صرح السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، اليوم الاثنين، بأن “المحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية هم من يعانون التجويع الحقيقي في قطاع غزة”.
وتساءل عبر حسابه على منصة “إكس” عما إذا كانت فرنسا والمملكة المتحدة وكندا “ستدين هذا الوضع”، منتقدًا عدم تقاسم كميات الغذاء الضخمة التي تدخل إلى غزة مع المحتجزين، بينما يتلقى عناصر حماس تغذية جيدة، حسب تعبيره.
وجاءت تصريحات هاكابي بعد أن أرفق منشوره بإحصاءات عن عدد الشاحنات والمساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة، تقدم أكثر من مليون وجبة يوميًا، واصفًا ذلك بـ”الإنجاز المذهل”.
وكان السفير هاكابي قد أجرى زيارة إلى قطاع غزة يوم الجمعة الماضية برفقة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، للاطلاع على واقع المساعدات في القطاع.
في السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن على إسرائيل “أن تطعم الناس في غزة”، مؤكدًا أن بلاده لا تقبل تجويع سكان القطاع في ظل الظروف الصعبة والكارثية التي يمرون بها.
وأضاف ترامب خلال كلمة ألقاها مساء الأحد في ولاية بنسلفانيا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تقدم الدعم المالي الفعلي لغزة، مشيرًا إلى تقديم بلاده 60 مليون دولار كمساعدات إنسانية قبل أسبوعين، لكنه أعرب عن استيائه من عدم رؤية نتائج ملموسة لهذه المساعدات حتى الآن.
وأوضح أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف يعمل بشكل جيد في إسرائيل ضمن إطار المفاوضات، مشددًا على أن الهدف هو أن يحصل سكان غزة على الطعام، “نريد أن تطعمهم إسرائيل، لا نريد أن يجوع الناس ولا أن يموتوا جوعًا”.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن وزارة الخارجية الأمريكية خصصت 30 مليون دولار فقط كمساعدات إنسانية لغزة، ولم يتم تحويل سوى 3 ملايين دولار حتى الآن إلى “صندوق غزة الإنساني”، مما يعكس فجوة بين تصريحات ترامب والتقارير الرسمية.
كما نقلت مجلة “ذا أتلانتك” عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة بدوافع سياسية، لكنه لا يخطط لمحاسبته، مشيرين إلى أن خلافات بين الحلفاء تحدث أحيانًا.
في الوقت نفسه، تعاني غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث حذرت منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.
وتسببت الحرب على غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 حتى 3 أغسطس الجاري، بمقتل نحو 61 ألف فلسطيني، إضافة إلى حوالي 150 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
مطالبات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بإنهاء حرب غزة
دعا 12 من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، بينهم رؤساء أركان سابقون ومدراء أجهزة استخبارات وأمن، إلى إنهاء الحرب في غزة، مؤكدين أن إسرائيل تكبدت خسائر تفوق مكاسبها، وأن استمرار القتال لأسباب سياسية يهدد أمن وهوية الدولة.
وتم نشر فيديو مشترك للمسؤولين السابقين، الذين يملكون خبرة تزيد عن ألف عام في مجالات الأمن القومي والدبلوماسية، حيث حثوا على وقف إطلاق نار دائم وإبرام اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين المتبقين دفعة واحدة.
وأكد عامي أيالون، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، أن الحرب بدأت كحرب عادلة ودفاعية، لكنها تجاوزت هدفها العسكري ولم تعد كذلك، مما أدى إلى تآكل الأمن والهوية الإسرائيلية.
ورأى عاموس مالكا، رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق، أن إسرائيل تجاوزت بأكثر من عام اللحظة التي كان بإمكانها إنهاء الحرب بتحقيق إنجازات كافية، فيما أوضح نداف أرغمان، مدير الشاباك السابق، أن المرحلة الحالية من القتال أصبحت تعويضًا للخسائر.
وانتقد تامير باردو، مدير الموساد السابق، الوضع قائلاً: “نحن على شفا الهزيمة”.
وأشار يعلون، رئيس الأركان ورئيس الوزراء السابق، إلى الأوضاع الإنسانية المزرية في غزة التي “صنعها” الجانب الإسرائيلي، معتبراً أن الحكومة الحالية يقودها متعصبون يسيرون في اتجاه غير منطقي، وهو رأي شاركه المدير السابق للشاباك يورام كوهين الذي وصف الأقلية التي تسيطر على السياسة بأنها تشكل مشكلة.
