ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات هذا الأسبوع، مدفوعة بتوترات جيوسياسية متصاعدة من فنزويلا إلى روسيا ووسط إجراءات أميركية مشددة على صادرات النفط الفنزويلية وتصعيد أوكرانيا لهجماتها ضد ناقلات النفط الروسية في البحر المتوسط.
وصعد خام برنت باتجاه 61 دولاراً للبرميل بعد أسبوعين من خسائر متتالية، فيما جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط قرب 57 دولاراً للبرميل.
وجاءت الارتفاعات بعد صعود عناصر من خفر السواحل الأميركيين إلى متن ناقلة النفط الفنزويلية سينتشوريز المحمّلة بنحو مليوني برميل في البحر الكاريبي وملاحقة ناقلة ثانية تُدعى بيلا 1 في إطار الحصار المفروض على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، في محاولة للحد من الإيرادات النفطية للنظام الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية لتورطه في الاتجار بالمخدرات.
وتملك فنزويلا أكبر احتياطيات نفط خام في العالم، إلا أن صادراتها التي تذهب غالباً إلى الصين تمثل أقل من 1% من الطلب العالمي، ما يقلل من تأثير القيود الأميركية على السوق العالمية.
في الوقت نفسه، كثفت أوكرانيا هجماتها على الإمدادات الروسية، مستهدفة للمرة الأولى ناقلة نفط تابعة لأسطول الظل الروسي في البحر المتوسط باستخدام طائرات مسيّرة، بعد ضربات سابقة على منشآت شركة لوك أويل في بحر قزوين، ما أسهم في دعم الأسعار على المدى القصير.
وقال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع في ويستباك بانكينغ كورب، إن التطورات الجيوسياسية توفر دعماً لأسعار النفط، لكنه أشار إلى أن خام برنت قد يتراجع إلى نطاق الخمسين دولاراً للبرميل خلال العام المقبل مع استمرار فائض المعروض وضعف الطلب العالمي.
وفي تصريحات للبيت الأبيض، أعلن رئيس المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت أن الإدارة الأميركية لا تتوقع ارتفاع أسعار النفط بعد احتجاز الناقلة قرب سواحل فنزويلا، مؤكداً أن هذه الأحجام غير كبيرة مقارنة بالعرض العالمي وأن المواطنين الأميركيين لا ينبغي أن يقلقوا بشأن الأسعار.
من جهة أخرى، سجلت أسعار المعادن النفيسة مستويات قياسية جديدة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية ورهانات على خفض إضافي لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في أفضل أداء سنوي للذهب والفضة منذ أكثر من أربعة عقود.
وارتفع الذهب بنسبة 1.5% إلى 4404 دولار للأونصة في التعاملات الفورية، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في أكتوبر عند 4381 دولاراً، فيما صعدت الفضة أكثر من 2.5% لتسجل مستوى قياسياً عند 68.9883 دولار للأونصة، كما قفز البلاتين إلى أعلى مستوى منذ عام 2008 متجاوزاً ألفي دولار للأونصة، وارتفع البلاديوم بنسبة 4.4%.
وأرجع خبراء السوق صعود المعادن النفيسة إلى توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة الأميركية مرتين خلال عام 2026، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحصار النفطي الأميركي على فنزويلا والهجمات الأوكرانية على ناقلات النفط الروسية في البحر المتوسط، إضافة إلى مشتريات البنوك المركزية وتحويل الأموال إلى صناديق متداولة مدعومة بالسبائك ورغبة المستثمرين في التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية وتقلبات الدولار.
وأكد ديلين وو، الاستراتيجي لدى بيبرستون غروب ليمتد، أن مشتريات البنوك المركزية والطلب الفعلي والتحوط الجيوسياسي تشكل ركائز أساسية للمعادن النفيسة على المديين المتوسط والطويل، فيما يمثل هذا العام استثنائياً للمعادن، إذ تضاعفت أسعار الفضة أكثر من الضعف، وقفز الذهب بنحو الثلثين مع استمرار الطلب والتحوطات العالمية.






اترك تعليقاً