أصدر “تحالف السودان التأسيسي” المعروف بـ”تأسيس”، بيانًا أعلن فيه تنفيذ ضربات جوية دقيقة وناجحة على أهداف عسكرية في العاصمة الخرطوم وعدة مدن سودانية أخرى.
وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف، علاء الدين عوض نقد، إن هذه العمليات جاءت ردًا مباشرًا على ما وصفه بـ”الاستهداف الإجرامي للمستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان، بما في ذلك مدينة نيالا”.
وأكد أن الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية ولوجستية تابعة للجيش السوداني، دون المساس بالمدنيين أو ممتلكاتهم، مشددًا على التزام التحالف بمبادئه وأخلاقه في مواجهة ما وصفها بجرائم الجيش ومليشياته التي قال إنها تعيث فسادًا وتقتل الأبرياء في مناطق السودان المختلفة.
وأشار إلى أن جميع الخيارات ستظل مفتوحة للرد على الاعتداءات المتكررة التي تصدر، حسب البيان، بأوامر من بورتسودان وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين، معتبراً أن الجيش تحول إلى أداة للقمع والترويع ضد الشعب.
وأكد التحالف أن قواته ستواصل ضرب كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطنين وكرامتهم، مشيرًا إلى أن هدفه المشروع هو تدمير أوكار الإرهاب واستكمال مشروع “التأسيس” لبناء وطن حر تسوده قيم السلام والعدالة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه السودان موجة عنف مستمرة، حيث أفادت تقارير سابقة عن مصرع أكثر من 300 عنصر في هجوم نفذته قوات “الدعم السريع” على منطقة كازقيل بشمال كردفان، في إطار الصراع المتصاعد بين الفصائل المسلحة والجيش السوداني.
حمدوك: حكومة الدعم السريع الجديدة ليست لديها أجندة انفصالية
نفى رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك أن تكون الحكومة التي أعلنت عنها قوات الدعم السريع مؤخراً تهدف إلى الانفصال أو تحمل أي دعوة لتقسيم السودان.
وأوضح حمدوك خلال مشاركته في منتدى عقد في أبوظبي أن هذه الحكومة تمثل مشروعاً وطنياً يسعى لتحقيق الوحدة والسلام، وليس لتفكيك السودان أو المساس بوحدته الجغرافية أو السياسية.
وشدد على أن الحل الأساسي للأزمة السودانية يبدأ بوقف إطلاق النار، مع ضمان رقابة إقليمية ودولية على الالتزام به من جميع الأطراف، داعياً إلى إطلاق حوار داخلي شامل يضم مختلف القوى السياسية والاجتماعية لبناء توافق وطني حقيقي ووضع نهاية للحرب وتهيئة مرحلة جديدة من الاستقرار.
وأشار حمدوك إلى أن الأصوات الداعية للانفصال تبقى محدودة التأثير، ومحصورة في أقلية من مناطق شمال ووسط السودان، مؤكداً أنها لا تعكس الإرادة الشعبية العامة ولا تحظى بثقل في المشهد السياسي الوطني.
وأضاف أن حكومة السلام خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء النزاع، وتسعى لتحقيق سلام شامل في البلاد دون أي أجندة انفصالية.
وكان “التحالف السوداني التأسيسي” أعلن في 27 يوليو عن تشكيل “مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية” برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وعبد العزيز الحلو نائبا له، فيما تم اختيار محمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء.
القوات الحكومية تصد هجوماً واسعاً لقوات الدعم السريع في الفاشر بالخرطوم
شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، الثلاثاء، معركة عنيفة مسجلة برقم (239) في سجل المواجهات، تمكنت خلالها القوات الحكومية من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع.
ونفذ الهجوم عبر محورين (الشمالي والشمالي الشرقي) باستخدام أكثر من 40 مركبة قتالية ومصفحات ومشاة، واستمرت المواجهات من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، وفق مصادر سودانية.
وأدت المعارك إلى مقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، وتحيد خمسة من أفراد الطاقم الطبي المرافق للقوة المهاجمة، وإصابة آخرين، فيما نجا فتاتان بأعجوبة، كما تم تدمير عدد كبير من المركبات القتالية، بينما فرّ بقية المهاجمين إلى جنوب غرب المدينة.
وأكدت مصادر ميدانية أن الجيش أعاد السيطرة على المواقع، ورفع رايات النصر في محور الفاشر، مؤكداً استقرار الأوضاع.
وفي الوقت نفسه، واصلت “تكايا الفاشر” تقديم الوجبات الغذائية لمواطني المدينة في مراكز الإيواء، بدعم من حكومة الولاية والمؤسسة التعاونية الوطنية، وبمشاركة أبناء الخير من مختلف أنحاء السودان.
أزمة التعليم في السودان: ثلاثة أرباع الأطفال محرومون بسبب الحرب
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، أن نحو ثلاثة أرباع أطفال السودان في سن التعليم، أي حوالي 13 مليون طفل من أصل 17 مليونًا، محرومون من الدراسة نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، والتي تُصنّف كواحدة من أسوأ أزمات التعليم عالميًا.
وأكد محمد عبد اللطيف، مدير المنظمة في السودان، أن “الأزمات قد تدفع إلى تهميش التعليم كأولوية، لكن استمرار النزاع يحرم الأطفال من سنوات دراسية حاسمة لن تُعوض، مما يعني أن بعضهم قد لا يتعلم القراءة والكتابة أبدًا”.
وحذر عبد اللطيف من أن استمرار الحرب يعرض ملايين الأطفال لمخاطر طويلة وقصيرة المدى، تشمل التجنيد في الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والنزوح المستمر.
وأشار التقرير إلى أن نحو 4 ملايين طفل تمكنوا مؤخرًا من العودة إلى التعليم، لكن الأغلبية الساحقة لا تزال محرومة بسبب النزوح، ونقص المعلمين، ومحدودية الموارد التعليمية، إضافة إلى القيود على الحركة نتيجة العنف المستمر.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب في السودان اندلعت في أبريل 2023 بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن اشتباكات واسعة في مناطق متعددة بهدف السيطرة على مقار حيوية، فيما فشلت الوساطات العربية والأفريقية والدولية في التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية والتعليمية في البلاد.






اترك تعليقاً