البحرية الإسرائيلية تدخل على خط المواجهة.. هجوم نوعي على ميناء الحديدة غرب اليمن

نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، هجومًا استهدف ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن، في أول عملية معلنة للقوات البحرية الإسرائيلية ضد مواقع تابعة لجماعة “أنصار الله-الحوثيين.

وذكرت قناة “المسيرة” التابعة لجماعة “أنصار الله” عبر تطبيق “تليغرام” أن “العدو الإسرائيلي يشن غارات على مدينة الحديدة”، مشيرة في وقت لاحق إلى أن غارتين استهدفتا أرصفة ميناء الحديدة.

وفي كلمة رسمية، أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة “أنصار الله”، مهدي المشاط، أن الرد على العدوان الإسرائيلي سيكون في اتجاهات مختلفة، مشدداً على أن “ميزات الصواريخ اليمنية المعلنة سابقاً لم تُستخدم بعد”، وأن الضربات المقبلة ستكون مدروسة وفعالة للحفاظ على التفوق والسيطرة في ميدان المواجهة.

كما حذر المشاط من خطر وجود سفارات الدول بالقرب من الأهداف المشروعة لقوات الجماعة، مطالباً تلك السفارات بإبعاد نفسها لضمان سلامتها، أو إغلاقها والمغادرة إذا لم يتم الاستجابة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، إن “يد إسرائيل الطويلة، في الجو والبحر، ستصل إلى كل مكان”، في إشارة إلى تصعيد عمليات الجيش الإسرائيلي خارج حدود البلاد، خصوصاً بعد إعلان استهداف مواقع في اليمن.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم، أن تصريحات كاتس جاءت عقب تنفيذ سلاح البحرية الإسرائيلي، لأول مرة، هجوماً صاروخياً على أهداف تابعة لجماعة “أنصار الله-الحوثيين”)” في ميناء الحديدة غربي اليمن.

وأشاد كاتس بالعملية، واصفاً إياها بـ”الهجوم الناجح”، ومهدداً جماعة أنصار الله بأن إسرائيل سترد بقوة وستفرض حصاراً بحرياً إذا استمرت الهجمات الصاروخية التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية، على حد تعبيره.

وكان حذر الجيش الإسرائيلي، جميع المتواجدين في موانئ رأس عيسى، الحديدة، والصليف اليمنية بضرورة إخلائها “فوراً وحتى إشعار آخر”، بدعوى استخدامها من قبل جماعة “أنصار الله” الحوثية في “أنشطة تهدد أمن إسرائيل والملاحة الدولية”.

وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بيانًا رسميًا قال فيه: “نظراً لقيام النظام الحوثي باستخدام الموانئ البحرية لأغراضه، فإننا نحذر جميع المتواجدين في هذه المواقع من استمرار بقائهم فيها ويجب إخلاء الموانئ فورًا”.

ويأتي هذا التحذير بعد ساعات من إعلان وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، ورغم أن الصاروخ لم يبلغ هدفه، فقد تسبب في حالة استنفار أمني، أُغلِق على إثرها المجال الجوي لمطار بن غوريون، دون تفعيل أجهزة الإنذار.

وكانت جماعة “أنصار الله” أعلنت قبل أيام استهداف المطار ذاته بصاروخ فرط صوتي، في هجوم وُصف بـ”الرسالة المباشرة لتل أبيب” ردًا على حربها المستمرة في غزة.

هذا ومنذ نوفمبر 2023، كثّفت جماعة أنصار الله اليمنية هجماتها الصاروخية والطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية وسفن تجارية مرتبطة بها وبالولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وقد دفعت هذه الهجمات الجيش الأمريكي لتنفيذ مئات الضربات الجوية على مواقع للجماعة في صنعاء والحديدة ومحيطها.

ورغم إعلان هدنة مؤقتة بين “أنصار الله” وواشنطن في مايو الماضي، فقد أكدت الجماعة أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، وأنها “ستواصل عملياتها العسكرية ما دام العدوان على غزة مستمرًا”.

وتسيطر جماعة “أنصار الله” على العاصمة اليمنية صنعاء وغالبية الشمال اليمني منذ سبتمبر 2014. وتخوض الجماعة مواجهة عسكرية طويلة مع التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي تدخل في مارس 2015 دعمًا للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

ومع امتداد نفوذ الجماعة وامتلاكها ترسانة صاروخية وطائرات مسيّرة متقدمة، تحوّلت الأزمة اليمنية إلى جزء لا يتجزأ من مشهد الصراع الإقليمي، الممتد من غزة إلى مضيق هرمز، وسط تحذيرات دولية متزايدة من خطر انزلاق البحر الأحمر إلى ساحة حرب كبرى بين إسرائيل ومحور “الممانعة”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً