تصعيد جديد يُنذر بتدهور الأوضاع في جنوب آسيا، حيث أجرت باكستان تجربة إطلاق صاروخ بالستي بعيد المدى، بالتزامن مع موجة توتر شديدة مع الهند، أعقبت هجوماً دامياً على سياح في كشمير المتنازع عليها، ما أثار صدمة واسعة وردود فعل غاضبة في كلا البلدين، والمنطقة على شفا أزمة جديدة تهدد الاستقرار، وسط تزايد الدعوات الدولية لضبط النفس وتفادي انزلاق النزاع إلى مواجهة مفتوحة بين قوتين نوويتين.
وأعلنت القوات المسلحة الباكستانية، يوم السبت، عن تنفيذ تجربة إطلاق لصاروخ بالستي أرض-أرض يبلغ مداه 450 كيلومتراً، وذلك ضمن خطوات قالت إنها تهدف إلى “ضمان الجاهزية العملياتية وتقييم دقة نظام الملاحة المتطور في الصاروخ، وتعزيز قدراته على المناورة”، وفقاً لبيان رسمي.
وتأتي هذه الخطوة في خضم تصاعد حاد للتوترات بين إسلام آباد ونيودلهي، عقب الهجوم الدموي الذي استهدف موقعاً سياحياً في إقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 26 سائحاً، واتهمت الهند باكستان بالضلوع في العملية، وهي التهمة التي نفتها الأخيرة بشدة، مؤكدة امتلاكها معلومات استخباراتية تفيد بعزم الهند على تنفيذ “عمل عسكري وشيك”.
وعلى إثر الهجوم، شهدت العلاقات بين الجارتين النوويتين مزيداً من التدهور، حيث أغلق البلدان معبر الحدود الوحيد العامل بينهما، وعلّقا التبادل التجاري، كما طرد كل طرف عدداً من مواطني الطرف الآخر، في إجراءات انتقامية متبادلة.
في سياق متصل، فرضت الهند حظراً فورياً على استيراد أو عبور أي بضائع من باكستان، بحسب قرار المديرية العامة للتجارة الخارجية في نيودلهي، الذي شدد على أن “هذا التقييد يأتي حفاظاً على الأمن القومي والسياسة العامة”، ولن تُمنح أي استثناءات إلا بموافقة حكومية مسبقة.
كما أطلقت القوات الهندية حملة تمشيط واسعة في كشمير، تحديداً في منطقة باهالغام جنوب سريناغار، حيث وقع الهجوم في 23 أبريل.
وكان مسلحون قد خرجوا من الغابات وفتحوا النار على الحشود في أحد المواقع السياحية الأكثر شهرة بالإقليم، في “أعنف هجوم ضد مدنيين خلال السنوات الأخيرة”، بحسب وصف رئيس وزراء الإقليم عمر عبد الله.
هذا وتشهد كشمير نزاعاً مسلحاً منذ عام 1989، تقوده جماعات تطالب بالانفصال عن الهند أو الانضمام إلى باكستان، ويتقاسم البلدان السيطرة على الإقليم ذي الأغلبية المسلمة، ويشكل بؤرة نزاع مستمر بينهما تسبب في نشوب ثلاث حروب منذ استقلالهما.






اترك تعليقاً