وأكد المسؤولون السابقون أن من يظن أن إسرائيل قادرة على القضاء الكامل على الإرهابيين واستعادة جميع الرهائن في الوقت ذاته “واهم”.
وبحسب تايمز أوف إسرائيل، دعا هؤلاء المسؤولون من يشغلون مناصب حالية في أجهزة الأمن إلى الوقوف بشجاعة أمام الحكومة والتعبير عن آرائهم بشأن الحرب وعبثيتها.
رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت يتهم نتنياهو وحكومته باستخدام معاداة السامية للدفاع عن سياساتهم
أكد إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل السابق، أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية يستخدمون اتهام معاداة السامية كسلاح للدفاع عن أنفسهم من اتهامات مشروعة بشأن استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.
وقال أولمرت في تصريح لـ”بوليتيكو”: “تهمة معاداة السامية تُستخدم من قبل حكومة متعالية للدفاع عن نفسها ضد الاتهامات المبررة”، معتبراً أن اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بمعاداة السامية أو دعم الإرهاب “أمر سخيف”، خاصة وأنهما ساعدا في اعتراض صواريخ إيرانية أُطلقت على إسرائيل في أبريل الماضي.
وأضاف أولمرت أن نتنياهو وحكومته يتحملون مسؤولية الفجوة الكبيرة بين الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، وبين ما تفعله إسرائيل الآن بحق الفلسطينيين، معبراً عن قلقه من أن إسرائيل أصبحت دولة منبوذة على الساحة الدولية.
وأشار إلى تزايد الخلاف بين نتنياهو وأشد حلفائه، وصولاً إلى إثارة قلق ألمانيا، حيث تواجه برلين ضغوطاً للانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي في معاقبة إسرائيل بسبب حرب غزة، وهو ما سيشكل تحولاً في الدعم الألماني التقليدي.
واعتبر أولمرت أن خطة إقامة دولة فلسطينية على أكثر من 94% من الضفة الغربية التي كان قريباً من تحقيقها أثناء رئاسته للحكومة باتت اليوم أكثر تعقيداً، في ظل وجود نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، معتبراً أن نتنياهو وشركاءه لا يرغبون في اتفاق دولة فلسطينية حقيقي، وإنما يقتصر استعدادهم على منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً.
وحذر أولمرت من مخاطر ضم غزة والضفة الغربية، وهو ما يدعو إليه بعض شركاء نتنياهو في اليمين، معتبراً أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الوحيد القادر على منع حدوث ذلك، ودعا إلى تدخله.
يذكر أن أولمرت كان من أشد المنتقدين للحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، معتبراً أنها تفتقر إلى “نهاية واضحة”.
يديعوت أحرنوت: نتنياهو وسموتريتش وبن غفير كانوا على علم بتدهور الوضع الصحي للأسرى قبل فيديو القسام
كشفت تحقيقات صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الدفاع بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، كانت على دراية تامة بتدهور الحالة الصحية للأسرى الإسرائيليين في غزة قبل ظهور فيديو القسام الذي أثار الصدمة في الشارع الإسرائيلي.
وأوضح التحقيق أن القيادة السياسية تلقت تقارير أمنية دورية خلال الأشهر الماضية تؤكد تعرض الأسرى لـ”تجويع متعمد”، وتم عرض هذه التقارير في جلسات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، بالإضافة إلى مشاورات أمنية مع كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية والاستخباراتية.
وفي سياق متصل، دعت المعارضة الإسرائيلية، ممثلة بيائير لابيد، إلى وقف العمليات العسكرية في غزة فوراً، مشيرة إلى فقدان الدعم الشعبي والثقة بالقيادة.
على الصعيد الإنساني، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول 36 شاحنة مساعدات إنسانية فقط يوم السبت، وسط أزمة مجاعة متفاقمة بين الأطفال، مع استمرار احتجاز أكثر من 22 ألف شاحنة مساعدات على معابر القطاع. وندد المكتب بسياسات الحصار والتجويع التي وصفها بأنها “جريمة إبادة جماعية مستمرة” ضد أكثر من 2.4 مليون نسمة في غزة، محملاً الدول الصامتة أو المتواطئة المسؤولية عن تفاقم الكارثة الإنسانية.
قطر تدشّن نقطة إسعاف طارئة في مستشفى الشيخ حمد بغزة لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي
استحدثت دولة قطر نقطة إسعاف أولية داخل مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة، بتمويل من صندوق قطر للتنمية، بهدف تقديم رعاية طبية عاجلة لضحايا العدوان الإسرائيلي ولمئات المصابين الذين يتوافدون يومياً بسبب القصف أو أثناء انتظار المساعدات.
وأوضح صندوق قطر للتنمية في بيان صدر الاثنين، أن النقطة الطبية الجديدة تعمل على تقديم الاستجابة السريعة للإصابات عبر كادر طبي وتمريضي متخصص، وتشرف على تحويل الحالات الحرجة إلى مشافي وزارة الصحة في غزة والمشافي الأخرى من خلال سيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطيني والخدمات الطبية.
وأشار البيان إلى أن المستشفى استقبل خلال الأسابيع الماضية نحو 2538 مصاباً، إضافة إلى نحو 220 شهيداً، بينهم 1227 إصابة و119 شهيدًا سُجّلوا خلال الأسبوع الأخير فقط.
وقال فهد السليطي، مدير عام صندوق قطر للتنمية ورئيس مجلس إدارة المستشفى: “نواصل دعم مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في غزة، انطلاقًا من التزامنا الإنساني تجاه الأشقاء، وضماناً لاستمرار تقديم الرعاية للمحتاجين في ظل الظروف القاسية”.
ودعا السليطي المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الإنسانية، مطالباً بتحرك فوري لضمان إدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين والعاملين في القطاع الصحي.
وأضاف: “ما يجري في غزة من استهداف ممنهج وتجويع وعدوان مستمر يمثل جرائم يجب أن تتوقف فورًا. لا يجوز استخدام المساعدات كسلاح ضد المدنيين”.
من جهته، قال مدير عام المستشفى، أحمد نعيم، إن إنشاء النقطة الطبية جاء استجابة لتدهور الأوضاع الميدانية وانهيار البنية الصحية في شمال القطاع، مؤكداً أن المستشفى يشهد يومياً توافد أعداد كبيرة من الجرحى.
ويواصل مستشفى الشيخ حمد تقديم خدماته الحيوية في مجالات التأهيل، والأطراف الصناعية، والسمع والتوازن، والتصوير المقطعي، ويُعد المركز الوحيد الذي يوفر هذه الخدمات المتخصصة في شمال غزة.
وزير الخارجية الإسرائيلي يؤكد رفض تسوية تفرضها حماس ويطالب بالإفراج الفوري عن المحتجزين في غزة
صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الاثنين، بأن إسرائيل ترفض أي تسوية تفرضها حركة “حماس” داخل قطاع غزة، مؤكداً ضرورة الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين “دون شروط”.
وقال ساعر في مؤتمر صحفي إن “حماس تحاول فرض شروط تضمن بقاءها في الحكم داخل غزة، وهذا مرفوض رفضاً قاطعاً” من جانب تل أبيب. وأوضح أن إسرائيل تسعى لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين، مفضلاً الحلول الدبلوماسية، مشيراً إلى جهود أمريكية لصياغة رؤية لمرحلة ما بعد الحرب وتنسيق مستمر بين واشنطن وتل أبيب.
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى نية الولايات المتحدة التدخل بقوة للتخفيف من الكارثة الإنسانية في غزة، مع استمرار التشاور بين الطرفين في هذا الملف.
وفي هجومه على بعض قادة العالم الذين أعلنوا اعترافهم بدولة فلسطين، وصف ساعر هذه الخطوة بأنها “غير أخلاقية” ومضللة، مؤكداً أنها تقوي موقف “حماس” في المفاوضات وتزيد من تعقيد الأزمة.
كما أعلن أنه سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة غداً الثلاثاء في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي حول قضية المحتجزين الإسرائيليين، والتي بادر هو بعقدها، معرباً عن شكره لأمريكا وبنما على دعم عقد الاجتماع.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر: لا يمكن الوصول إلى المحتجزين في غزة دون وقف لإطلاق النار
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الاثنين، أن الوصول إلى المحتجزين في قطاع غزة لتقديم الغذاء والرعاية الطبية غير ممكن في ظل الظروف الأمنية الحالية، وذلك رداً على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضحت اللجنة أن الأوضاع الأمنية تمنع موظفيها من دخول القطاع، مشددة على ضرورة توفير ضمانات سلامة العاملين في المجال الإنساني لضمان استمرار تقديم المساعدات.
كما طالبت اللجنة بالتوصل إلى اتفاق فوري بشأن غزة يسمح بوقف إطلاق النار، بما يتيح تسهيل وصول الدعم الإنساني للمحتاجين، وفقاً لما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية”.






اترك تعليقاً