بعد الاعتداء على أراضيها.. أول شكوى من قطر ضد إسرائيل

صعّدت قطر تحركاتها السياسية والدبلوماسية عقب الهجوم الذي استهدف عددًا من أعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس” في العاصمة الدوحة، حيث سلّمت، اليوم السبت، رسالة رسمية إلى رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، اعتبرت فيها أن الاعتداء الإسرائيلي يمثل “انتهاكًا صارخًا” لسيادة الدولة ولأحكام اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي.

وتولى المندوب الدائم لقطر لدى المنظمة، عيسى عبد الله المالكي، تسليم الرسالة باسم بلاده، مؤكدًا احتفاظ الدوحة بكامل حقوقها وفق القانون الدولي، في إشارة إلى إمكانية اللجوء لإجراءات قانونية ودبلوماسية أوسع لمحاسبة إسرائيل على العملية.

وكانت إسرائيل أعلنت، في وقت سابق، مسؤوليتها الكاملة عن عملية استهداف قادة “حماس” في الدوحة، في خطوة أثارت استياءً واسعًا بالنظر إلى ما تمثله من خرق مباشر لسيادة دولة مضيفة ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية.

وجاء التحرك القطري بعد أيام من استضافة الدوحة قمة عربية إسلامية استثنائية، تصدّر فيها الاعتداء الإسرائيلي جدول الأعمال.

ودعا البيان الختامي للقمة إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة “انتهاكاتها وجرائمها” ضد الشعب الفلسطيني، بما يشمل فرض العقوبات عليها، تعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد ذات الاستخدام المزدوج، إضافة إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، والمباشرة بإجراءات قانونية لمحاسبتها على أفعالها.

قطر تشترط اعتذارًا علنيًا من إسرائيل لاستئناف وساطتها في اتفاق سلام غزة

أفاد موقع “إكسيوس” بأن قطر طلبت من إسرائيل تقديم اعتذار علني عن الغارة الجوية التي استهدفت العاصمة الدوحة قبل أن تعود لممارسة دورها في الوساطة بشأن اتفاق سلام في غزة.

وجاء هذا القرار بعد انسحاب قطر من الوساطة عقب الضربة الإسرائيلية، فيما ترى إدارة ترامب أن غياب الوساطة القطرية سيصعب التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب.

وأوضحت المصادر أن الغارة الإسرائيلية التي نفذت قبل عشرة أيام أودت بحياة خمسة أعضاء من حركة حماس وعنصر أمن قطري واحد، بينما نجا جميع قادة الحركة الكبار، وكانت هذه أول مرة تنفذ فيها إسرائيل غارة جوية في إحدى دول الخليج، ما زاد من عزلة تل أبيب الإقليمية.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر بإيواء “إرهابيين”، مهددًا بإمكانية تنفيذ ضربات مستقبلية، في حين يواجه تقديم الاعتذار الإسرائيلي تراجعًا سياسيًا حساسًا داخل الحكومة الإسرائيلية، لكن القطريين أبدوا استعدادهم للمرونة في صياغته.

وأشار التقرير إلى أن طلب الاعتذار طرحه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وتمت مناقشته لاحقًا في اجتماعات جمعت روبيو مع نتنياهو والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

ووفق مصادر مطلعة، قد يشمل الاعتذار الإسرائيلي التركيز على وفاة عنصر الأمن القطري، مع تقديم تعويض لعائلته والتعهد بعدم انتهاك السيادة القطرية مستقبلاً، في خطوة تمهد لاستئناف المفاوضات حول اتفاق السلام في غزة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً