في زمن يتسارع فيه كل شيء، تبقى بعض الأرواح شاهدة على قرن من التحولات، وملامح لا تزال تحكي قصصًا من الماضي البعيد، ففي جنوب بريطانيا، تعيش إيثيل كاترهام، آخر من بقي من العقد الأول للقرن العشرين، وها هي تُتوَّج رسميًا بلقب أكبر معمّرة على قيد الحياة في العالم عن عمر يلامس الأسطورة: 115 عامًا.
وأعلنت منظمة “لونغيفي كويست”، المعنية بتوثيق أعمار المعمّرين حول العالم بالتعاون مع موسوعة “غينيس”، أن إيثيل كاترهام، البريطانية المقيمة في مقاطعة سَري، أصبحت رسميًا أكبر شخص حيّ على وجه الأرض.
ويأتي هذا الإعلان بعد وفاة البرازيلية إيناه كانابارو لوكاس عن عمر 116 عامًا، تاركة لقب “الأكبر سنًا” لإيثيل، التي تنتمي لجيل يكاد يندثر من ذاكرة البشرية.
هذا وولدت كاترهام في 21 أغسطس 1909، قبل أن تدخل البشرية عصر الطيران التجاري وقبل أن تندلع الحربان العالميتان. نشأت في عائلة تضم ثمانية أطفال، وسافرت في سن الثامنة عشرة إلى الهند البريطانية، حيث عملت في رعاية الأسر، قبل أن تعود إلى وطنها وتتزوج من العقيد نورمان كاترهام عام 1933.
ورغم بلوغها هذا العمر المذهل، كشفت كاترهام في مقابلة مع “بي بي سي” أن سرّ حياتها الطويلة بسيط للغاية، قائلة بابتسامة: “لا أجادل أحداً.. أستمع، ثم أفعل ما يحلو لي”، دون أن تذكر حمية غذائية أو تمارين رياضية كما جرت العادة مع المعمّرين.
وفي عيد ميلادها الـ115، تلقت رسالة تهنئة من الملك تشارلز الثالث، وصف فيها بلوغها هذا العمر بأنه “إنجاز استثنائي”، مُعربًا عن أطيب تمنياته لها.
اترك تعليقاً