 كيلومتراً، باستثمارات تُقدّر بحوالي 10 ملايين دولار، مع توقعات بإنتاج يصل إلى 30 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً.
وفي خليج السويس، أعلنت شركة بتروبل عن كشف جديد في بئر “غرب فيران-2” تم تسجيله بتاريخ 8 مايو الجاري، وبلغ معدل الإنتاج 2660 برميل زيت يومياً، ويجري حالياً تقييم حجم الاحتياطي القابل للاستخراج، كما سجلت شركة جابكو كشفاً جديداً في بئر “GS327-A15″، بعد اختبار طبقة رمال الكريم على عمق 38 قدماً، وبلغ معدل الإنتاج 720 برميل زيت يومياً.
وتأتي هذه الاكتشافات الجديدة ضمن استراتيجية وزارة البترول المصرية لتعزيز إنتاج النفط والغاز من الحقول الحالية وفتح آفاق جديدة للاستكشاف، بما يدعم الأمن الطاقي ويدعم الاقتصاد الوطني.
الجدير بالذكر أنه يُعتبر النفط المصري أحد المصادر الحيوية للطاقة في البلاد، حيث يلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الوطني ويوفر جزءاً كبيراً من احتياجات مصر من الطاقة.
وتاريخياً، بدأ اكتشاف النفط في مصر في أوائل القرن العشرين، وبحلول السبعينات أصبح قطاع النفط أحد الأعمدة الرئيسية للصناعة الوطنية.
ويتم استخراج النفط بشكل رئيسي من مناطق مثل الصحراء الغربية، خليج السويس، والدلتا، حيث تضم البلاد العديد من حقول النفط الكبيرة.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه صناعة النفط في مصر مثل تقلبات أسعار النفط العالمية، فإن مصر لا تزال تُعتبر واحدة من أكبر منتجي النفط في منطقة شمال إفريقيا.
وتسعى الحكومة المصرية إلى زيادة إنتاج النفط من خلال استكشاف المزيد من الحقول الجديدة وتطوير تقنيات الإنتاج، فضلاً عن تحسين البنية التحتية اللازمة لدعم هذا القطاع الحيوي.
هذا وشهد قطاع الطاقة المصري في عام 2025 انطلاقة قوية، حيث أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن تحقيق ثلاث اكتشافات جديدة للنفط والغاز في مناطق امتياز شركات “خالدة” و”بتروبل” و”جابكو” بالصحراء الغربية وخليج السويس.
وفي 11 مايو، أعلنت شركة خالدة للبترول عن اكتشاف جديد في منطقة “جنوب NUT-1” بالصحراء الغربية، حيث أظهرت التسجيلات الجيولوجية وجود شواهد غازية بسمك صافي بلغ 253 قدمًا في طبقة “رمال الشفا”، ويُقدر الاحتياطي المضاف بنحو 12.5 مليون برميل زيت مكافئ، موزعة بين 62.7 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و1.15 مليون برميل من المتكثفات. من المتوقع أن يصل الإنتاج اليومي من هذه البئر إلى 30 مليون قدم مكعبة من الغاز.
وفي 8 مايو، أعلنت شركة بتروبل عن اكتشاف جديد في بئر “غرب فيران-2” بخليج السويس، حيث تم استرجاع 2660 برميلًا من الزيت يوميًا بعد تثقيب 27 مترًا في طبقة “رمال عسل”.
أما في 1 مايو، فقد أعلنت شركة جابكو عن اكتشاف جديد في بئر “GS327-A15” بخليج السويس، حيث تم استرجاع 720 برميلًا من الزيت يوميًا بعد تثقيب 38 قدمًا في طبقة “رمال الكريم”.
وتُعد هذه الاكتشافات خطوة مهمة نحو تعزيز احتياطيات مصر من الطاقة، وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز قدرة مصر على تأمين احتياجاتها من الغاز والنفط في المستقبل.
مصر وتركيا توقعان اتفاقية تاريخية في مجال الغاز والطاقة
وقعت مصر وتركيا اتفاقية غير مسبوقة لتعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي والطاقة، خلال زيارة وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي إلى العاصمة التركية أنقرة، في خطوة تعكس تحولا نوعيا في العلاقات بين البلدين.
وتنص الاتفاقية على نشر سفينة تركية متخصصة في تخزين الغاز الطبيعي وإعادة التغويز (FSRU) على الأراضي المصرية للمرة الأولى، في إنجاز يُعد أول تجربة من نوعها لسفينة تركية تعمل في الخارج، ما يعزز أمن إمدادات الغاز لكل من البلدين.
وأكد وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار أن التعاون بين شركتي “بوتاش” التركية و”إيجاس” المصرية يمثل نموذجاً مرناً وفعالاً يساهم في ضمان استقرار سوق الطاقة في المنطقة.
وأضاف أن الاتفاقية الأولى التي تم توقيعها هي مذكرة تفاهم لتوسيع التعاون في مجالات الهيدروكربونات والتعدين، وتبادل الخبرات التقنية لإطلاق مشاريع استراتيجية تشمل النفط والغاز الطبيعي والطاقة الحرارية الجوفية والهيدروجين والمعادن الحيوية.
ووصف بيرقدار الاتفاقية الثانية المتعلقة بتشغيل سفينة “بوتاش” في مصر بأنها “إنجاز وطني”، مشيراً إلى أن هذا التعاون سيمهد لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بمجال الطاقة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه مصر تحديات متعلقة بتراجع إنتاج الغاز المحلي، خصوصاً بعد توقف إنتاج عدة حقول منها حقل “ظهر” الأكبر في البحر المتوسط، بسبب تأخر دفع مستحقات الشركاء الأجانب، وأكدت الحكومة المصرية بدء تعافي الإنتاج بعد تسديد هذه المستحقات واكتشاف حقول جديدة.
وأشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى حفر 105 آبار جديدة في النصف الثاني من 2024، منها 10 آبار للغاز الطبيعي، ما أدى إلى زيادة الإنتاج المحلي بمقدار 271 مليون قدم مكعب يومياً، مما وفر نحو 1.5 مليار دولار كانت تُصرف على الاستيراد خلال 6 أشهر، مع توقعات بالعودة قريباً إلى تصدير الغاز للخارج.
وتمثل هذه الاتفاقية علامة فارقة في العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا، وتفتح آفاقاً واسعة لتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
اترك تعليقاً