الشرع: انتخابات مجلس الشعب خطوة مهمة نحو الاستقرار في سوريا

تفقد الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، سير عملية انتخابات مجلس الشعب في العاصمة دمشق، مؤكداً أن هذه الانتخابات تمثل “خطوة مهمة في مسار المرحلة الانتقالية” التي تمر بها البلاد بعد سنوات من الصراع.

وقال الشرع خلال جولته على عدد من مراكز الاقتراع إن “السوريين يفخرون بالانتقال من مرحلة الحرب والفوضى إلى مرحلة المؤسسات والانتخابات”، مشيراً إلى أن البلاد تمكنت خلال أشهر قليلة من الدخول في عملية انتخابية جديدة تعكس الإرادة الوطنية في بناء دولة حديثة ومستقرة.

وأضاف أن “مهمة بناء سوريا مسؤولية مشتركة بين جميع أبنائها”، موضحاً أن الانتخابات الحالية تأتي ضمن “عملية سياسية تهدف إلى ترسيخ الاستقرار وملء الفراغ الدستوري في البلاد”.

وأكد الرئيس السوري أن القوانين الوطنية “بحاجة إلى تعديلات لتواكب متطلبات المرحلة الجديدة”، لافتاً إلى أن “مجموعة من القوانين المعلقة تنتظر تصويت مجلس الشعب المقبل، بما يضمن استمرار عملية بناء الدولة ومؤسساتها”.

وتُعد هذه الانتخابات الأولى منذ بدء المرحلة الانتقالية التي أُعلنت عقب التفاهمات السياسية بين القوى السورية، وتُجرى تحت إشراف لجنة وطنية عليا لمراقبة نزاهة العملية الانتخابية وبمشاركة مراقبين من منظمات عربية ودولية.

وشهدت مراكز الاقتراع في دمشق وعدد من المحافظات السورية إقبالاً متفاوتاً منذ ساعات الصباح، حيث يتنافس مئات المرشحين على 250 مقعداً في مجلس الشعب.

وكانت انطلقت الأحد عملية اختيار أول برلمان في سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد، في خطوة اعتبرها مراقبون بداية عملية سياسية جديدة يقودها الرئيس أحمد الشرع لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.

واتخذ الشرع خلال الأشهر الماضية سلسلة إجراءات تنظيمية شملت حلّ مجلس الشعب السابق وتوقيع إعلان دستوري حدد المرحلة الانتقالية بخمس سنوات، ونص على تشكيل مجلس يمارس صلاحياته إلى حين وضع دستور دائم وإجراء انتخابات عامة على أساسه.

وبحسب الإعلان الدستوري، تُشكل السلطة التشريعية الجديدة من 210 أعضاء، تُنتخب ثلثا المقاعد عبر هيئات مناطقية شكلتها لجنة عليا عيّن الرئيس أعضاءها، بينما يعيّن الشرع الثلث المتبقي. وتبلغ ولاية المجلس ثلاثين شهراً قابلة للتجديد مرة واحدة.

ويتنافس على المقاعد 1578 مرشحاً، بينهم 14 في المئة من النساء، وفق اللجنة العليا للانتخابات، ومن أبرز الأسماء المرشحة هنري حمرا، نجل آخر حاخام غادر سوريا في تسعينات القرن الماضي، ليكون أول مرشح يهودي منذ نحو سبعة عقود.

وأوضح الشرع أن اعتماد آلية الانتخاب غير المباشر يأتي ضمن طبيعة المرحلة الانتقالية قائلاً: “نحن في مرحلة انتقالية ولسنا في وضع يسمح بإجراء انتخابات عامة مباشرة”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة مؤقتة ريثما تتوافر بيئة أمنية وسياسية تسمح بمشاركة جميع السوريين، بمن فيهم من فقدوا وثائقهم أو يعيشون في الخارج.

ويشارك في عملية الاختيار نحو ستة آلاف عضو من الهيئات الانتخابية، فيما أفاد التلفزيون الرسمي بأن بعض المراكز بدأت بفرز الأصوات مباشرة على أن تُعلن النتائج الرسمية لاحقاً.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد أجّلت التصويت في محافظات السويداء والرقة والحسكة بسبب التحديات الأمنية، قبل أن تُنشئ لجاناً فرعية في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات في المحافظتين الأخيرتين.

الشرع يغيّر العطل الرسمية في سوريا ويضيف عيد التحرير وعيد الثورة

أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع مرسوماً حول العطل الرسمية في البلاد، ألغى بموجبه العطل المرتبطة بحرب تشرين التحريرية وعيد الشهداء وعيد المعلم، وأضاف عيد التحرير وعيد الثورة السورية كعطل رسمية.

وجاء في المرسوم أن الثامن عشر من مارس والثامن من ديسمبر أصبحا عطلتين رسميتين للاحتفال بذكرى انطلاق الثورة ويوم التحرير.

بغداد تؤكد: استقرار سوريا ضرورة أساسية لأمن العراق والمنطقة

أكد القائم بالأعمال العراقي في دمشق، ياسين شريف الحجيمي، أن استقرار سوريا يشكل عنصراً محورياً لضمان أمن العراق والمنطقة بشكل عام، مشدداً على دعم بغداد للشعب السوري في مسيرته نحو الاستقرار والديمقراطية.

وأشار الحجيمي في تصريح صحفي إلى أن الانتخابات التشريعية الجارية في سوريا تجري في أجواء إيجابية تعكس إرادة الشعب السوري، مبيناً أن مجلس الشعب الجديد يتألف من 210 أعضاء، يتم انتخاب 140 منهم بشكل مباشر، بينما يعين رئيس الجمهورية الـ70 الآخرين.

وأوضح الدبلوماسي العراقي أن العراق يقف بثبات إلى جانب الشعب السوري في سعيه نحو الأمن والاستقرار، مؤكداً أن استقرار سوريا يصب مباشرة في مصلحة العراق، لا سيما في ظل الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر بين البلدين.

وشدد الحجيمي على أهمية التعاون الأمني بين بغداد ودمشق في مكافحة التنظيمات الإرهابية، موضحاً أن البلدين يعملان بشكل مشترك لتأمين الحدود والحفاظ على استقرارها وأمنها.

وتجري عمليات الاقتراع في المراكز الانتخابية السورية وسط إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة مراقبين ودبلوماسيين من عدة دول، بينما من المتوقع إعلان النتائج الأولية عقب انتهاء عملية الفرز.

واختتم الحجيمي تصريحه متمنياً للشعب السوري مزيداً من الأمن والاستقرار والازدهار في المرحلة المقبلة، مع استمرار المسيرة الديمقراطية بثقة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً